كيف تؤثر مشاكل السمع والنظر في التراجع المعرفي؟

نشر في 09-11-2018
آخر تحديث 09-11-2018 | 00:00
No Image Caption
ذكرت أبحاث سابقة أن مشاكل فقدان السمع وأي اختلالات في العين ترتبط بضعف الذاكرة وبزيادة خطر الإصابة بداء الزهايمر. تكشف أدلة جديدة الآن أن معالجة مشاكل السمع والنظر قد تبطئ مسار التراجع المعرفي.
أشارت الدراسات القائمة إلى وجود رابط بين نوعية السمع وصحة العين من جهة وبين نسبة التعرّض للتراجع المعرفي من جهة أخرى.

ذكرت إحدى الدراسات الواردة في مجلة «ميديكل نيوز توداي» مثلاً أن ضعف السمع قد يرتبط بضعف الذاكرة. وافترضت دراسة أخرى أننا نستطيع رصد الزهايمر عبر البحث عن اختلالات واضحة في عين الشخص المعنيّ.

كذلك، حلَّل بحثان جديدان الآن أدلة مفادها أن معالجة فقدان السمع ومشاكل النظر تبطئ نشوء التراجع المعرفي، علماً بأن كل بحث منهما كان يرتكز على دراسات أجراها العلماء نفسهم من جامعة «مانشستر» في بريطانيا.

نُشر أحد البحثين في مجلة «بلوس ون» وكشف عن تباطؤ مستوى التراجع المعرفي لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الساد (قد تؤدي هذه الحالة إلى فقدان النظر ما لم تحصل أي تدخلات جراحية).

نُشر البحث الثاني في «مجلة الجمعية الأميركية لطب الشيخوخة» وتوصّل إلى نتائج مشابهة بشأن الأشخاص الذين يستعملون الأجهزة السمعية.

تقول الدكتورة أسري مهران التي شاركت في الإشراف على الدراسة: «يُعتبر العمر أحد أهم العوامل المرتبطة بالتراجع المعرفي. اكتشفنا أن التدخلات التي تستهدف السمع والنظر قد تبطئ مسار المرض، حتى أنها تمنع بعض حالات الخرف. إنها نتيجة مثيرة للاهتمام مع أننا لا نستطيع تأكيد وجود علاقة سببية بين الظاهرتين بعد. لكن تكمن أهمية الدراسة في ميلها إلى مقارنة مسار الأفراد نفسهم مع مرور الوقت».

في الدراستين معاً، قيّم الباحثون مستوى التراجع المعرفي من خلال قياس أداء الذاكرة العرضية لدى المشاركين استناداً إلى اختبارات مبنية على تذكّر الكلمات. قارن العلماء بعد ذلك معدلات الخلل في الوظيفة المعرفية قبل أن يبدأ المشاركون باستعمال أجهزة سمعية أو يخضعوا لجراحة الساد وبعدها.

في الدراسة التي ركزت على الرابط القائم بين جراحة الساد والصحة المعرفية، استعان العلماء بـ2068 مشاركاً خضعوا لتلك الجراحة بين المرحلتين الثانية والسادسة من «الدراسة الإنكليزية الطولية للشيخوخة» بين عامَي 2002 و2014.

قورنت نتائج هؤلاء الأفراد بنتائج مشاركين إضافيين بلغ عددهم 3636 شخصاً لم يخضعوا لجراحة الساد. في هذه الحالة، لاحظ العلماء تباطؤ مستوى التراجع المعرفي بنسبة 50 % لدى المشاركين الذين خضعوا لجراحة تصحيحية مقارنةً بمن لم يخضعوا لها.

توصلت الدراسة التي ركزت على الرابط القائم بين الأجهزة السمعية وبين معدلات التراجع المعرفي إلى نتائج مشابهة. استعان الباحثون هذه المرة بـ2040 مشاركاً عن طريق «دراسة الصحة والتقاعد» التي أجراها «معهد الصحة للشيخوخة» بين عامَي 1996 و2014.

لاحظ العلماء تباطؤ التراجع المعرفي بنسبة 75 % لدى المشاركين الذين استعملوا أجهزة سمعية. يقول الدكتور بيرس دوز الذي شارك في الدراستين معاً: «تُشدد هاتان الدراستان على أهمية تجاوز المعوقات التي تمنع الناس من الحصول على أجهزة سمعية وبصرية».

تبديد «وصمة العار»

يضيف دوز: «لم يتضح بعد السبب الذي يجعل مشاكل السمع والنظر تؤثر في التراجع المعرفي، لكني أفترض أن هذا الوضع يرتبط بالعزلة والشعور بالعار وغياب النشاطات الجسدية نتيجة اختلال السمع والنظر».

ذكر دوز أن بعض الأفراد يقلق من رأي الآخرين به إذا استعمل أجهزة سمعية، ما يمنعه من إحداث هذا التغيير الأساسي في حياته. ويوضح: «قد لا يرغب الناس في استعمال أجهزة سمعية نظراً إلى وصمة العار المرتبطة بذلك. أو ربما يشعرون بأن مستوى تضخيم الأصوات ليس كافياً أو ينزعجون من الجهاز بكل بساطة. لإحراز تقدم في هذا المجال، يقضي حل محتمل بتطوير فحوص للراشدين لتحسين طريقة رصد مشاكل السمع والنظر. في ما يخص فقدان السمع تحديداً، يمكن إسقاط الطابع الطبي للمسار العلاجي عبر تلقي العلاج خارج العيادات مثلاً. ستسمح هذه الخطوة بتقليص شعور العار الذي ينتاب المريض».

يُشدد دوز أيضاً على زيادة جاذبية الأجهزة السمعية بما أن الخبراء يطورون الآن ابتكارات تؤدي وظائف متعددة: «بدأ نطاق الأجهزة السمعية القابلة للارتداء يتوسع اليوم، وهو وضع إيجابي طبعاً. لا تُحسّن تلك الأجهزة السمع فحسب، بل إنها تسمح للمستخدم بالاتصال بشبكة الإنترنت والاستفادة من خدمات أخرى».

العزلة والشعور بالعار وغياب النشاطات الجسدية نتيجة اختلال السمع والنظر تعزز التراجع المعرفي
back to top