خامنئي يحذر المسؤولين «المغرمين بالأعداء» ويدعو للتأهب

● طهران تبدأ العمل بنظام للتأشيرات خارج جواز السفر
● «الشورى» يدرس استجواب ظريف الأحد

نشر في 29-11-2018
آخر تحديث 29-11-2018 | 00:05
خامنئي مجتمعاً بقادة عسكريين بحضور وزير الدفاع أمير حاتمي في طهران أمس (إرنا)
خامنئي مجتمعاً بقادة عسكريين بحضور وزير الدفاع أمير حاتمي في طهران أمس (إرنا)
اعتبر المرشد الأعلى الإيراني أن المغرمين بالأعداء فيما وصفه بـ«الحرب الناعمة» ليسوا جديرين بالمسؤولية، ودعا إلى التأهب العسكري، في حين تستعد السلطات الإيرانية لتفعيل نظام يمنح الراغبين في زيارة البلاد تأشيرة خارج جواز السفر لتفادي العقوبات الأميركية.
في حين تشدد الولايات المتحدة الخناق على إيران لدفعها للدخول في مفاوضات جديدة من أجل إبرام اتفاق شامل، ارتد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مجدداً الى الداخل، محذراً من خطر «المسؤولين المغرمين بالأعداء» وسط تصاعد التجاذب حول التعويل على الاوروبيين للالتفاف على العقوبات الأميركية بين حكومة الرئيس حسن روحاني وخصومها من المتشددين.

وقال خامنئي في كلمة وزعها مكتبه أمس، إن مثل هذه الحرب تتطلب، أن «يكون أصحاب الفكر والفن بمثابة القوات المسلحة في هذه الحرب». وأضاف أن «البعض يمر على هذه القضية مرور الكرام، والبعض يصطفون بجانب الأعداء ويساعدونهم فيما يريدون تحقيقه، هؤلاء مغرمون بالأعداء وليسوا جديرين بالمسؤولية».

وأكد المرشد المعروف بتشدده تجاه الانفتاح على الثقافة الغربية، أن تلك الحرب «أمر معلوم ولا يستطيع أحد إنكاره». وفي كلمة منفصلة، دعا خامنئي أجهزة بلاده إلى تعزيز قدراتها العسكرية وطالبها بالتأهب لدرء الأعداء.

اقرأ أيضا

وخاطب خامنئي قادة البحرية خلال اجتماع في طهران أمس بالقول: «عززوا قدرتكم وتأهبكم قدر المستطاع كي لا يتجرأ أعداء إيران حتى على تهديد هذا الشعب العظيم»، مضيفا «الجمهورية الإسلامية لا تنوي شن حرب على أحد».

التأشيرات خارجية

إلى ذلك، تستعد السلطات الإيرانية للعمل بنظام إصدار تأشيرات الدخول للأجانب دون ختم جواز السفر بجميع منافذ ومطارات البلاد بدءا من ديسمبر المقبل في خطوة تهدف لحماية الوافدين إليها بهدف السياحة أو التجارة من عقوبات الولايات المتحدة.

وأعلن مساعد رئيس الجمهورية لشؤون التراث والسياحة والصناعات اليدوية علي اصغر مونسان، أن الإجراء جاء بعد سن قانون جديد لتنظيم الإجراءات.

وكانت ثمانية مطارات في إيران تقوم بالعمل سابقاً بنظام شبيه بناء على طلب السياح، لكن اعتبارا من الشهر المقبل فإن كل السياح الأجانب سيحصلون على ورقة تأشيرة خارج جواز سفرهم يتم ختم الدخول والخروج عليها.

وجاء إقرار القانون بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على المسافرين إلى الجمهورية الإسلامية خاصة من أوروبا، حيث لم يعد بإمكان الأوروبي الذي يزور إيران الاستفادة من نظام رفع التأشيرات مدة 89 يوما الذي تتبعه واشنطن مع رعايا الاتحاد الأوروبي.

ويتيح القانون الجديد لرعايا 120 دولة الحصول على تأشيرة دخول فور الوصول إلى المنافذ الإيرانية في محاولة لاجتذاب سياح، لإنعاش سوق العملة الصعبة الذي يعاني بشدة جراء العقوبات الأميركية.

وعلمت «الجريدة» من أحد مساعدي مونسان أن رفع ختم التأشيرات من الجوازات واجه معارضة شديدة من الأجهزة الأمنية خاصة «الحرس الثوري»، الذي يشرف على المطارات على اعتبار أن الخطوة ستسهل على العديد من الجواسيس الدخول إلى البلاد.

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية خففت معارضتها بعد تأمين نظام إلكتروني شامل يربط جميع المنافذ. وأشار إلى تعثر مساعي منظمة التراث والسياحة لإقرار قانون يسمح بتخفيف قيود زيارة الأجانب بهدف تنشيط السياحة بعد مواجهتها معارضة شديدة من التيار المتشدد.

ربط إقليمي

من جانب آخر، تحدث المصدر عن جهود تقوم بها منظمة الحج الإيرانية لإقناع السلطات السورية بتأمين خط ربط بري يمر عبر العراق للسياح الإيرانيين الراغبين في زيارة المراقد بدمشق.

وأضاف أن هناك مشروعا لربط إيران بالبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسورية ولبنان بدأ بحثه بعد أن استطاعت الجماعات الموالية لطهران تأمين مسار الربط. ولفت إلى أن الموضوع تم بحثه مع الرئيس العراقي برهم صالح الذي أبدى استعداد بلاده لتفعيل خط سكك حديدية بين إيران والعراق، إضافة إلى أن السوريين موافقون، لكن السلطات اللبنانية لم تتجاوب وتعللت بأن مشروع بهذا الحجم يحتاج إلى قرار حكومي، وهو ما يلزم الانتظار حتى يتم تشكيل الحكومة الجديدة. وأوضح أن السلطات الإيرانية تعتقد أن لبنان يخضع لضغوط من الولايات المتحدة والسعودية لعرقلة مشروع الربط، في حين سيكون المشروع ضمن أول بنود تطرح على الحكومة العراقية الجديدة.

في سياق قريب، وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي إلى الجزائر أمس لإجراء محادثات تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية. وشارك عراقجي أمس في الاجتماع السابع للجنة السياسة المشتركة بين الجانبين في الجزائر.

استجواب ظريف

من جهة أخرى، أعلن رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى، حشمت الله فلاحت بیشه أمس، أن طلب استجواب وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف حول قضية تتعلق بغسل الأموال في إيران، سیدرج الأحد المقبل على جدول أعمال اللجنة بحضور وزیر الخارجیة لدراسته.

من جهة ثانية، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على إيرانيين اثنين، تتعلق بالقرصنة الإلكترونية.

عراقجي يشارك في اجتماع لجنة السياسة المشتركة بالجزائر
back to top