«مهرجان بيروت أند بيوند الدولي للموسيقى» في دورته الخامسة

11 فرقة موسيقية مستقلَة عربية وأجنبية قدَّمت أعمالاً غير مألوفة

نشر في 10-12-2018
آخر تحديث 10-12-2018 | 00:04
احتضنت بيروت بين 6 و9 ديسمبر الجاري «مهرجان بيروت أند بيوند الدولي للموسيقى» في دورته الخامسة الذي ضمّ أنماطاً مختلفة من الموسيقى الكلاسيكيّة إلى الموسيقى التجريبيّة، وشاركت فيه 11 فرقة مستقلة من دول عربية وأجنبية قدمت أعمالها على أربعة مسارح في العاصمة اللبنانية.
تميزت دورة هذا العام من «مهرجان بيروت أند بيوند الدولي للموسيقى» بالاحتفال بالابتكار والتنوع، وقدمت الفرق المشاركة أنماطاً موسيقية لم توفر وسيلة تكنولوجية أو غيرها إلا استخدمتها، فكان الجديد وغير المألوف عنواني هذه الدورة.

تجارب سمعية بصرية

عماد عليبي (تونس) أحد أبرز المشاركين في المهرجان بموسيقاه (فريغيا) التي تمزج تقنيات وثقافات لابتكار عالم من الإيقاعات والألحان والأفكار والتحولات والتكنولوجيا والشغف بعيداً عن الترفيه النموذجي.

«فريغيا»، أي إفريقيا باللهجة التونسيّة، تتوّج سنوات من البحث والإبداع وتشكل رابطاً مع العالم العربي-الأفريقي بفضل مزيج غني قائم على أسس عليبي الإيقاعيّة، والإيقاعات البربرية والعربية، والنغمات الإلكترونية لخليل حنطاتي، وترومبيت ميشال مار، وصوت كاندي غيرا.

المغنية اللبنانية تانيا صالح، اختارت أعمالاً مُلهمة لشعراء من العالم العربي، وابتكرت «ملتقى»، تجربة سمعيّة بصريّة، تمزج بين الشعر العربي والألحان العربيّة الكلاسيكيّة، وفنّ الشوارع، والخط العربي والأصوات الإلكترونيّة المعاصرة. تصف حالة العالم العربي الراكد عند التقاطع بين الشرق والغرب، والمعتقدات الدينية، والتطرف والاعتدال، والخير والشر، والحرب والسلام.

باسل زايد (فلسطين)، عازف عود ومغنٍ، قدّم مع «أوكسيجين جاز تريو»، مقطوعات موسيقيّة تُعزف على العود مع الفرقة التي تؤدّي الأغاني بأسلوب عربي وشرق أوسطي وتقنيات الجاز الصوتيّة.

خافيير دييز إينا (إسبانيا)، عازف دبلباس وثيرمين وموسيقى إلكترونيّة، أحدث أعماله أسطوانة تحتوي على 10 مؤلفات موسيقيّة أصلية تستخدم الثيرمين وهي تُعزف مباشرة مرفقة بصور مرئية.

ابتكر ليون ثيرمين آلة الثيرمين في عام 1919، وهو الجهاز الوحيد الذي يتم العزف عليه بواسطة تحريك اليدين في الهواء، ما يشكّل أداءً فريداً حيث يصدر كلّ صوت وكلّ نغمة من هذا الجهاز. لا يستخدم خافيير أيّ معيار موسيقيّ أو أي تسجيل آخر على المسرح، بل يصنع دوائر متعدّدة الطبقات ما يسمح لآلة الثيرمين بأن تتخذ أدواراً موسيقية مختلفة.

مشاهد من المدينة

«الإخفاء» عمل موسيقي من توقيع الفنانين مريم صالح، وموريس لوقا، وتامر أبو غزالة (مصر)، يُجسّد مزاج العصر ومستوحى من المشاعر التي تُغني قصائد زهير. إنه مزيج قوي من الأغاني المؤثرة ومجموعة من الآلات الموسيقيّة: غيتار، وإيقاع، وإلكترونيات، وعود، وبزق، ومزمار، وطبلة، وهرمونيوم.

«التنين»، ثنائي الكترو-أكوستك يجمع عبد قبيسي وعلي حوت (لبنان). تأسس هذا المشروع عام 2014، يتناول مساحات صوتية حضرية في بيروت كعنصر جوهري في الموسيقى العربية الفريدة التي تجمع بين البزق والطبلة، بالإضافة إلى الخلفيّة التي يتمتّع بها كلّ منهما في مجال الموسيقى العربية الكلاسيكية.

يتناول عملهما الأصوات، والمشاهد، والأوضاع شبه السياسيّة التي تشهدها بيروت يومياً، ويعكسها من خلال مشهد صوتيّ واقعيّ وإيقاعات راقصة عربيّة.

«فرقة بسكوت للبلطجيّة» (مصر)، استوحت عملها من الحياة في المدينة: تحت أمتار من الأسمنت في وسط القاهرة، زنة طاغية تمردت وتحولت إلى لحن.

إلكترونيات وروك

Elegia Session عرض عالمي للفنانين سيغ وإريك تروفاز (فرنسا) برفقة عازف الدرمز اللاتفي أرتيس أوروبز. إيقاعات درمز قويّة مرفقة بموسيقى إلكترونية متمردة، مع ترومبيت إريك تروفاز.

فرقة GURLS (النروج)، تعتمد على التفاعل الحسي والصوتي بين الساكسوفون والدبلباس (بدون درامز!) وتبادل الأدوار في الغناء باستمرار.

موسيقى الروك التي تؤلّفها «كينماتيك» متقنة، تلقائية وعفوية، تتراوح بين موسيقى الروك الارتجالية الصاخبة والإيقاعات الإلكترونية الميكانيكية الثابتة، مع الوصول إلى الذروة بعد سماعها.

تؤلف «فرقة كينماتيك» الموسيقية قطعاً تُعزف على الآلات وتتميز بتناقض ديناميكي، وخطوط الألحان القوية، واستخدام مكثّف للتمويه والتأثيرات، والاعتماد بعض الشيء على الإلكترونيات وأجهزة تعديل الصوت.

«فرقة كينماتيك» (لبنان)، قدمت أغنيات من ألبومها الثاني المتوقع صدوره قريباً، ويتضمن 11 أغنية، تجمع آلات متناقضة.

تجريب وارتجال

ليليان شلالا (لبنان)، قدمت مؤلفات موسيقية جديدة تندرج ضمن معالجتها الصوتية المميزة وأدائها المرتجل المذهل، وتخطيها حدود الموسيقى التجريبية والإلكترونية لأكثر من عقد من الزمن، كفنانة منفردة، ومن خلال مشاريعها الجماعية المحلية والدولية.

في أعمالها، تستكشف شلالا الروابط بين الارتجال والمعالجة الصوتية من خلال تناول أنواع موسيقية بتقنيات خاصّة بها لابتكار ألحان مميزة.

تتأثر شلالا بعملها في مجال الأفلام والصور المتحركة والمنشآت التفاعلية والفنون الأدائية، ولديها لوحة صوتية واسعة، ما يجعلها إحدى أكثر منتجي الموسيقى والموسيقيين تنوعاً في المنطقة.

تانيا صالح ابتكرت «ملتقى» تجربة سمعيّة بصريّة تمزج بين الشعر العربي والألحان العربيّة الكلاسيكيّة
back to top