رحلة بمسحة أسطورية مع الخطوط التركية إلى النمسا... أرض السحر والجَمال

«غراز في انتظار الكويتيين»... وسالزبورغ تضجّ بعبق الماضي ومتعة التسوّق

نشر في 26-10-2018
آخر تحديث 26-10-2018 | 00:00
الخطوط الجوية التركية، إحدى أقدم وأعرق شركات الطيران في العالم، تفخر في عامها الـ 85 بأنها سفيرة العلامة التجارية لدولتها، متبوئة مكانها بين نخبة عمالقة النقل بفضل التقدم الذي حققته في السنوات العشر الأخيرة، بواقع 304 نقاط في 122 دولة في أرجاء المعمورة، واستطاعت إثبات نفسها بقدرتها على الطيران لأطول المسافات على مدار الساعة، وحصولها على المرتبة الثانية على مستوى دولي، في أكبر دليل على نجاحها ملتزمة في ذلك بالمعايير الأوروبية لجودة الطيران، في حين تتجه إلى تحقيق معادلة "صفر" للحوادث الكبرى، مع خفض تكاليف الرحلات مقارنة بالشركات الأخرى.

بدأت الخطوط التركية، عملياتها في عام 1933 بخمس طائرات، لتعمل الآن بأكثر من 330 طائرة، في حين تسعى إلى زيادة عدد أسطولها إلى 500 طائرة بحلول عام 2023، ، وارتفع عدد ركابها من 14 مليوناً عام 2005 إلى 69 مليوناً في عام 2017، وخطّطت لحمل 74 مليون راكب بنهاية هذا العام، وتحقيق أرباح بقيمة 12 مليار دولار، وهدفها الأول جعل الناقل العملاق، الذي يطير إلى أبعد أنحاء العالم، أكبر أسطول في العالم.

لا يخفى على أحد، أن الخطوط التركية، التي شهدت نمواً كبيراً لتصبح شركة طيران عالمية من فئة أربع نجوم، تنافس اليوم أكبر شركات الطيران في العالم، واضعة نصب عينيها هدفاً أن تكون من بين أول شركتين يفضل المسافرون السفر عبرهما حول العالم.

الضيافة الأرقى

الشركة العملاقة تواصل الريادة من خلال ضمّ مدن جديدة إلى المحطات التي تخدمها بطائرتها ضمن شبكة خطوطها العالمية. ويقول الممثل الإقليمي للمبيعات في الخطوط الجوية التركية في الكويت، بكر امره سولك، لـ"الجريدة"، إن"الحرص على خدمة العملاء، وتوفير أرقى معايير الضيافة على متن طيراننا، استراتيجية لم تبتعد عنها الشركة منذ إنشائها"، مضيفاً أن "الشركة، في إطار سعيها إلى التألق الدائم مع أحد أهم عملائها في العالم عموماً وفي الدول العربية خصوصاً، تسعى إلى إرضاء المسافر الكويتي، الذي يمتاز بذوقه الرفيع في سفره ورحلاته حول العالم، لذا قررنا التوجّه الى مدينتين جميلتين في النمسا، وهما غراز وسالزبورغ الرائعتان للتعريف بهما لكل من ينشد الراحة والاستجمام ولكل محبي الطبيعة والمشي وتسلق الجبال وركوب الدراجات الهوائية والتنزه في البحيرات، إضافة إلى هواة التسوّق".

وبالفعل دعت الخطوط الجوية التركية ممثلي عدد من مكاتب السفر ليكتشفوا جمال هاتين المدينتين وتعريف العملاء عليهما، وكانت"الجريدة" الوسيلة الإعلامية الوحيدة، التي تلقّت الدعوة ذاتها لعيش تجربة السفر المميز.

الاستمتاع بالرحلة بدأ منذ دخولنا الطائرة وهي من طراز"A 330 - 300" على درجة رجال الأعمال، حيث تجد أجمل ترحاب من الطاقم بالضيوف، واستمر حتى وصولنا إلى الأرض المضيفة.

