إسرائيل تكشف نفقاً رابعاً مع لبنان قبل جلسة مجلس الأمن

• «السنّة المستقلون» يتشددون و«حزب الله» غير راضٍ
• الشيوعيون إلى الشارع بأجندة مطلبية مثقلة

نشر في 17-12-2018
آخر تحديث 17-12-2018 | 00:04
لبنانيات مؤيدات للحزب الشيوعي خلال تظاهرة مطلبية في بيروت أمس   (أ ف ب)
لبنانيات مؤيدات للحزب الشيوعي خلال تظاهرة مطلبية في بيروت أمس (أ ف ب)
بينما تتوقع أوساط سياسية أن يتعرض لبنان لضغوط أميركية خلال جلسة مجلس الأمن المقررة بعد غد، والمخصصة لبحث الأوضاع على الحدود الجنوبية، أعلنت إسرائيل اكتشاف نفق رابع قالت إن مقاتلي حزب الله حفروه، في انتهاك للقرار 1701، محمّلة الحكومة المسؤولية.
قبل يومين من جلسة لمجلس الأمن ستتناول الأنفاق التي تقول إسرائيل، إنها رصدتها على حدود لبنان الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، اكتشاف نفق رابع في إطار عملية "درع الشمال" التي أطلقها في وقت سابق من شهر ديسمبر الجاري.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه تم نهاية الأسبوع اكتشاف "نفق إرهابي هجومي آخر يمتد من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل"، وأكد أن "مسار النفق موجود حالياً تحت سيطرة الجيش، ولا يشكل تهديداً"، وأنه "تم تفخيخ مساره مثلما تم تفخيخ المسارات الأخرى، ومن ثم فإن من يدخله من جانبه اللبناني يعرض نفسه للخطر".

وجدد أدرعي باسم الجيش الاسرائيلي تحميل "الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن حفر الأنفاق الهجومية من داخل لبنان".

وفي تغريدة على "تويتر"، نشر أدرعي، باللغة العربية، مقطع فيديو يظهر أحد الأنفاق وعلق: "هكذا ظهر نفق حزب الله الإرهابي الهجومي الأول الذي كشفناه. اليوم قمنا بالإعلان عن اكتشاف النفق الرابع. هل مسؤولو الدولة اللبنانية بحاجة الى مزيد من الإثباتات حول نشاطات هذه المنظمة الإرهابية؟"

وأعلن الناطق الرسمي بإسم "​اليونيفيل​" أندريا تيننتي، "أن ​الجيش الإسرائيلي​ أبلغ اليونيفيل عن وجود نفق رابع. "اليونيفيل" منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار في المنطقة".

رسالة لنصرالله

وفي تغريدة منفصلة نشر أدعي مقطع فيديو معلقاً: "اعتمادًا على النصوص المذكورة في الكتاب والسنّة، نستنتج أنه الأقرَبون أوْلى بالمعروف... فأين السيّد حسن (الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله) من هذه النصوص؟! يا سكّان لبنان والشيعة على وجه الخصوص، إنّي أحذّركم من مكرِ حزب الله… فاعتبروا يا أولي الأبصار". وقال في المقطع: "في الأيام الأخيرة نسمع عن حزب الله بأنه يعرض سكان لبنان عامة والشيعة في جنوب لبنان خاصة للخطر الكبير جراء تهوره ومخططاته الإرهابية غير المحسوبة دون أن يتأثر بالضرر الهائل الذي يسببه لهم وفي هذا السياق ينطبق المثل العربي القديم على أهلها تجني براقش".

«العقدة السنّية»

إلى ذلك، بدأت تظهر بوادر تململ من حزب الله تجاه النواب السنّة المستقلين. وكتبت صحيفة "الأخبار" المقربة من الحزب تقريراً بعنوان "حزب الله مع توزير النواب الستّة لا تدليعهم"، أكد أن "حزب الله غير راضٍ عن تشدّد النواب الستة ورفض الحلول الوسط".

ولا تزال "العقدة السنّية" المتمثلة باشتراط حزب الله إيجاد حل لتمثيل النواب الستة السنة المستقلين في الحكومة عالقة.

ويرفض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تعيين أحد النواب الستة وزيراً وكذلك منح أي وزير من حصته لشخصية سنّية يسميها النواب الستة المؤتلفون في "اللقاء التشاوري".

وتطالب أوساط الحريري رئيس الجمهورية ميشال عون بالتنازل عن أحد النواب من حصته لشخصية يوافق عليها المستقلون، خصوصاً أن "التيار الوطني الحر"، حزب الرئيس، لديه حصة وزارية منفصلة كذلك.

وهناك تضارب بشأن موافقة عون على هذا الأمر، وتقول تقارير إن جبران باسيل رئيس "التيار الوطني الحر"، صهر الرئيس، يرفض التنازل من حصة الرئاسة أو الحزب، ويقول إن العقدة "إسلامية" وبالتالي لا يجب أن يترتب عبء حلها على المسيحيين بما في ذلك الرئاسة.

وحتى الساعة يصر النواب الستة السنّة على توزير أحدهم. ورفض النائب ​فيصل كرامي​ أحد النواب الستة السنّة المستقلين أمس، "المبادرة التي تقول إن استقبال رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ للنواب الستة المستقلين هو تنازل سيقابله تنازل منهم بالقبول بتوزير سنّي من خارجهم"، واصفاً هذه المبادرة بـ "المهزلة". وقال: "مع احترامي للجميع فإن كل واحد منا تاريخه معروف. وأنا لا أنتظر أن يستقبلني أحد مهما علا شأنه متنازلاً بأنه استقبلني. وعليهم أن يبحثوا عن غيري لكي يعرضوا عليه هذه الإهانة".

الشيوعيون

إلى ذلك، نظم ​الحزب الشيوعي اللبناني،​ أمس، تظاهرة شارك فيها بضع مئات انطلقت من أمام ​مصرف لبنان​ باتجاه ​ساحة رياض الصلح​، وسط بيروت.

ومن أبرز المطالب والعناوين المطروحة خلال التظاهرة هي "إصدار قانون يضمن الحماية الفورية لاحتياط تعويضات نهاية الخدمة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وفرض جدول زمني لأعمال تلزيم وتنفيذ مشاريع معامل إنتاج الكهرباء وإصلاح شبكات نقل الطاقة الكهربائية، وإصدار قانون يلزم الدولة بإجراء تصحيح للأجور في القطاعين العام والخاص، والتغطية الصحية الشاملة والمعالجة الفورية لملف استيراد وترخيص وتسعير الدواء، بالإضافة إلى ذلك اعتماد الضريبة التصاعدية وإعادة النظر بالهندسات المالية الأخيرة، وإعادة النظر في قانون السرية المصرفية الذي يشكل أحد أبواب التهرب الضريبي".

وفي كلمة بساحة رياض الصلح، قال الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب: "هناك مساران لا ثالث بينهما إما أن ينهار ​الاقتصاد​ على رؤوسنا أو أن ينهار على رؤوس المسؤولين، فتعالوا ندعه يسقط على رؤوسهم، فعلى المسؤولين أن يدفعوا الثمن". وفي طرابلس، شمال البلاد، نفذ عدد من الناشطين الذين لا ينتمون إلى أي تيار سياسي، اعتصاماً في ​ساحة عبدالحميد كرامي​ للاسبوع الثالث على التوالي، احتجاجاً على ​الفساد​ في البلد.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يستعين بـ «الكتاب والسنة» لمخاطبة نصرالله
back to top