ماي «تهرب إلى الأمام» وتؤجّل التصويت على «بريكست»

● تجنّبت هزيمة برلمانية ثقيلة... والإسترليني يهوي أمام الدولار
● الأوروبيون يرفضون إعادة التفاوض ويدفعون باتجاه استفتاء ثانٍ

نشر في 11-12-2018
آخر تحديث 11-12-2018 | 00:12
مؤيدون لإجراء استفتاء ثانٍ يتظاهرون أمام مجلس العموم في لندن أمس (أي بي ايه)
مؤيدون لإجراء استفتاء ثانٍ يتظاهرون أمام مجلس العموم في لندن أمس (أي بي ايه)
في خطوة وصفت بأنها «هروب إلى الأمام»، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي، في كلمة أمام البرلمان، تأجيل تصويت حاسم على خطتها لـ «بريكست» كان مقرراً اليوم، لتجنب هزيمة ثقيلة في مجلس العموم، بعد أن رجحت التوقعات أن تخسر الاقتراع بـ 150 صوتاً.

وجاء قرار ماي بعد 4 أيام من المناقشات الصعبة في البرلمان، وعقب حركة تمرّد كبرى من داخل حزب المحافظين، ومعارضة شرسة من خارجه، خصوصاً من حزب العمال.

وقالت رئيسة الوزراء المحافظة أمام البرلمان: «سأذهب للقاء نظرائي في دول أخرى، أعضاء بالاتحاد الأوروبي... سأناقش المخاوف الواضحة التي عبر عنها هذا المجلس»، مضيفة أنها ستسعى «للحصول على مزيد من التطمينات».

اقرأ أيضا

وصعّدت ماي دفاعها عن خطتها المقترحة، التي نالت موافقة الزعماء الأوروبيين، وحذرت النواب من الاستفتاء الثاني أو من خيار الخروج من دون اتفاق.

وعلق النائب المحافظ بيتر بون المناهض للاتحاد الأوروبي على قرار ماي بالقول: «هذا هراء. ما الذي سيضيفه إرجاء التصويت؟».

أما النائب المحافظ فيليب لي المؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعم إجراء استفتاء ثان على الخروج منه، فقال: «إرجاء التصويت على الاتفاق سيرجئ ما هو محتوم»، مضيفاً: «بروكسل لن تمنح مزيداً من التنازلات الكبيرة».

واتهمت رئيسة حكومة أسكتلندا نيكولا ستورجيون زعيمة «الحزب الوطني الأسكتلندي»، ماي بـ «الجبن»، وقالت: «مجدداً، تضع ماي مصالح حزب المحافظين فوق أي أمر آخر، هذا لا يمكن أن يستمر».

ووصف زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، خطوة ماي بـ «اليائسة»، مضيفاً أنه كان على ماي «إما أن تعود إلى بروكسل لإعادة التفاوض وإما الدعوة لانتخابات، لكي يتمكّن الشعب من انتخاب حكومة جديدة قادرة على القيام بذلك».

وسجّل الجنيه الإسترليني تراجعاً حاداً أمام الدولار وخسر 0.4 في المئة من قيمته، مقارنة مع سعره الجمعة، مسجلاً أدنى مستوى له منذ يونيو 2017.

وتزامناً مع ذلك، قضت محكمة العدل الأوروبية بأن لبريطانيا الحق في التراجع عن قرارها الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من دون الحصول على موافقة دوله الأعضاء، الأمر الذي يعزز موقف مؤيدي الاستفتاء الثاني.

وفي الوقت نفسه، أغلقت المفوضية الأوروبية الطريق أمام ماي لإعادة التفاوض على الاتفاق، خلال القمة الأوروبية، التي ستحضرها الخميس والجمعة المقبلين، مؤكدة أن «الاتحاد الأوروبي قدم للندن اتفاق بريكست الأفضل والوحيد الممكن».

وقالت المتحدثة باسم المفوضية: «موقفنا لم يتغيّر، وبالنسبة إلينا فإن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019، ولن يعيد التفاوض على ذلك».

back to top