بالضَّادِ أَفْخَرُ

نشر في 18-12-2018
آخر تحديث 18-12-2018 | 00:04
 الشاعر محمد عبدالحكم حسن بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

نِداءٌ إلى أبناءِ قومي لإحياءِ لغةِ الضَّادِ

لُغَتي بها قد أُنْزِلَ القرآنُ

وَلِذِكْرِها قد خَلّدَ الرحمنُ

لُغتي لها دُونَ اللغاتِ بريقُها

فَبِها الكلامُ كأنه أَلحانُ

لُغتي بها وَقْعُ الحديثِ كأنه

سحرٌ وفي إِعْرابِها تِبْيانُ

مِنْ حَرْفِها نَبَعَ الجمالُ بأسرهِ

فترى الحروفَ كأنها بستانُ

تتراقصُ الكلماتُ في أَشْعارِها

وبحورُها تُرْوى بها الأفنانُ

ما زالَ فكري تائها بدلالِها

ما رامَ عشقًا غيرَها الإنسانُ

حَوَتِ الكتابَ بوعدهِ ووعيدهِ

وبها تفاخرَ أحمدُ العدنانُ

كم حاولَ الأعداءُ بثَّ سمومهم

لِيُفَرِّقوا لغةً بها القرآنُ

زرعوا التفرنجَ في البلادِ بحنكةٍ

فاللحنُ شاعَ وضاعتِ الأوزانُ

جعلوا التَّحَضُّرَ في اعوجاجِ لسانهم

حادوا عَنِ النطقِ الصحيحِ فهانوا

هم يزعمون لغاتِنا مطلوبةً

حولَ الجِفَاتِ تُنَعِّبُ الغِرْبانُ

سَيُرَوِّجونَ لغاتهم لتلوكَها

ما دُمتَ تُخْدعُ أيها الغفلانُ

عُذْرًا خليلَ العينِ هذا حالُنا

يا أَصْمَعِيُّ تهدَّمَ الْبُنْيانُ

الْيَوْمَ أُرْسِلُ صيحتي بقضيتي

والحقُ جاء لسانَهُ الفرقانُ

لو كُنتَ تعرفُ قدرها لرفعتها

نبضُ اللغاتِ محِلُّها الوجدانُ

أحيوا الفصاحةَ في النفوسِ ورددوا

لغةَ الرسولِ حباكم المنَّانُ

وغدًا ستحيا الضّادُ في أجيالِنا

ويعمَّ قولُ الصدقِ والإيمانُ

نُلْقِي التَّحِيّةَ بالسلامِ جميلةً

وبها يُحَيّي ضيفهُ الرحمنُ

بالضّادِ أَفْخَرُ ما حَييتُ بحبِّها

ولها أَفي إِنْ جارتِ الأزمانُ

سأَظلُّ في مِحْرابها مُتَبَتِّلًا

دومًا وهذا للوفا عنوانُ

back to top