«رسائل طمأنة» بين لبنان وإسرائيل... والكشف عن نفق ثانٍ

• عون: نجاح مبادرتنا الحكومية... أو الفوضى
• «السنة المستقلون» يرفضون تمثيلهم من حصة بعبدا

نشر في 12-12-2018
آخر تحديث 12-12-2018 | 00:05
كشف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون عن تلقي بيروت رسالة تطمين إسرائيلية بأن عملية درع الشمال الجارية على حدود لبنان لا تحمل نوايا عدائية، مؤكداً بدوره أنه لا نوايا عدائية لبنانية، بينما أعلنت قوات اليونيفيل وجود نفق ثانٍ يعبر الحدود من المرجح أن يكون "حزب الله" هو الذي حفره.
واصلت القوات الاسرائيلية، امس، أعمال الحفر والبحث عن أنفاق لـ"حزب الله" في الجهة المقابلة لـ"بوابة فاطمة" الحدودية اللبنانية ولجهة العبارة مقابل طريق عام كفركلا - قضاء مرجعيون، في وقت أكدت قوات حفظ السلام الدولية في لبنان "اليونيفيل"، أمس، "وجود نفق ثانٍ قرب الخط الأزرق الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل". وقالت "اليونيفيل" في بيان، إنها "مستمرة في متابعة هذه القضية بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية".

أعلن الجيش الإسرائيلي اكتشاف قواته نفقا ثالثا يمتد من الأراضي اللبنانية إلى داخل إسرائيل، قرب الخط الأزرق الحدودي.

وكانت قوات حفظ السلام الدوليّة في لبنان (يونيفيل)، أعلنت في بيان، أمس، أنّها تحقّقت من وجود نفقٍ ثانٍ قرب الحدود مع إسرائيل.

يأتي موقف "اليونيفيل" بعد ساعات من استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس، قائد القوة الدولية الجنرال ستيفان دل كول حيث ابلغ الرئيس اللبناني ضيفه "تمسك لبنان بتطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 انطلاقا من حرصه على المحافظة على الامن والاستقرار في الجنوب ورفضه أي ممارسات يمكن ان تؤدي الى توتر الوضع على الحدود"، مؤكداً ان "لبنان بلد محب للسلام ويعمل من أجل ترسيخه رغم الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقرارات الدولية ذات الصلة".

وشدد عون على "التعاون والتنسيق القائمين بين الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب، وعلى اهمية الاجراءات المتخذة من الجانبين اللبناني والدولي لمواجهة اي محاولات تستهدف امن الجنوبيين وسلامتهم"، لافتا إلى أن "لبنان ينتظر نتائج التحقيقات الميدانية الجارية في موضوع الانفاق والتي تتولاها القيادتان اللبنانية والدولية ليبنى على الشيء مقتضاه".

وفي السياق، ‏عرض عون مع رئيس النمسا أمس، للتهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد لبنان والتي "ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة، وهي تصب في اطار الضغوط المتواصلة التي تمارسها اسرائيل على لبنان في ظل استمرار انتهاكها لسيادته برا وبحرا وجوا". مشيراً إلى أن "اسرائيل ابلغتنا بواسطة واشنطن انه لا نوايا عدائية لديها، ونحن لا نوايا عدائية لدينا. ولذلك لا خطر على السلام".

الملف الحكومي

في سياق منفصل، انتقل الملف الحكومي مساء أمس الأول، الى غرفة العناية الفائقة في قصر بعبدا، بعد قرار عون التدخّل بشكل شخصي ومباشر، في عملية التأليف المعقدة بالشروط والشروط المضادة.

وأكدت مصادر سياسية متابعة أمس، أن "الخطوة الرئاسية تدل على ان كل المبادرات السابقة لتذليل العقد، والتي اضطلع بها أقرب المقربين من عون، مُنيت بالفشل ولم تكن على قدر التوقعات"، مشيرة الى ان "الوضع اللبناني بات حرجا ودقيقا ولم يعد يتحمّل مماطلة وتسويفا في ظل تكاثر التحديات، الامنية والاقتصادية".

وكان عون قال أمس: "رأينا ضرورة اخذ المبادرة من اجل تأليف الحكومة لا سيما ان الاخطار اكبر من ان نتحملها، والمبادرة يجب ان تنجح. وإذا لم تنجح فستكون هناك كارثة".

من ناحية أخرى، أضافت المصادر السياسية نفسها، أن "عون سيستقبل (مساء أمس) وفدا من حزب الله، أبرز المعنيين بالعقدة السنية، على أن يتضح مسار الحل مطلع الاسبوع المقبل بعد عودة الرئيس المكلّف من زيارته الرسمية الى لندن"، مشددة على أن "الوفد سيساهم الى حد كبير في تحديد مصير المبادرة".

وكشفت المصادر أن "اللقاء الذي جمع عون برئيس مجلس النواب نبيه بري (أمس الأول) كان مثمرا حيث أكد رئيس المجلس رغبته في المضيّ بالاقتراح الذي ناقشه في آخر لقاء مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، والذي يقضي بتنازل رئيس الجمهورية لمصلحة توزير شخصية سنّية من فريق 8 آذار ضمن حصته، على أن يكون من خارج النواب الستّة، الأمر الذي لاقى تجاوباً من عون الذي أعرب عن نيته بالإسراع في تشكيل الحكومة".

«اللقاء التشاوري»

إلى ذلك، جدد عضو "اللقاء التشاوري" النائب الوليد سكرية، أمس، "التأكيد على إصرار اللقاء التشاوري على تمثيله بنواب من اللقاء". وأمل سكرية أن "يستطيع الرئيس عون اخراج البلاد من الازمة والوصول إلى حل في تشكيل الحكومة"، داعيا الى "اعتماد وحدة المعيار، فتشكيل الحكومة قائم على أساس المحاصصة الطائفية أي أن كل طائفة عينت وزراءها، وعلى السنة أن يختاروا وزراءهم لا أن يحتكر تمثيلهم تيار المستقبل". ورفض سكرية أن "يتمثل اللقاء التشاوري في الحكومة من حصة الرئيس عون، ويجب أن يكون له وزير مستقل".

back to top