أين الدينار؟!

نشر في 23-11-2018
آخر تحديث 23-11-2018 | 00:06
 محمد العويصي ورد في منهج الصف السادس قصة أنقلها بتصرف: «ذهب حمد إلى صديقه راشد فقال له: أرجو أن تعطيني ديناراً ديناً، فإن بي حاجة شديدة إليه وسأرده إليه إن شاء الله بعد أسبوع. فقال راشد: افتح درج المكتب تجد ديناراً فخذه. أخذ حمد الدينار وذهب في حال سبيله، وعاد بعد أسبوع، فقال لراشد: هذا هو الدينار الذي استدنته منك. قال راشد: افتح درج المكتب وضعه، فتح درج المكتب ووضعه.

بعد أيام احتاج حمد إلى دينار مرة أخرى، فذهب إلى راشد وقال له: قد عرفت معاملتي يا صديقي، فهلا أعطيتني دينارا؟ فقال له راشد كأول مرة: افتح درج المكتب، تجد ديناراً فخذه! أخذ حمد الدينار وذهب ثم جاء في الموعد ليرده فقال راشد: افتح درج المكتب وضعه، وتكرر الموقف مرة ثالثة، وفي المرة الرابعة قال حمد لنفسه: إن صديقي لا يدري أرددت الدينار، أم لم أرده، لأنه غني لا يشعر بنقص دينار من ماله ثم أخلف موعد السداد، فلم يرد الدينار، ولم يطالبه راشد برده، ومضت أسابيع، واحتاج حمد إلى دينار، لم يعرف أحدا يمكن أن يعطيه غير راشد، فذهب إليه وقال له: إني يا صديقي في حاجة إلى دينار، فهلا أعطيتني إياه ديناً كعادتك؟

قال له راشد: افتح درج الكتب وخذ، فرح حمد، لأن صديقه لم يسأله عن الدينار الذي لم يسدده، واعتقد أنه نسي واتجه إلى درج المكتب ليأخذ الدينار كعادته، فلم يجد في درج المكتب شيئاً، فعاد إلى راشد فقال له: لم أجد في درج المكتب شيئاً! قال له راشد: لو كان الذي أخذ الدينار قد رده لوجدته».

ذكرتني هذه القصة بموقف حصل معي في عام 1981م عندما تسلف مني أحد الأصدقاء في الديواينة مبلغا قدره ألف وثلاثمئة دينار لشراء سيارة، وأخذ يماطل في السداد، وكلمه أخي الكبير في تلك الفترة فأعاد لي ألف دينار فقط، ولم يرد باقي المبلغ حتى الآن، لكني قلت له سوف آخذها منك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فالأمانة من الأخلاق الإسلامية الحميدة التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحلى بها.

قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا». (النساء 58). وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان».

بعض الناس يعتقدون أن أكل أموال الناس بالباطل ذكاء وشطارة لأنهم استطاعوا أن ينصبوا ويحتالوا على غيرهم من الناس، لكنهم سيندمون أشد الندم في يوم الحساب، فاليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، فهل من مدكر؟!

أذكّر هؤلاء بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، «من المفلس» ففيه تحذير شديد لأمثالهم فهل يتعظون؟

آمل ذلك.

back to top