إسرائيل تضرب دمشق والقنيطرة والأسد لم يستخدم S300

• النظام يحضر لعملية واسعة بريف اللاذقية
• واشنطن: مسار أستانة أدى إلى مأزق في سورية

نشر في 01-12-2018
آخر تحديث 01-12-2018 | 00:05
لاجئون سوريون لدى وصولهم من بيروت لمطار فيوميتشينو قرب روما أمس	(إي بي إيه)
لاجئون سوريون لدى وصولهم من بيروت لمطار فيوميتشينو قرب روما أمس (إي بي إيه)
هاجمت إسرائيل عدة مواقع قرب دمشق والقنيطرة للمرة الأولى منذ إعلان روسيا تدابير لحماية جيشها في سورية، وتعزيز دفاعات نظام الرئيس بشار الأسد بمنظومة S300 بعد إسقاطها عن طريق الخطأ في 17 سبتمبر الماضي طائرة عسكرية ومقتل 15 جندياً على متنها.
قصف الجيش الإسرائيلي ليل الخميس- الجمعة أهدافاً في ريف دمشق وأخرى في جنوب سورية، وذكر الإعلام الرسمي السوري أن الدفاعات الجوية «تصدت بكثافة للأهداف المعادية».

ووفق مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن فإنّ القوات الإسرائيلية «استهدفت مناطق في القطاع الجنوبي والقطاع الجنوبي الغربي من ريف العاصمة دمشق ومناطق على الحدود الإدارية مع ريف القنيطرة»، مؤكداً أن «الدفاعات الجوية شوهدت تطلق صواريخها بكثافة» في سماء المنطقة.

وقال مصدران كبيران في المخابرات بالمنطقة إن المكان المستهدف يضم مركزاً للاتصالات والدعم اللوجستي لجنوب سورية قرب الحدود مع إسرائيل يتبع جماعة «حزب الله» اللبنانية، المدعومة من إيران.

وأشار مصدر منشق عن الجيش السوري على اتصال بعسكريين إلى أن من بين الأهداف التي هوجمت كتيبتين للجيش السوري بهما وجود لميليشيات «حزب الله» إلى جانب مخزن صواريخ قريب من قواعده قرب الحدود مع لبنان.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت «لأهداف معادية فوق منطقة الكسوة» بريف دمشق و«أسقطتها»، من دون أن توضح طبيعة هذه الأهداف أو جنسيتها، مشيرة إلى «أنباء عن تدمير الأهداف المعادية وعدم تحقيق أي من أهدافها».

وقالت الوكالة السورية إن «العدوان لم يستطع رغم كثافته تحقيق أي هدف من أهدافه»، و«تمّ التعامل مع جميع الأهداف المعادية وإسقاطها».

ومن دون أن يعلق على القصف، أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان باللغة الإنكليزية، أن أياً من طائراته لم تصب، وأن «المعلومات عن إصابة طائرة أو أي هدف جوي إسرائيلي كاذبة».

وأوضح البيان أن صاروخ أرض جو أطلق باتجاه منطقة غير مأهولة بالسكان من هضبة الجولان، لكنه لم يوضح ما إذا كان سقط في الجزء الذي تحتله الدولة العبرية.

S300

وأكد مصدر عسكري سوري رفيع أن قوات الدفاع الجوي أسقطت معظم الأهداف المعادية بالوسائط التقليدية من مضادات جوية وصواريخ سام المطورة، دون استخدام منظومة S300، التي تسلمتها دمشق من موسكو إثر إسقاطها في 17 سبتمبر عن طريق الخطأ طائرة عسكرية روسية إثر غارة إسرائيلية، في حادث أدّى إلى مقتل 15 عسكرياً روسياً.

ويومئذ اتّهم الجيش الروسي الطيّارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية غطاء للإفلات من نيران الدفاعات السورية، لكن إسرائيل نفت ذلك، مؤكدة أن الطائرة الروسية أصيبت بعد عودة طائراتها إلى الأجواء الإسرائيلية.

