آمال : الديرة ناشفة

نشر في 23-10-2018
آخر تحديث 23-10-2018 | 00:14
 محمد الوشيحي وهكذا يتكرر المشهود المحفوظ عن ظهر قلب، الممجوج من صميم القلب، المستفز.

وزارات الدولة تعلن استعداداتها للمواسم، فيأتي الموسم في موعده المحدد على الروزنامة، فندخل في حيص بيص، فيرتفع صراخ الناس، وتلطم اللطامات، وتنوح النائحات، ويعلو ضجيجنا غضباً، فتتصدى لنا الحكومة بفلاشاتها الإعلامية التي تسحب الأضواء من مصيبتها إلى مصيبة أخرى أنكى وأمر من سابقتها، كي لا نركز على مصيبتها الأولى، فإذا بنا نركز على مصيبتين. فلا هي نجحت في علاج مصيبتها الأساسية، ولا هي عرفت تشد الأنظار بعيداً عنها، كما أرادت.

تعلن وزارة التربية: "الوزارة مستعدة لبدء العام الدراسي"، "استطعنا تذليل كل العقبات أمام عام دراسي جديد خالٍ من المشاكل"، واستطعنا وعملنا وفعلنا وجهزنا ورقصنا وغنينا ووو... فيأتي العام الدراسي، فإذا بعدد من المدارس بلا كراسي ولا طاولات ولا تجهيزات للمختبر ولا الفصول ولا دورات المياه ولا ليلة ولا يوم. وإذا بالتلاميذ يعودون لبيوتهم وسعالهم يسبقهم نتيجة الغبار والوسخ. فتخرج لنا الوزارة بقضية أخرى لتسحب الأضواء من فشلها، فتعلن عن اكتشاف عدد كبير من الشهادات العليا المزورة، فندخل في مصيبتين.

وتعلن وزارة الداخلية، قطاع المرور، "الوزارة مستعدة للموسم الدراسي الجديد"، فنكتشف أنها كانت مستعدة لتذمر الناس فقط، إذ تصرخ الشوارع، هذه المرة، من فرط اختناقها، وتتوقف الحياة على الطرق، وتتشكل علاقات بين قائدي السيارات على الطرق السريعة بعد مكوثهم لساعات متجاورين، ووو...! فتعلن الوزارة القبض على مزوري أختام كانوا يستخدمونها طوال سنين. فتصبح الغضبة غضبتين.

وتعلن وزارة الأشغال: "الوزارة مستعدة لموسم الأمطار"، فتتضاحك السحب استهزاءً، وترسل بنيّاتها الصغيرات، مجموعة من السحب الصغيرة الخفيفة اللطيفة، فتغرق الكويت، وتتدلى ألسنة الشوارع، وتطفو التصريحات الاستعراضية، ووو...

ثم ماذا؟ ثم لا شيء. يتكرر السيناريو كل عام، ومن يغضب فهو كاره للوطن، يساعد أعداءه عليه.

الكويت تغرق، والحكومة ناشفة. ناشفة من الكفاءات، ومن الضمير، ومن الإتقان، ومن تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، ومن كل شيء حسن. وخلوها على الله.

back to top