دعوة عاشور للالتحاق بالجامعات العراقية

نشر في 04-12-2018
آخر تحديث 04-12-2018 | 00:10
 ‏‫وليد عبدالله الغانم في اقتراح برلماني غريب أشبه ما يكون بأنه صادر من سوالف قروبات الواتساب ليلة السبت، قدّم النائب صالح عاشور اقتراحاً برغبة «بفتح باب الالتحاق للدراسة في الجامعات العراقية نظراً لعراقة الجامعات في العراق خاصة في بغداد والبصرة والكوفة والموصل»، وهكذا في شخطة قلم لم يتوانَ النائب عاشور عن تقديم منظوره الشخصي للارتقاء بالتعليم الجامعي في الكويت عن طريق الابتعاث للجمهورية العراقية.

لا يمكن إنكار التفوق العلمي العراقي في المنطقة لمّا كان يقال «القاهرة تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ»، لكن هذه الحال تغيرت في العقود الأخيرة بعد الحروب المهلكة التي دخلها العراق وعلى رأسها غزو الكويت، ثم انتهى في العهد الحالي بعد الفوضى العارمة التي يعيشها العراقيون والسيطرة الإيرانية على المشهد المحلي، وارتفاع حدة الطائفية والحزبية، وتغلغل الفساد في مفاصل الدولة، ولا أدري هل قام النائب عاشور بدراسة أوضاع التعليم العالي في العراق قبل اقتراحه هذا أم أن اقتراحه مقدم بطريقة عشوائية كما هو واضح؟

في تقرير بثّته قناة «الحرة» في أغسطس الماضي أظهر أن «جامعات العراق خارج تصنيف مؤسسات التعليم العالي في العالم»، وذلك بعد الإعلان عن إحدى نتائج التصنيف العالمي لمؤسسات التعليم العالي حول العالم لم يتضمن هذا التصنيف أي جامعة عراقية مطلقاً، وأما مكتب «يونسكو العراق» فقد نشر على صفحته الرئيسة بالإنترنت تقييما لأوضاع التعليم العالي في العراق، كان أبرز ما فيه «يعتبر قطاع التعليم العالي أحد القطاعات التي عانت تدميراً كبيراً ومستمراً في بنيتها التحتية خلال حرب العام 2003، وتتهدّد مسألة إعادة تأهيل قطاع التعليم العالي العراقي والذي تضرّر أصلاً نتيجة عقدين من الإهمال والعزل، وقوضت الظروف الأمنية السيئة وانعدام الاستقرار النشاط الجامعي المعتاد، وأدت إلى هجرة أدمغة غير متوقعة ساهمت بدورها في تقليص فرص التعليم لدى الطلبة العراقيين». فإذا كانت هذه أوضاع التعليم العالي في العراق، فلماذا يريد النائب عاشور ابتعاث الكويتيين في الموصل المدمرة بعد «داعش» وفي البصرة المضطربة التي ينقطع عنها الماء والكهرباء، وفي بغداد التي لا تصنف لها أي جامعة عالمياً وفي الكوفة التي لا تعتبر مدينة مثل قريناتها وإنما منطقة في محافظة النجف؟

يمكن للنائب عاشور إذا كان حريصاً حقاً على التعليم العالي للكويتيين أن يركز على إعادة تقييم وترقية مستوى جامعة الكويت، ودعم ميزانية الأبحاث العلمية فيها، وعلى حسن تجهيز وتشغيل جامعة الشدادية التي ستغطي خريجي الكويت إذا تمت إدارتها بشكل احترافي ومهني محترم، أما سالفة الابتعاث للعراق فهذا شأن لا أجد له أي علاقة بالتعليم العالي، ونطالب وزير التربية أن يحسن الرد على هذا الاقتراح الغريب، وأخيراً فإننا نتمنى للشعب العراقي السلام وأن يعود العراق واجهة عربية وإسلامية مشرقة في كل المجالات.

والله الموفق.

back to top