ونفى المصدر أن تكون هناك طائرة إسرائيلية بين الأهداف التي أسقطتها الدفاعات الجوية فوق قرية الكسوة جنوب دمشق، مشيراً إلى أن الأنظمة دمرت العديد من الأهداف الجوية التي هاجمت الأراضي السورية.

واستهدف قصف إسرائيلي في مايو الماضي مستودع أسلحة للحرس الثوري الإيراني في هذه المنطقة، كما قالت اسرائيل. كما استهدفت في ديسمبر 2017 مواقع عسكرية في المنطقة، بينها مستودع أسلحة.

عملية اللاذقية

وعلى جبهة موازية، أرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط مناطق المعارضة في الشمال، استعداداً لبدء عملية عسكرية في الأيام المقبلة.

وأوضح موقع «المصدر» الموالي للنظام أمس، أن الفرقة الرابعة تلقت أوامر بإعادة الانتشار في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، على أن تقود عملية جديدة في الأيام المقبلة تستهدف مناطق هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) و»الحزب التركستاني».

وعرض الموقع صورة للقيادي في الفرقة غياث دلا أثناء وصوله إلى ريف اللاذقية، وأضاف أن العملية العسكرية من المقرر أن تستهدف منطقة كبانة الاستراتيجية التي تقع على قمة جبل، وتعتبر من أبرز المعاقل لفصائل المعارضة.

وأشار الموقع الموالي إلى أن قوات الأسد تنوي أيضا استعادة آخر المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في منطقتي جبل التركمان وجبل الأكراد شمالي اللاذقية.

وتأتي التطورات بعد هجمات أعلنتها غرفة عمليات «وحرض المؤمنين»، في الأيام الماضية، واستهدفت مواقع قوات الأسد في ريف اللاذقية بشكل أساسي وقتل 24 عنصراً بهجوم استهدف كتيبة قوات خاصة «974» تقع في منطقة كتف حسون القريب من بلدة الكبانة.

وفي دير الزور، اتهمت مصادر محلية طيران التحالف الدولي بارتكاب مجزرة جديدة، مؤكدة مقتل 30 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال في غارات استهدفت قرية الشعفة.

مسار أستانة

سياسياً، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركيّة أمس الأول أنّ مسار أستانة، الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا، لم يؤدّ إلا إلى «طريق مسدود» فيما يتعلّق بصياغة دستور سوري جديد، مشدّدةً على ضرورة التوصّل إلى انفراجة بحلول نهاية العام.

وعقب أسف مبعوث الأمم المتّحدة ستيفان ديميستورا عن «فرصة ضائعة» في جهود التوصّل إلى حلّ سياسي مع اختتام الجولة الحادية عشرة من المحادثات، عبّرت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركيّة هيذر ناورت أيضا عن الأسف لعدم تحقيق تقدّم.

وقالت: «على مدى عشرة أشهر، أدّت مبادرة أستانا- سوتشي إلى مأزق» فيما يتعلّق باللجنة الدستوريّة السوريّة، معتبرة أنّ «إنشاء هذه اللجنة الدستوريّة وانعقادها في جنيف بحلول نهاية العام، هو أمر حيويّ من أجل تخفيف التوتّر بشكل دائم وحلّ سياسي للنزاع».

وأشارت ناورت إلى أنّ «روسيا وإيران تواصلان استخدام هذا المسار من أجل إخفاء رفض نظام الأسد المشاركة في العملية السياسية» برعاية الأمم المتّحدة، مشددة على أنّه «لا يمكن تحقيق أيّ نجاح، من دون أن يُحمّل المجتمع الدولي دمشق المسؤولية الكاملة عن عدم إحراز تقدّم في حلّ النزاع».

عشرات القتلى في غارات لطيران التحالف على قرية الشعفة بريف دير الزور
back to top