الصوم المتقطِّع يُحارب داء السكري من النمط الثاني

نشر في 14-11-2018
آخر تحديث 14-11-2018 | 00:01
No Image Caption
تُعتبر التبدلات في نمط الحياة مفتاح التحكم في داء السكري من النمط الثاني. ويعتقد العلماء أن الصوم المتقطع قد يؤدي دوراً أساسياً في هذا المجال.
داء السكري من النمط الثاني نوع السكري الأكثر شيوعاً. تؤثر هذه الحالة في قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين، الذي يضبط معدلات السكر في الدم.

تُعتبر التبدلات في نمط الحياة أساسية لضبط هذا المرض، وتؤدي عادات الطعام دوراً أساسياً. لذلك ينصح الأطباء عادةً بأن يتبع مرضى داء السكري نظاماً غذائياً محدداً.

تختلف تأثيرات نظام غذائي معين باختلاف الأشخاص. ولكن على مرضى داء السكري عموماً تفادي الأطعمة المعالجة، والمحليات الاصطناعية، والنشويات المعالجة.

قد يشكِّل الصوم المتقطع وسيلة لضبط داء السكري من خلال النظام الغذائي.

الصوم المتقطع نوع من الأنظمة الغذائية يتنقل فيه الإنسان بين فترات من تناول الطعام وأخرى من الصوم. إلا أنه لا يحدد أصناف الطعام التي يُسمح بتناولها خلال فترات الأكل.

يُعرف النوع الأكثر شيوعاً من الصوم المتقطع بطريقة 16:8، التي تشمل الصوم 16 ساعة وخفض فترة تناول الطعام إلى ثماني ساعات فقط. على سبيل المثال، يستطيع الإنسان تناول العشاء نحو الساعة السابعة مساء ليفوت وجبة الفطور في اليوم التالي ويتناول الغداء نحو الحادية عشرة صباحاً.

تقوم أنواع أخرى على الصوم يومين أسبوعياً (الصوم لأربع وعشرين ساعة مرة أو مرتين أسبوعياً) أو الصوم يوم من اثنين.

اعتمد الباحثون الصوم المتقطع كطريقة للحد من أعراض داء السكري من النمط الثاني في دراسة جديدة تقوم على المراقبة، أُجريت في كندا، ونُشرت في مجلة BMJ Case Reports.

شملت الدراسة ثلاثة رجال تراوحت أعمارهم بين الأربعين والسابعة والستين، وكانوا يأخذون أدوية وجرعات يومية من الإنسولين على حد سواء بغية ضبط هذا المرض. وعانوا كلهم معدلات مرتفعة من الكولسترول والسكر في الدم.

يكتب معدو الدراسة: «لم يسبق أن سمعنا باستعمال نظام الصوم العلاجي لمداواة داء السكري من النمط الثاني».

تأثيرات

شارك الرجال قبل الدراسة في ندوات غذائية، ما زودهم بمعلومات عن تطور حالتهم، وتأثيراتها في الجسم، وكيفية استعمال النظام الغذائي لضبط داء السكري.

طلب العلماء بعد ذلك إلى اثنين منهم الصوم مدة 24 ساعة مرةً كل يومين، في حين صام الثالث ثلاثة أيام أسبوعياً. خلال أيام الصوم، سُمح للرجال بتناول مشروبات منخفضة السعرات الحرارية مثل الماء، أو الشاي، أو القهوة. بالإضافة إلى ذلك، استطاعوا تناول وجبة قليلة السعرات الحرارية مساءً.

دامت التجربة 10 أشهر عموماً، والتزم الرجال الثلاثة بجدولهم من دون أن يواجهوا صعوبات. وبعد فترات الصوم، قاس الفريق وزنهم والسكر في دمهم.

كشفت النتائج عن تحسّن كبير: خسر الرجال الثلاثة الوزن، وانخفض معدل السكر في دمهم، وتخلوا عن استعمال الإنسولين بعد شهر من بداية التجربة. وفي إحدى الحالات، توقف رجل عن استخدام الإنسولين بعد خمسة أيام فقط.

بالإضافة إلى ذلك، توقف رجلان عن أخذ كل أدوية داء السكري، في حين أوقف الرجل الثالث ثلاثة من الأدوية الأربعة.

استخلص الباحثون أن الصوم المتقطع يساعد مرضى داء السكري. إلا أن الدراسة اقتصرت على ثلاثة مشاركين. لذلك ثمة حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتثبت من هذه الاكتشافات. رغم ذلك، تبقى هذه الاكتشافات مشجّعة.

يختم معدو الدراسة: «تُظهر سلسلة الحالات هذه أن أنظمة الصوم 24 ساعةً تخفض إلى حد كبير الحاجة إلى أدوية داء السكري أو تلغيها بالكامل».

back to top