أمطار أم دمار؟

نشر في 17-11-2018
آخر تحديث 17-11-2018 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب بعد سلسلة أمطار غزيرة على البلاد، نسأل الله أن تكون أمطار خير لا دمار ولا عذاب، علينا أن نقف على كل خلل تسبب في إتلاف وتدمير الأرواح والأملاك، ونتساءل إلى متى هذا التهاون مع من ينفذ مشاريع الدولة؟ وإلى متى تتم التغطية ومداراة المسؤولين الذين يتسببون، بجهلهم وعدم معرفتهم، في تدمير وتشويه كل ما له علاقة بتنمية وتطوير البلاد؟

لقد سبقت موجة الأمطار الكثيفة تحذيرات كثيرة من المختصين الذين يعملون في الأرصاد الجوية، وكذلك شاهدنا ما جرى في الدول المجاورة بسبب موجة أمطار غزيرة وكثيفة، فكان على الحكومة ممثلة بوزارة الأشغال والدفاع المدني وغيرها من الجهات المعنية وضع خطة طوارئ لأسوأ الحالات، ووضع احتمالية خروج موجة الأمطار عن السيطرة، بسبب كثافتها وسرعة الرياح المصاحبة لها، وارتفاع منسوب مياه البحر، مع توزيع مراكز تنفيذ خطة الطوارئ في الأماكن التي يُحتمل ارتفاع منسوب المياه وتجمعها بشكل كبير وخطير فيها.

فبعد أن وقعت الكارثة ونال الدمار الممتلكات العامة والخاصة، وفقدنا أرواحا بشرية، تفاعلت القطاعات في الدولة لمواجهة موجة الأمطار وأخطارها، والعمل أصبح على قدم وساق في محاولة للتخفيف من الأضرار، ولكن كل ذلك بعدما "وقعت الفاس في الراس".

هنا نطالب كشعب، بضرورة مراجعة كل الأوراق والمخططات وأوامر العمل والإجراءات التي تبعتها، وكشف حقيقة الخلل وأسبابه ومن تسبب فيه، واتخاذ إجراء المحاسبة والعقوبة لكل مسؤول مهما كان منصبه ولكل موظف أهمل وقصر في عمله وتهاون في الأمانة الملقاة على عاتقه، فما جرى لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فلقد سئمنا تردي الحال، وآن الأوان أن نسير الدولة على قاعدة واحدة لا غيرها "الرجل المناسب في المكان المناسب"، ونبتعد كل البعد عن المحسوبية والفئوية والقبلية والطائفية، أو الاتخاذ من "إذا حبتك عيني ما ضامك الدهر" مقياسا وقاعدة في تكليف القياديين والمسؤولين.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top