سدانيات: حتى يكتبَ الأسدُ!

نشر في 04-01-2019
آخر تحديث 04-01-2019 | 00:08
 محمد السداني على الكرسي الهزاز الذي لطالما تأرجحت عليه أحلامي وطموحاتي المتعددة جلست أشاهد العالم يتغير وموجة من الثورات تجتاح المنطقة باسم "الربيع العربي" الذي اندلعت شرارته من تونس حينما أشعلها البوعزيزي رفضا للظلم والطغيان.

آمنت وأنا أسمع أناشيد الثورة وصرخات الشعوب أنَّ الأمل مازال موجوداً، وإن اختفى في سنوات طويلة عشناها تحت شعارات العروبة والوحدة الكاذبة، ولم تكن الثورات تختلف في مضمونها حتى جاءت ثورة الشعب السوري الذي قلب مقاييس المشهد في المنطقة، وأصبحت سورية ساحة حرب عالمية بين مجاميع تحارب بالوكالة عن طوائفها ومذاهبها وأنظمتها، فالشعب السوري الذي خرج ليطيح بنظام يرفضه وجد نفسه أمام معسكرات وميليشيات وأحزاب سياسية من مختلف دول العالم. وها نحن بعد سنوات طويلة نشاهد الدول العربية تهرول نحو النظام السوري الذي نعتته بأكثر الصفات قسوة؛ لما تعامل به من بطش وظلم شهد العالم أجمع أنهما الأبشع على مر التاريخ، والحقيقة أنَّ التاريخ لن ينسى، وإن نسيت هذه الدول ما حلَّ بإخوة التراب والدين والعرق أنَّ التاريخ سيكتب الصيَّاد منتصراً حتى يتعلم الأسد الكتابة! فحتى يتعلم الكتابة ستجد الكثير يصفق للصياد باقتناصه فرائسه التي اصطادها غيلة وخداعا. قد تضيع رغبات الشعوب بين رحى القوى العالمية التي لا تريد خيراً لهذه الأمة أو لهذه المنطقة، ولكنها حتما لن تضل طريقها، فمثلما نهضت دول كثيرة عانت مثلما تعانيه دولنا سننهض ونبني أوطاننا بما تمليه علينا رغباتنا وضمائرنا.

خارج النص:

• أقلق كثيراً حينما أقع في خطأ في الكتابة، خصوصا وأنا أكتب دائما ليلاً وأنا بعيد عن أي عامل للتركيز، ولكن بعدما رأيت أحد الكتب الرسمية من المجلس عرفت أن سيبويه الذي بداخلي لم يمت لفداحة ما رأيت من أخطاء.

• في هذه الأوقات نعاني ظاهرة الغش التي أصبحت بقدرة قادر نظاما تكافليا بوجهة نظر البعض، وأنه حق مكتسب للأسف.

back to top