فمن مطار الكويت الدولي إلى مطار إسطنبول، ثم مطار غراز في النمسا، استغرقت الرحلة نحو 7 ساعات، لم يدهمنا خلالها النوم لحظة، نظراً إلى الأجواء الرائعة المتوفّرة على متن هذه الطائرة، بدءاً من مشاهدة الأفلام والاستماع الى الموسيقى مروراً بأشهى الأطباق التي تحمل توقيع "المطبخ التركي".

راحة فوق السحاب

في درجة رجال الأعمال، تشعر كأنك في رحلة أسطورية... ممدداً على أريكة في صالون فخم أمام شاشة تلفزيون كبيرة، وأنت تتذوق أشهى الأطباق بمكونات راقية محضرة بعناية وإتقان من أمهر الطهاة، لتكتمل منظومة الرفاهية بمختلف أبعادها، ولكل مّن يتعذّر عليه النوم أثناء السفر، سيعيش تجربة مختلفة في"A 330 - 300"، إذ ستمنحه مقاعدها الوثيرة، التي تتحول في كبسة زر واحدة إلى سرير مريح، فرصة الاسترخاء والنوم العميق.

غراز

اليوم الأول بدأ مع وصولنا إلى غراز أو "غراتز" كما يسمونها، ومطار هذه المدينة يعتبر أحد أصغر وأجمل وأسهل المطارات في العالم. فعند الجمارك هناك شرطيان فقط يقومان بعملهما على أتم وجه وبسرعة فائقة، مع ابتسامة متواصلة عند استقبالهما جوازات السفر، وإجراءات الدخول، لاتتعدى الدقائق الـ 10 مهما كان عدد الواصلين، أما الحقائب، فتصل في الوقت نفسه تقريباً مع ختم جوازات المسافرين.

المدير العام للخطوط التركية في غراز، حسين غوزال، قال لـ"الجريدة"، إن "المطار يستقبل سنوياً نحو مليون راكب من جميع أنحاء أوروبا وآسيا"، مضيفاً: "غراز ونحن... في انتظار الكويتيين".

من المطار، كان مبيتنا في فندق Das Weitzer الرائع ذي النجوم الأربع، الذي تم بناؤه منذ أكثر من 150 عاماً، يضم 200 غرفة مع جناح ملكي، إضافة إلى 3 مطاعم، يبدأ سعر الغرفة من 60 ديناراً كويتياً لليلة الواحدة، وتختلف باختلاف المواسم.

من غير المسموح البقاء داخل الفندق في غراز، المدينة القديمة - الحديثة، والمدرجة على لائحة "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (يونيسكو) التي يعود تاريخها إلى أكثر من 400 عام.

وفي جولة سياحية من تنظيم"الخطوط الجوية التركية"، جلنا في أرجاء المدينة، التي تتميز بأن كل عمارة فيها لها حكايتها الخاصة، فهي مبنية منذ مئات السنين، مع تجديد رائع حافظ على قيمتها الأثرية، وتتميّز كل بناية بوجود تماثيل للسيدة مريم العذراء عليها السلام، وتجد فيها الأسواق والمطاعم القديمة، منتشرة في كل الاتجاهات. ولمحبي التنزّه، بإمكانهم السير في شوارع المدينة الرائعة، أو في حدائقها، أو على ضفاف النهر الذي يتخللها، علماً أن مياه النهر صالحة للشرب.

لا يمكن أن تكون في غراز، ولا تزور قلعة Schossberg التي لا تزال شامخة منذ ألف عام، وهي تطل على المدينة التي تتميز أسقف منازلها كلها، بالقرميد الأحمر فقط، إضافة إلى Landeszeughaus، وهو أكبر متحف في العالم، يحتوي على 32 ألف قطعة سلاح يعود تاريخ البعض منها إلى عام 1642.

