«لا تكلمونها... مجنونة»!

نشر في 10-11-2018
آخر تحديث 10-11-2018 | 00:06
 جري سالم الجري من الخطورة الشديدة، وجود أي شخصية ذات نوازع إجرامية في أي مدرسة؛ فكم مرة نسمع عن قضايا قتل واعتداء؛ كان من السهولة تجاوزها لو كان في المدرسة مرشد اجتماعي يفحص الكل مرة واحدة في السنة؛ قبل وقوع أي كارثة؟ ولكن يبدو أن العلاج بات خيراً من الوقاية، ففي الوقت الحالي أصبح على المعلمين أن يهرعوا فورا إلى مسؤولي المدارس لينقذوهم من اي حالة يستغربونها... فماذا حصل في الكويت التي تعمر مدارس وجامعات القارات كلها على حسابها؟

واقعة حدثت في مدرسة ابتدائية للبنات لم يكن فيها مرشدة اجتماعية، حيث كان في تلك المدرسة بنت "غريبة الأطوار"، معلماتها أعانهن الله على تلك الطالبة التي لم تكن تدرس؛ بل تقفز على الطاولة، وتحتضن كل الناس؛ كل يوم يلاحظون أنها غريبة الأطوار؛ ويدعون الله في علاه أن ينجيهن منها؛ كانت الطالبة تسأل أسئلة غير مألوفة؛ وتمزح وتمرح أثناء الدرس، فوراً توجهن إلى مسؤولات المدرسة، ولحسن الحظ كان مزاج المسؤولات جيدا في تلك الساعة، فلقد طلبن طاقماً نفسياً مكوناً من ستة رجال ينقذوهن من تلك المجنونة؛ إذ صدق كل الناس كلام إحدى المعلمات عن الطالبة، والتي قالت وهي تحتسي الشاي: "هذي البنت فيها طيف توحد! إنها خطر على الطالبات! وما عندنا مرشدة اجتماعية! ضروري نطلب مرشدة"... في اليوم التالي، دخل المدرسة ستة رجال من المختصين النفسيين، ليخرجوا بالنتيجة الأكيدة.

استدعوا تلك المجنونة؛ وبعد ساعات من الاختبارت الورقية والتحاليل السيكولوجية المكثفة عليها؛ معاذ الله من الشياطين التي تسكن رأسها، طلب الطاقم النفسي حضور المديرة، فسألتهم: ما النتيجة؟ قالوا: البنت أذكى من مستوى الابتدائي والمتوسطة؛ ومن فرط الملل، تلعب كطفلة عادية؛ بل المفروض أن تقفز سنين على هذا المستوى الدنيء على عقليتها، ولكن هذا الأمر إعجازي لأننا بالكويت. أما تفسير تصرفها المرفوض اجتماعياً باحتضانها المعلمات وصديقاتها؛ فذلك لأن أباها يلطم وجهها يومياً ويقذفها بأقرب شيء أمامه. انتهى كلام المختصين، والقصة حقيقية.

وبما أننا في بلد الألف مليار ومليار دينار سأقترح اقتراحات تعجيزية.

1. نقلد الغرب والشرق؛ ونخصص مدرسة للموهوبين.

2. نقلد الغرب والشرق، ونوظف فحوصات اجتماعية للطلاب جميعاً قبل أي "فيلم" يحرج الطالب الذي يعاني الحالة.

3. نقلد الغرب والشرق، ونكف عن سجن أي طالب متفوق، لأن من هو فوق لا يحتجز في القاع إلا تعذيباً. ولِمَ لا نقهرهم؟ فهم في النهاية أبناء عرب مسلمين.

back to top