شيء من الشعر!

نشر في 01-12-2018
آخر تحديث 01-12-2018 | 00:15
 د.نجم عبدالكريم لأن جريدة "الجريدة" حافلة بالآراء، والتحليلات السياسية والفكرية والأدبية، فضلاً عن الموضوعات الفنية والاجتماعية، فيندر أن يتطرق كُتابها إلى الشعر العربي القديم؛ فقد راودتني فكرة القيام بزيارة قصيرة للعصور العربية المختلفة، لأقتطف من أشعارها، من كل قصيدة بيتاً أو بيتين، لعلها تدغدغ ذاكرة قرائي من أبناء جيلي الشياب.

***

• لتكن البداية من عصر ما قبل الإسلام، والشاعر الأفوه الأودي:

(البيت لا يُبتنى إلا له عَمَدٌ ولا عماد إذا لم تُرسَ أوتادُ

فإن تجمَّع أوتادٌ وأعمدةٌ وساكنٌ بَلغوا الأمر الذي كادوا)

• وهذا شاعر يعبر عنا نحن الشياب؛ زهير بن أبي سُلمى:

(سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ولكنني عن علمِ ما في غدٍ عَمِ)

• ومن عصر ما قبل الإسلام، شاعر قُتل صغيراً؛ طرفة بن العبد:

(ستُبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ)

• وهذا شاعر عربي وكان يهودياً؛ السموأل:

(إذا المرءُ لم يَدنس من اللُّؤمِ عرضهُ

فكل رداءٍ يرتديه جميلُ)

• وهذا شاعر حكيم يندر ذكره؛ المؤمل بن محارب:

(وكم من لئيم ودّ أني شتمته وإن كان شتمي فيه صابٌ وعلقمُ

ولَلَكفُّ عن شتم اللئيم تكرماً أضرُّ له من شتمه حين يشتمُ)

***

• سأكتفي من عصر ما قبل الإسلام بهذا، وإن كنت أتمنى أن أقف فيه طويلاً، ولكن عالم الشعر السحري ما بعد الإسلام يحتوي على جواهر شعرية رائعة، ولتكن بدايتنا مع حسان بن ثابت، شاعر نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.

(فلا المالُ يُنسيني حيائي وعفتي ولا واقعاتُ الدهر يَفللن مِبردِي

وإني لحلوٌ تعتريني مرارةٌ وإني لترّاكٌ لما لم أُعوَّدِ)

• صحيح أن صاحب هذه القصيدة عُرف بالهجاء، لكنه هنا حكيم ومسالم؛ الحطيئة:

(مَن يفعل الخير لا يَعدِم جَوازيَهُ لا يَذهب العُرف بين الله والناسِ)

• ولنقف أمام هذه الشاعرة المسلمة التي فُجعت بأولادها وأخيها، وهي تصفهم في القتال؛ الخنساء:

(وهُما كأنّهما وقد برزا صقران قد حطا على وكر)

• وهذا الشاعر يرثي الخليفة عمر بن الخطاب؛ الشمّاخ:

(قضيت أموراً ثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تُفتّقِ

وما كنت أخشى أن تكون وفاته بكفي سبنتي أزرق العين مُطرقِ)

***

• وماذا عساي أن أختار من شعراء العصر الأموي والعباسي؟!

فمئات، بل آلاف الأسماء التي يقف أمامها المرء حائراً

• مثلاً: الأحوص:

(وأدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني حتى إذا قُلت هذا صادق نزعا

وزادني كلفاً في الحب أن مَنعت وحبُّ شيء إلى الإنسان ما مُنعا)

• وسأختتم بشاعرٍ مقلّ جداً؛ المقنع الكندي:

(وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلفٌ جدا

إذا أكلوا لحمي وفَرْتُ لحومهم وإن هدّموا مجدي بنيتُ لهم مجدا)

***

• تمنيت أن أستمر، لكنني محكوم بكلمات محدودة فالمعذرة...

back to top