«استفزاز» جديد لدمشق بإدلب... وإيران سترسل «قوات سلام»

مقتل 9 جنود سوريين في منطقة «خفض التصعيد» وجهود روسية ـ تركية لاحتواء الهجوم

نشر في 17-11-2018
آخر تحديث 17-11-2018 | 00:04
فتاة سورية تمر أمام تجمع للأمطار في مخيم بالحسكة للمهجرين من دير الزور (أ ف ب)
فتاة سورية تمر أمام تجمع للأمطار في مخيم بالحسكة للمهجرين من دير الزور (أ ف ب)
عادت الأنظار الى إدلب، بعد هجوم جديد على القوات السورية الحكومية، غداة تلويح مصادر مقربة من دمشق بعملية عسكرية جنوب إدلب، بينما عادت إيران التي عزلت عن اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو إلى الساحة الإدلبية، مؤكدة أنها سترسل قوات سلام إلى المحافظة.
بينما تتصاعد مساعي واشنطن لإخراج إيران من سورية وهو هدف معلن لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب وكذلك مطلب لإسرائيل التي تقول، إنها لن تسمح أبداً بتموضع طويل الأمـد لطهران في سورية، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء ​محمد علي جعفري​، أمس الأول أن بلاده سترسل ​«قوات حفظ سلام»، إلى محافظة إدلب ومنطقة شمال غرب حلب، وذلك بناء على طلب من ​الحكومة السورية​ الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

وجاء إعلان جعفري غداة تصريحات للمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، أكد فيها أن الولايات المتحدة لا ترى أن الحضور الإيراني في سورية يصب في مصلحة أحد، مشيراً إلى أن استمرار الوجود العسكري الإيراني يمثل تهديداً للمنطقة واتهم طهران بمحاولة إنشاء تنظيم «داعش» جديد.

وجدد جيفري التزام بلاده بأهدافها الثلاثة المعلنة في سورية، وهي القضاء على تنظيم «داعش»، وإخراج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانياً، إضافة إلى تحقيق حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وشدد المسؤول الأميركي على أن بلاده لن تلجأ إلى حلول عسكرية ضد إيران في سورية وسيكون التركيز على الجانب السياسي، مضيفاً أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مفاوضات لإقناع موسكو بالضغط على طهران للانسحاب من سورية.

تصعيد في حماة

ميدانياً قتل تسعة عناصر من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها فجر أمس، في هجوم شنته مجموعات جهادية في محافظة حماة في وسط البلاد.

وقال المرصد :»شنتّ مجموعات جهادية بينها تنظيم حراس الدين هجوماً ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي عند الأطراف الخارجية للمنطقة المنزوعة السلاح» التي حددها الاتفاق الروسي - التركي في محافظة إدلب (شمال غرب) ومحيطها.

وأوضح أن الهجوم الذي تخللته اشتباكات أسفر عن مقتل 9 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها فضلاً عن خمسة مقاتلين من المجموعات الجهادية، وعلى رأسها تنظيم «حراس الدين» المرتبط بتنظيم القاعدة والذي كان أعلن سابقاً رفضه للاتفاق الروسي التركي.

وتوصّلت روسيا وتركيا قبل شهرين إلى اتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة، التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية في سورية.

وتقع المنطقة المنزوعة السلاح على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل، وتشمل جزءاً من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

ورغم الاتّفاق، تشهد المنطقة بين الحين والآخر مناوشات وقصفاً متبادلاً بين قوات النظام والفصائل المعارضة والجهادية. وقد قتل في الثامن من الشهر الحالي 23 عنصراً من فصيل معارض في هجوم لقوات النظام ضمن المنطقة المنزوعة السلاح في ريف حماة الشمالي.

وكان من المفترض أن ينسحب المقاتلون الجهاديون من هذه المنطقة بحلول 15 أكتوبر، لكنّ إعلان روسيا وتركيا أنّ الاتفاق قيد التنفيذ بدا بمثابة منح مهلة إضافية لتلك الفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقاً».

وتسيطر «هيئة تحرير الشام» ومجموعات جهادية أقلّ نفوذاً منها بينها «حراس الدين» على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح. كما تسيطر الهيئة على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتوجد فصائل أخرى أبرزها حركة «أحرار الشام» في المناطق الأخرى. وكانت قوات النظام سيطرت على بعض المناطق في الريف الجنوبي الشرقي إثر هجوم شنّته بداية العام الحالي.

سباق

وجاء غداة نقل وسائل إعلام روسية، عن مصادر عسكرية في صفوف النظام السوري، عن التجهيز لعمل عسكري كبير في جنوب إدلب، في حال استمر تصعيد الفصائل المسلحة، لكن مصادر أكدت أمس، أن روسيا وتركيا ستواصلان مساعيهما لإنشاء المنطقة العازلة والحفاظ على الأمن فيها.

جاء ذلك، بينما أجرت «فرقة المهام السورية» التابعة لرئاسة القوات الخاصة التركية في مديرية الأمن العام التركي، تدريبات عسكرية برفقة عناصر محلية سورية مؤيدة لأنقرة في بلدة عفرين شمال سورية التي سيطرت عليها تركيا خلال عملية «غصن الزيتون».

الأردن والعراق

إلى ذلك، أكد وزيرا خارجية الأردن أيمن الصفدي والعراق محمد الحكيم «أهمية إنهاء الأزمة في سورية من خلال حل سياسي يعيد لها دورها الأساسي ضمن منظومة العمل العربي المشترك».

وقالت الخارجية الأردنية، في بيان، إن ذلك جاء خلال لقاء جمع الوزيرين، أمس الأول، على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس العراقي برهم صالح والوفد المرافق له إلى العاصمة الأردنية لبحث العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة.

back to top