عشقها فتزوج شبيهتها!

نشر في 30-10-2018
آخر تحديث 30-10-2018 | 00:15
 د.نجم عبدالكريم بعد وفاة المؤلف المسرحي الشهير موليير بخمس سنوات، كانت زوجته مستمرة في القيام بدورها في مسرحيته "تراتوف"، وفي هذه الأثناء دخل عضو مجلس العموم البريطاني جون هاسل، لمشاهدة المسرحية، فأُعجب أيّما إعجاب بالممثلة أرماند بيجار، أرملة موليير، فكان يحجز مقصورة في كل ليلة لمشاهدة معشوقته التي لم تعرف عنه شيئاً، غير أنه يكرر مشاهدة المسرحية نفسها ليلياً!

***

• سألته مدام ليدو، صاحبة الشقة التي استأجرها منها:

- أتحبها حقاً يا سيد هاسل؟

- إلى درجة الجنون.

- إذاً أنت سعيد الحظ يا سيدي.

- ماذا تقصدين؟

- إن لي علاقة طيبة بالسيدة موليير.

- (بلهفة)، وما حدود هذه العلاقة؟

- كنت أختار لها ملابس المسرحيات التي يكتبها زوجها منذ سنوات.

- إذاً.. هل...؟

- اطمئن يا سيد هاسل... سوف أرتب لك معها لقاء.

***

• كانت مدام ليدو تكذب، فهي تعرف شابة شديدة الشبه بأرملة موليير، فذهبت إليها وفاتحتها بما ستحظى به من أموال وهدايا إذا ما تقمصت شخصية الأرملة.

- إني أخاف من هذه المغامرة.

- ولمَ الخوف؟.. إن هي إلا أيام ويغادر باريس.

- أواثقة أنت أنه لا يلحظ الفرق؟

- وكيف لرجل أعماه الحب أن يدرك الفرق؟!

***

• وجاءت ماري سيمونيه – شبيهة الممثلة الشهيرة – لشقة السيد هاسل:

- إن سعادتي لا توصف.

- لي عندك رجاء يا جون.

- ما هو؟

- أن يكون ما بيننا سراً لا يعرف به أحد.

- هو ذاك... هل تخشين من أحد؟

- المؤلف كورنيه يطاردني بحبه، وأخشى أن يسبب لي مشاكل.

- وأنتِ.. هل تحبينه؟

-عزيزي جون، أنا لا أهتم بهؤلاء الشباب المغرورين.

• وتكررت الزيارات التي تتم عادة بعد انتهاء العرض المسرحي، وكرّمها الرجل الثري بشراء الهدايا الثمينة.

• وفي إحدى الأمسيات قرر أن يفاجئها بوجوده في المسرح وهي تمثّل، وبعد أن انتهت المسرحية ذهب إلى غرفتها، ودخل عليها أثناء تغيير ملابسها، فصرخت:

- اخرج أيها الوقح.

- أنا جون!

- أنت مجنون بلا ريب.

- لماذا تعاملينني هكذا؟ أنا جون هاسل... حبيبك!

- (تصرخ منفعلة) لم أعد أحتمل... اطلبوا الشرطة.

***

• وجاءت الشرطة وحملوا النائب البريطاني إلى المركز، وبدأ التحقيق، وانكشفت كل الحقائق، وألقي القبض على مدام ليدو وماري سيمونيه... ولما شاهدتها الممثلة وجهاً لوجه صُعقت:

- يا إلهي، إنك صورة طبق الأصل مني... أقصد شكلاً لا أخلاقاً!

***

• وتدخّل السفير البريطاني، فتم الإفراج عن جون هاسل الذي لم يزل قلبه معلّقاً بالمعشوقة، لكن ليس الممثلة أرملة موليير، إنما الآنسة سيمونيه التي طلب أن يزورها في السجن... وأثناء الزيارة قال لها:

- ماري... لقد أدركت أنني لم أحب سواكِ أيتها الجميلة، وسأفعل المستحيل كي لا يصدر عليك حُكم.

• وبعد أن خرج من عندها ذهب إلى أرملة موليير باكياً، فرقّت لعشقه الشديد لماري، وتنازلت عن دعواها ضده وضد محبوبته.

***

• وكانت أرملة موليير ضيفة شرف لحفل زفاف عضو مجلس العموم البريطاني جون هاسل على شبيهتها التي تقمصت شخصيتها، لتغري الرجل الذي أغرم بها فتزوج شبيهتها.

back to top