بوينس آيرس: ترامب لم يعد وحيداً في «G20»

نشر في 01-12-2018
آخر تحديث 01-12-2018 | 00:13
ترامب يوقع اتفاقية التبادل الحر مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ورئيس المكسيك إنريكي بينا نييتو قبل انطلاق قمة العشرين في بوينس آيرس أمس (رويترز)
ترامب يوقع اتفاقية التبادل الحر مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو ورئيس المكسيك إنريكي بينا نييتو قبل انطلاق قمة العشرين في بوينس آيرس أمس (رويترز)
رغم التضارب الذي أثارته طريقة إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين (G20) في بوينس آيرس، فإن بعض التكهنات توقعت حصول لقاء ولو بشكل عابر أو حتى بشكل غير علني بين الرجلين.

وألمحت التفسيرات في واشنطن إلى أن قرار ترامب كان الخيار الأفضل، بعد إقرار محاميه الشخصي السابق مايكل كوهين بأنه كذب أمام مجلس الشيوخ في شهادته حول مشاريع ترامب الاستثمارية بروسيا خلال حملته الانتخابية عام 2016.

وكان واضحاً أن ترامب لن يتمكن من مواجهة الرئيس الروسي، أو على الأقل محاولة مقارعته في بعض الملفات الحساسة، بعد اعترافات كوهين الثقيلة عليه داخلياً وخارجياً.

لكن أوساط البيت الأبيض لم تتحدث عما إذا كانت الوفود الأميركية والروسية المتخصصة في بحث الملفات، التي كان من المتفق بحثها في بوينس آيرس، قد ألغت بدورها اللقاءات المشتركة.

ويتحدث البعض عن نوع من الانفصام السياسي بين ما يمثله ويتحدث عنه ترامب، وأعضاء إدارته الرئيسيين، لا بل هناك من يقول إن النقاشات الحقيقية مستمرة بوتيرتها المعهودة.

فعهد ترامب بالنسبة إلى السياسة الأميركية هو في نهاية المطاف يمثل القوى السياسية والعسكرية والأيديولوجية، التي تعبّر في اللحظة الراهنة عن هواجس واشنطن في العديد من الملفات الخارجية.

وخلافاً لقمة مجموعة العشرين السابقة في هامبورغ بألمانيا، حين وقف ترامب وحيداً على النقيض من 19 زعيماً حول قضية التبدل المناخي. يقف ترامب هذا العام وبمعيته زعماء انتخبوا حديثاً يتمثلون بسياساته، من إيطاليا إلى البرازيل وحتى رئيس الأرجنتين الذي لعب معه رياضة الغولف في القرن الماضي، وتربط والده بترامب شراكات عقارية في نيويورك.

وبحسب مسؤولين أرجنتينيين سيخلو البيان الختامي من العبارات القاسية والمشددة، سواء في قضية التغير المناخي، إحدى أبرز القضايا التي سيناقشها الزعماء، أو في قضية الهجرة.

فالأرجنتين، التي استدارت يميناً منذ 2015، بعد أكثر من عقد من الحكم اليساري، برئاسة نيستور كيرشنير وزوجته كريستينا، رممت علاقاتها مع الولايات المتحدة، وخففت توجهها نحو روسيا والصين، وحصلت على قرض بقيمة أكثر من 50 مليار دولار من البنك الدولي. لذلك يعتقد كثيرون أن ترامب قد لا يواجه إحراجات كبيرة سواء سياسية أو شخصية في هذه القمة.

وعلى العكس يتوقع أن ينجح في توقيع اتفاقية جديدة مع كندا والمكسيك بدلاً من «نافتا» القديمة، ومن المحتمل تحقيق نصر تجاري لمصلحة الولايات المتحدة مع الصين، في ظل الإشارات القوية التي صدرت عن بكين، وتلقفها العديد من المحللين والمراقبين السياسيين والاقتصاديين، بقبولها توقيع اتفاق جديد خصوصاً في مجال الأمن السيبراني بدلاً من الاتفاق الذي وقعه رئيسها جيشي بينغ عام 2013 مع باراك أوباما، وهي إشارات قرأتها أسواق المال بشكل سريع، مما أدى إلى ارتفاع معظم الأسهم في بورصات نيويورك والعالم، ومكنها من إلغاء خسائر الشهر الحالي كله في يوم واحد.

وتوقعت أوساط اقتصادية أميركية ودبلوماسية أن ينجح الأوروبيون واليابان في تمديد فترة السماح الجمركي بقطاع صناعة السيارات مع الولايات المتحدة، إلى أن يتم الاتفاق على قواعد تجارية جديدة، بانتظار معرفة تفاصيل الاتفاق الأميركي - الصيني وتأثيراته المحتملة عليهم.

حتى الملفات الخاصة بسياسات المنطقة، تتحدث أوساط أميركية عن أن ملف العلاقة مع السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان سيشهد تطبيعاً عاماً، في ظل اللقاءات المرتقبة بينه وبين العديد من زعماء القمة. ويتوقع أن يأخذ الملف الإيراني نصيباً مهماً، خصوصاً أن عدداً من تلك الدول لديها علاقات سيئة مع طهران، علماً أن الأرجنتين أعلنت هذا الأسبوع توقيف رجلين يحملان جنسيتها من أصول لبنانية، كانا يعدان لاعتداء في بوينس آيرس لحساب «حزب الله».

وجاء توقيت إعلان «البنتاغون» الجديد عن صواريخ وأسلحة ومعدات إيرانية يستخدمها الحوثيون المدعومون من طهران، ليزيد الضغط والحصار عليها.

back to top