مباريات تشكيلية في مصر لنحت «مو صلاح»

نشر في 16-11-2018
آخر تحديث 16-11-2018 | 00:00
أضحى لاعب كرة القدم العالمي محمد صلاح أيقونة بالنسبة إلى الشباب في بلده مصر، ووصل حد الهوس بنجم فريق «ليفربول» الإنكليزي إلى تنافس الفنانين التشكيليين لنحت تماثيل «مو صلاح»، بعضها أثار موجة سخرية لاختلاف الملامح، والبعض الآخر جاء متطابقاً في الشكل بنسبة كبيرة.
انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً بالجدل الذي دار حول التمثال الذي صنعته النحاتة الشابة مي عبدالله لنجم الكرة العالمي محمد صلاح، من دون أن يحالفها الحظ لخروجه في صورة نهائية بعيدة نسبياً عن ملامح اللاعب.

تعرضت عبدالله إلى موجة هجوم وسخرية، كادت تطيح بكل الثناء الذي حصدته منذ أن برعت في مشروع تخرجها قبل نحو عام، وقدَّمت فيه مجموعة من التماثيل لعدد من نجوم زمن الفن الجميل، ولم يحالفها الحظ أخيراً حين شاركت في «منتدى شباب العالم»، الذي أقيم أوائل نوفمبر في منتجع شرم الشيخ السياحي، بتمثال لمحمد صلاح، إذ خرج في حالته النهائية بعيداً عن ملامح نجم الكرة العالمي.

لم تصب مي باليأس، وأوضحت أن السبب وراء هذه النتيجة ضيق الوقت، وأنها صنعت التمثال في البداية بهدف تعليم من يريد احتراف النحت وليس للعرض في منتدى شباب العالم، كذلك صنعته من الجبس وكان جيداً، ولكن مع إصرار إدارة المنتدى على أن يكون التمثال من البرونز، اضطرت إلى أن تكلف شخصاً ما بصبه بالبرونز، وهو أمر يتطلب وقتاً وفوجئت قبل موعد تسليمه بالنتيجة.

وصلت قصة التمثال إلى محمد صلاح نفسه، وكانت المفاجأة أنه اتصل بالفنانة هاتفياً، وطلب إليها عدم الالتفات إلى التعليقات السلبية، وقال إن بداية طريق الحلم دائماً تتعرض للانتقاد.

وقالت مي: «صلاح طلب إلي نحت تمثال له، مع مراعاة الوقت، وعدم الاستعجال، ليضعه في منزله»، وتابعت: «تمثال صلاح ستكون له أولوية قصوى، وسأعمل فوراً على نحته، وسأنتهي منه في القريب العاجل».

هاني جمال (32 عاماً) فنان آخر تخرج في كلية الفنون الجميلة (قسم النحت) بجامعة المنيا قبل نحو 10 سنوات، وكل ما فعله أنه أمسك بأدوات النحت وبدأ بعد مشاهدة تمثال صلاح الذي نحتته مي عبدالله، يصنع هو الآخر تمثالاً بالطين الأسواني للنجم العالمي استغرق في نحته ثلاثة أيام فقط، وجار سبكه بخامة البرونز، ليعرض بعدها صورة التمثال على صفحته بموقع «فيسبوك»، ويحظى بإشادات واسعة.

جمال، علق على تمثال زميلته في المهنة قائلاً لـ«الجريدة»: «مي عبدالله موهوبة، ولا يعني خروج تمثال صلاح بهذا الشكل أنها ليست فنانة»، مشيراً إلى أن سبب ردود الفعل الواسعة التي حدثت بعد نشر صور التمثال هي أن صلاح شخصية عالمية معروفة وله محبوه في مصر وكل دول العالم. وتابع: «ربما هذا السبب أيضاً هو ما دفعني إلى أن أصنع تمثالاً لنجم الكرة الذي أحبه، وأن يخرج بصورة جيدة».

وحول أصعب مرحلة في صنع أي تمثال قال جمال: «أي تمثال لشخصية معروفة يكون تنفيذه صعباً، وأصعب مرحلة هي التشكيل، إذ أبدأ عملي بالرسم باستخدام الطين الأسواني ثم أرسم ملامح الشخصية وأبرز روحها وأدق تفاصيلها. تأتي بعد ذلك مراحل أخرى لا تقل أهمية، وأي خطأ يحدث في أي مرحلة يمكن أن يكون سبباً في تشوه العمل بالكامل».

وأخيراً يكشف هاني أن تمثال صلاح الذي صنعه جلب له كل الخير، وحصد بسببه ردود فعل إيجابية أسعدته كثيراً، وكان هذا التمثال سبباً في شهرته وإلقاء هالة ضوء كبيرة على أعماله الفنية المتنوعة، وقرر أن ينظم لأول مرة معرضاً في المستقبل القريب يضم أبرز أعماله، حيث يتنوع إنتاجه بين التماثيل والجداريات.

في مارس الماضي، شارك علي عبدالفتاح (26 عاماً) بتمثال لصلاح في مسابقة فنية بعنوان «مهارات شباب مصر الأولى»، يتنافس فيها الشباب تحت سن 30 عاماً ويتأهلون من خلالها لخوض مسابقة عالمية تقام في روسيا 2019.

التمثال لم يخرج بملامح دقيقة، ولكنها ظلت محاولة لتقديم عمل فني يحتفي بنجم الكرة الذي يحظى بشعبية كبيرة في مصر ودول العالم.

back to top