محمد قاسم: لعزف الموسيقى فوائد للدماغ

«العلم يكشف حقيقة الأشياء ثم يطرح أسئلة جديدة»

نشر في 07-11-2018
آخر تحديث 07-11-2018 | 00:02
محمد قاسم وسعود العنزي أثناء «حديث الاثنين»
محمد قاسم وسعود العنزي أثناء «حديث الاثنين»
شهدت القاعة المستديرة في مركز جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، فعالية "حديث الاثنين"، ضمن الموسم الثقافي للمركز، حيث استُضيف د. محمد قاسم الذي تحاور في مواضيع علمية شائقة ومختلفة، في جلسة بعنوان "حديث العلم"، وأدار الحوار د. سعود العنزي، بحضور جمع غفير من المهتمين والمشغوفين بالعلم.

في البداية، بارك د. العنزي للدكتور قاسم صدور كتابه الجديد بعنوان "من أنا؟"، ضمن سلسلة روائع العلوم، ثم تحدث د. العنزي بأن د. قاسم حبب الناس في العلم رغم تعقيداته، حيث كان يبسّط المادة العلمية لتكون في متناول الجميع، ولفت إلى أن د. قاسم نشر كتابه الأول "أشياء لن تستطيع أن تتخيلها" في عام 2015، معتمداً تلك المادة المبسطة، فحظي بالنجاح وأصبح كتابا يدرس في منهج دولة الإمارات العربية المتحدة في مستوى الصف الثاني عشر.

نظرية آينشتاين

ثم تحدث د. قاسم عن نشأته، وقال: "أنا إنسان بسيط جدا، محب للعلم، بدأت القراءة في العلم منذ الصغر، وأحببته بسبب الوالد والوالدة اللذين وفرا بيئة مناسبة للتعلم، فالوالدة أمسكت جانب التعليم في المدرسة، أما الوالد فقد ركز على جانب الشغف العلمي، فغرس العلم من خلال قصصه التي كان يحكي لي إياها قبل النوم". وأشار د. قاسم إلى أن القصة التي كانت لها الأثر الأكبر عليه تلك التي خلط والده في جوفها نظرية آينشتاين للنسبية الخاصة، وقد ذكرها في كتابه "من أنا؟". وقال إنه أكمل دراسته إلى مرحلة الدكتوراه، والآن يدرّس في كلية الدراسات التكنولوجيا بقسم الإلكترونيات.

فوائد الموسيقى

وسأله د. العنزي عن قصته مع الموسيقى وعلاقته بها، ليرد د. قاسم قائلا إنه عندما كان طالبا في المرحلة المتوسطة كان يعزف آلة الأكرديون في المدرسة بطابور الصباح، وكان يحب الموسيقى، ولكنه تركها بسبب انشغاله بتعلم الكمبيوتر، وفي عام 1987 فاز بالميدالية الذهبية في برمجة الكمبيوتر على مستوى العالم، فكرمه المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح، هو وصديقه المشارك معه بمبلغ مالي، ليقوم بعد ذلك بشراء بيانو وتعلم العزف، إلى أن استطاع أن يعزف جزءا مناسبا من مقطوعة "La Campanella" التي تتميز بصعوبتها، مشيرا إلى أنه أجاد العزف بصورة شبه محترفة لمدة سنوات.

وأضاف أنه توقف عن العزف، بعد ذلك، بسبب تدينه، وحطم آلة البيانو باستخدام المطرقة الكبيرة التي تستخدم لهدم الحوائط الاسمنتية، حتى إنه قطع الأوتار خوفا من أن يستخدمها شخص آخر، ثم انقطع عن الموسيقى لأكثر من 20 عاما.

واستدرك قائلاً إنه رجع إلى العزف مرة أخرى، لأنه اكتشف أن لعزف الموسيقى فوائد للدماغ لأي فئة عمرية، وقد ثبتت هذه الفوائد علميا.

المادة العلمية

من ناحية أخرى، ذكر

د. العنزي أن برنامج "العالمون" أصبحت له أصداء واسعة في العالم العربي، وطلب من الضيف التحدث عنه، ليجيب د. قاسم بأنه جاءه أكثر من طلب لعمل برنامج علمي، ولكنه رفض العروض كلها، لعدم توافر الإمكانات المناسبة لإظهار البرنامج بمستوى يليق بالعصر، ثم تقدمت له بعد ذلك شركة جينوميدا الإماراتية، التي اشتهرت بتقديم برامج ثقافية بمستوى رفيع، فبدأ العمل على البرنامج التلفزيوني "العالمون"، حيث عمل جاهدا في إعداد المادة العلمية على مدى أشهر، وقامت شركة بيكسل هاوس بتصوير البرنامج وإخراجه وإضافة المادة المرئية له، وتابع د. قاسم التفاصيل الدقيقة لتصحيح أي أخطاء في محتوى المادة المرئية. وأكد أن البرنامج ناجح جدا، وهو يعرض حاليا على قناة أبوظبي، ثم تنزل حلقاته على قناة أبوظبي اليوتيوبية، بعد نزولها في التلفزيون مباشرة.

من ناحية أخرى ذكر د. قاسم أن للعلم أهمية كبيرة؛ "لقد سيطر العلم على الأشياء من حولنا، وقدم لنا حياة أفضل (وأحيانا أسوأ حينما يساء استخدامه)"، مضيفاً: "إن الكثير من الأسئلة التي سألها البشر في السابق أجاب عنها العلم وحده وبثقة، فالعلم يكشف حقيقة الأشياء، ثم يطرح أسئلة جديدة".

وتحدث عن القمر الاصطناعي الإماراتي، وذكر أنه تحدث مع وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة بدولة الإمارات سارة الأميري، وكذلك المهندس عامر الصايغ مدير مشروع القمر الصناعي خليفة سات، وبين أنه إنجاز إماراتي مهم وبأيدٍ إماراتية، لافتاً إلى أن أهم ما تقدمه مثل هذه الإنجازات هو شعور الشعب بعزة النفس والولاء للوطن، حتى قبل الفائدة العلمية.

وتمنى قاسم أن تخطو الكويت خطوات مماثلة في مجال الفضاء.

لمحة ذاتية

د. محمد قاسم بدأ رحلة نشره للعلم في عام 2009، منطلقاً من "السايوير بودكاست" وهو برنامج علمي ثقافي صوتي على الإنترنت، فلم يستمع لصوت العلم من خلاله إلا عدد محدود من الناس في تلك الأيام. واستمر في تقديم العلم وتبسيطه لعامة الناس، ثم نقل مادته عبر محاضرات في الخليج وبعض الدول الأوروبية.

وظهرت بعد ذلك برامج بودكاست أخرى تحمل التوجه نفسه، كما انتشرت المجلات العلمية في الخليج والوطن العربي، ليعلو صوت العلم.

وبعد سنوات من تقديم "السايوير بودكاست" والمحاضرات العامة، انطلق د. قاسم إلى منصة جديدة لنشر العلم من خلال شاشة التلفاز، في برنامجه الجديد "العالمون"، وهو رحلة تاريخية مع العلماء، لفهم الكون الذي نعيش فيه والعوالم المتوازية، وهو اليوم استشاري في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي أسس من خلالها بودكاست "العلوم"، ومجلة جديدة عن الذكاء الاصطناعي تصدر قريباً.

والده كان يحكي له حكايات قبل النوم ووالدته حرصت على متابعة تعليمه
back to top