اليمن وخاشقجي محور محادثات سعودية بريطانية أميركية

● الملك سلمان يلتقي وزير خارجية بريطانيا... وبومبيو يجري اتصالاً بولي عهد المملكة
● باريس تنفي تلقيها تسجيلات من تركيا بشأن «حادثة القنصلية» وكندا تؤكد تلقيها معلومات

نشر في 13-11-2018
آخر تحديث 13-11-2018 | 00:05
الملك سلمان مستقبلاً الأمراء ومفتي المملكة أمس (واس)
الملك سلمان مستقبلاً الأمراء ومفتي المملكة أمس (واس)
شهدت الرياض حراكاً متسارعاً على خط أزمتي اليمن ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. وبحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز هذين الملفين مع وزير خارجية بريطانيا غداة اتصال هاتفي بين ولي العهد محمد بن سلمان ووزير خارجية أميركا.
تمحورت مباحثات سعودية أميركية بريطانية منفصلة حول ملفي اليمن وقضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.

وبحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، مع وزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت، مستجدات الأحداث في المنطقة بقصر اليمامة في الرياض. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية «واس»، أن اللقاء استعرض العلاقات، ومجالات التعاون بين البلدين، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث في المنطقة.

وزار المملكة، أمس الأول، المبعوث الخاص لرئيسة وزراء بريطانيا سيمون مكدونالد، الذي ناقش أوجه العلاقات بين البلدين.

وقال هانت في بيان قبيل الزيارة: «المجتمع الدولي لا يزال يتشارك الصدمة والغضب، إزاء القتل الوحشي لخاشقجي، قبل نحو شهر». وأضاف: «من غير المقبول بالمرة، أن تظل الملابسات الكاملة المحيطة بمقتله غير واضحة، ونحن نحث السلطات السعودية، على التعاون التام مع التحقيقات التركية في مقتله، لكي يمكننا تحقيق العدالة لعائلته، وللعالم الذي يتابع القضية». وقال متحدث باسم هانت، إن زيارة الأخير، وهي الأولى لوزير بريطاني للمملكة منذ مقتل خاشقجي، ستبني على المحادثات، التي جرت بين مكدونالد والعاهل السعودي. ومن المقرر أن يزور هانت الإمارات عقب اختتام زيارته للرياض.

ولي العهد وبومبيو

في موازاة ذلك، التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صباح أمس، مكدونالد.

وأوضحت الوكالة السعودية أن ولي العهد ومبعوث تيريزا ماي، استعرضا «أوجه العلاقات بين البلدين الصديقين» بحضور وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لولي العهد السعودي، مساء أمس الأول إصرار واشنطن على محاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي، مشدداً على وجوب «أن تفعل الرياض المثل».

وفي ملف اليمن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان، إنّ «بومبيو دعا خلال الاتصال مع بن سلمان إلى وقف الأعمال العدائية في اليمن، وإلى أن يأتي جميع الأطراف إلى الطاولة من أجل التفاوض على حل سياسي للنزاع».

في هذه الأثناء، أصدر وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، تعليقاً مفاجئاً بشأن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن تقديم بلاده تسجيلات صوتية لعملية قتل خاشقجي إلى الرياض وواشنطن وباريس وبرلين ولندن وعدة عواصم غربية.

وقال لودريان، أمس، إنه لا علم له بالمعلومات التي تحدث عنها الرئيس التركي حول حادث القنصلية. وتابع لودريان في حديث مع قناة «فرانس2»، «حتى اللحظة لم يتم إعلامي بالمعلومات التي قدمتها أنقرة». ومضى بقوله: «لو كان الرئيس يمتلك معلومات ليعطينا إياها فليفعل ذلك». وعند سؤاله عما إذا كان إردوغان يكذب عبر تصريحاته الأخيرة أجاب لودريان، قائلاً: «هذا يعني بأن إردوغان يقوم بلعبة سياسية معينة في ظل هذه الظروف».

اطلاع كندي

في السياق، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إن المخابرات الكندية استمعت لتسجيلات تركية لما حدث للصحافي السعودي البارز، لكنه أوضح أنه شخصياً لم يستمع للتسجيلات. وأضاف ترودو: «تعمل وكالات المخابرات الكندية عن كثب مع المخابرات التركية في القضية وكندا مطلعة تماماً على ما لدى أنقرة وتحدثت مع إردوغان قبل أسبوعين وهنا في باريس تبادلنا الحديث بشكل قصير وشكرته على قوة رده على الوضع المتعلق بخاشقجي».

وتابع خلال مؤتمر في باريس: «ما زلنا منخرطين مع حلفائنا في التحقيقات المتعلقة بتحديد المسؤول عن قتل خاشقجي ونجري مناقشات مع حلفائنا المتفقين معنا في أسلوب التفكير بشأن الخطوات التالية فيما يتعلق بالسعودية».

وكان إردوغان قال السبت الماضي، إن بلاده شاركت تسجيلات عن الحادث مع السعودية والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وعدد من الدول الغربية. ومثّل تصريح الرئيس التركي أول تأكيد رسمي عن وجود تسجيلات مزعومة تم تسريبها من القنصلية تكشف عملية القتل التي وصفت بالوحشية.

وأعلن النائب العام السعودي، أكتوبر الماضي، أن التحقيقات أظهرت وفاة المواطن السعودي خلال شجار في القنصلية السعودية في إسطنبول على يد فريق جاء من الرياض. وأقرت السلطات السعودية بأن القتل كان متعمداً لكن لم يتم العثور على الجثة. وأكدت النيابة السعودية أن تحقيقاتها مستمرة في ضوء ما ورد من معلومات مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم 18 شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلى كل الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، وتم تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

لاحقا، استنكر مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين التون بشدة تصريحات لودريان، وقال إن اتهام الوزير الفرنسي للرئيس إردوغان بممارسة لعبة سياسية غير مقبول، مضيفا أن أنقرة أطلعت بالفعل باريس على أدلة بشأن القضية.

back to top