ولمحبي التسوّق، لا يوجد مكان أفضل وأفخم منK&O أي (Kastner&Ohler) وهو عبارة عن أقدم وأفخم سوق للألبسة والأزياء في أوروبا، وتمّ تجديده، ليصبح من أرقى الأماكن لمحبي أفخم الماركات العالمية.

وليل غراز الرومانسي، يختلف عن العديد من مدن أوروبية أخرى، إذ إن الحياة تنبض فيها لما بعد منتصف الليل. وتقام في ساحة المدينة القديمة والكبيرة حفلات ومهرجانات على مدار الأسبوع.

Hallsttat

تتواصل رحلتنا في يومها الثالث، لننطلق الى منطقة Hallsttat القريبة من مدينة سازبورغ، التي تبعد نحو3 ساعات ونصف الساعة عن Bad Blumau، ولدى وصولنا إلى المنطقة، التي لا يزيد عدد سكانها على 2000 نسمة، قمنا بجولة استمرت نحو 50 دقيقة في مركب سياحي كبير يسير على الكهرباء، نظراً إلى أن مياه بحيرة Hallsttat البالغة مساحتها 7 كيلومترات، صالحة للشرب، فلا يُسمح بأي قوارب أو بواخر تعمل على الديزل أو البنزين.

ليس بقليل وصف البحيرة مع بعض المنازل المترامية على أطرافها، بأنها لوحة فنان مرسومة بعناية، لما تحتويه من تنوع في الألوان والمناظر الخيالية. ومن Hallsttat، واصلنا رحلتنا لمدة نصف ساعة، لنصل إلى فندق شيراتون في منطقة FuschlSeel الرائعة.

الفندق عبارة عن 3 أبنية موصول بعضها ببعض، ومؤلف من 150 غرفة مختلفة، تتراوح أسعارها ما بين 120 يورو وصولاً إلى 450 يورو للأجنحة الفخمة. داخل الفندق، ثمة مسبح مغلق مع أماكن مخصصة للجاكوزي والسونا، إضافة إلى مطعمين كبيرين، ومقهى، ولمحبي رياضة الغولف، بإمكانهم التمتع بممارسة هوايتهم في ملعب رائع محاط بالشجر وببحيرة.

Fuschl am See

رابع أيام الرحلة بدأ صباحاً مع المرشدة السياحية لويتزا غامزجاغر، التي أخذتنا بنزهة قصيرة سيراً على الأقدام، وعرّفتنا على مطعم متخصص ببيع السمك المدخّن، لننطلق بعدها في رحلة بمركب صغير في بحيرة Fuschl am See.

يبلغ طول البحيرة نحو 4 كيلومترات بعرض كيلومتر واحد والسباحة فيها أيام الصيف، رائعة جداً والقيام برحلة على قارب فيها يدخلك بعالم الخيال، منازل قليلة، كبيرة وصغيرة، مترامية في بعض الأماكن على ضفاف هذه البحيرة، وأسعار هذه المنازل تبدأ من مليون يورو، إلى 16 مليون يورو.

سالزبورغ

إلى سالزبورغ، رابع أكبر مدن النمسا، قررت "الخطوط التركية" أن تختم رحلتنا، في يومنا الخامس، حيث نزلنا في فندق Achat، وسط المدينة التاريخية التي تضمّ عدداً كبيراً من الأماكن السياحية، وتحيط بها سلسة جبال صخرية رائعة. وتعتبر قلعة هوهن من أهم الأماكن السياحية في المدينة، والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الـ 11، وتعتبر أكبر قلعة حافظت على معالمها بشكل كامل في أوروبا، وتتميز القلعة باطلالتها الرائعة على المدينة التي ولد فيها الموسيقار الأسطورة موتسارت.

محبو الشوكولاتة، هم على موعد مع تذوق أطيب الأنواع، أما رواد المسرح والأوبرا، فلهم الحصة الكبرى هناك، وبالنسبة لرواد المطاعم والمقاهي، فهي منتشرة في كل أرجاء المدينة، ولمحبي الماركات العالمية والتسوق، فإن سالزبورغ، هي قطعاً مكانهم المفضل.

back to top