تحيا اللغة العربية

نشر في 22-12-2018
آخر تحديث 22-12-2018 | 00:04
 بشاير يعقوب الحمادي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نقول "تحيا اللغة العربية" ولا عزاء للعرب معها، لا أحبذ السلبية وإن كانت طابعاً لأكثر مقالاتي السابقة، غير أن حالنا وحال لغتنا في انهيار ونسيان وتغير، فلو حاول المثقفون الواعون والمعلمون العرب نشر الوعي بشأن اللغة العربية واستخدامها وامتد هذا الاستخدام للأجيال القادمة وما بعدها لما أحسست بهذا الاحباط العربي الحزين عليها. إلا أن الملاحظ تجاهل هذه اللغة الجميلة الأصيلة بل حتى اللهجة الكويتية العربية بكلماتها الصحيحة تتجه إلى الاختفاء مع دخول الثقافة الإنكليزية والمفردات غير الصحيحة أحياناً في الاستخدام اليومي للصغار والكبار.

وإذا كانت الإنكليزية مهمة في كثير من المجالات كالعلم والعمل والسفر والحياة فإن الحفاظ على الأصل والعراقة والتفاخر في استخدام اللغة العربية وتخليدها أصبح من أساسيات الحياة الاجتماعية، فكم يحزنني حين أقوم بزيادة مطعم في بلادي وأفاجأ بأنه يخلو من مفردة عربية واحدة! ما هذا التباهي الوضيع حتى أن قائمة الطعام أو الشراب لا تتوافر باللغة العربية! فأتساءل: هل نحن عرب أم في بلاد أجنبية؟ وبالعادة يكون صاحب المطعم أو المقهى كويتي الجنسية يعني عربياً، فهل صعب عليه توفير قائمة أخرى بالعربية أم أنها باتت غير مهمة أو مستخدمة الآن!

لا مانع من الترجمة للأجانب، فنحن لدينا جاليات كثيرة نتعايش معاها، لكنني أقيس جودة المكان بأصالته وعراقته، وحتى لو كان ذا طابع غربي يجب أن تدخل العربية في أبسط أموره وأعقدها... وتلك وجهة نظر.

هذا مثال من أبسط ما أمامي من أمثلة في أماكن متعددة صادفتني وحزنت على ما رأيت فيها من اختفاء لغتنا الأم، فلو كنت في دولة أخرى فلن يلتفت إليك أحد إلا ما ندر، ما لم تكن تجيد اللغة المحلية أو معك مترجم يساعدك.... فالاعتزاز بما تملك وتنتمي يعززك كفرد في هذه الأمة بل الدنيا جميعاً... فاللغة هي الأساس ونحن العرب لغتنا ولغة كتابنا العظيم العربية، وقد قال الله تعالى في مفتتح سورة يوسف "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".

نصيحة أخرى لجميع أولياء الأمور والآباء: ليست مفخرة أو تباهياً أن يتكلم الصغير بالإنكليزية، بل ذلك خيبة كبيرة أن يتقن غير لغته وعند كلامه بالعربية يعجز عن التعبير، بل بالعكس يجب أن يتقن كلامه الصحيح العربي ثم بعدها يتعلم اللغات الأخرى لأغراض الحياة والعلم.

back to top