«شِعريَّةُ الماء لدى شعراء جازان»

نشر في 22-10-2018
آخر تحديث 22-10-2018 | 00:00
No Image Caption
تحت عنوان «شِعريِّةُ الماء لدى شعراء جازان» (صادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ونادي جازان الأدبي) يقدم الكاتب يحيى رفاعي دراسة تحليليَّة فنِّيَّة ترَومُ الكشفَ عن شِعريَّة الماء بِتَمثُّلاتِه الموضوعيَّة والفنِّيَّة لدى شعراء وشاعرات جازان، هذه البيئة الشِّعريَّة الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية، في فترةٍ زمنيَّةٍ تمتدُّ لأكثر من ثمانية عقود، تُمثِّلُ الدَّولةَ السُّعوديةَ الثَّالثةَ الَّتي أعلن الملك عبد العزيز آل سعود توحيدها مُنتصف القرن الرَّابع عشر الهجري.

وتشمل الدِّراسة شعراء جازان مِمَّن عاصروا مُلوك هذه الدَّولة وصولاً إلى عهد الحَزْم والعَزْم عهد الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يُمثِّل العِقد الَّرابع من القرن الخامس عشر الهجري، فقد شكَّل الماء بتشكيلاته المتُعدِّدة في دواوين شعراء جازان حضوراً لافِتاً؛ يظهر ذلك في تفاعل الشُّعراء مع الماء، وتشَظّي مُفرداته في قصائِدهم.

وتكمُن أهمِّيِّة الدِّراسة في كونِها تَتَتبَّعُ وتستقصِي الماء وتشكيلاته عبرَ ثلاثة أجيالٍ من شعراء جازان الذين مثَّل الماء عندهم مِحورَ ارتكازٍ استوعب معظم أشكال البناء الفني لقصائدهم سواء الوزن العمودي الذي كان شائعاً عند الرُّواد الأوائل من الكلاسِيكيِّين، أو شِعر التَّفعيلة عند الجيل الثَّاني من المُجدِّدين، وانتهاءً بأصحاب قصيدة النَّثر من الجيل الثَّالث الذين تحرَّرُوا من الوزن والقافية. وتناولَتْ هذه الدِّراسة أكثرَ مِن مئتَيْ نموذجٍ شعريٍّ مائي مُنتخَبٍ مِن أكثر من 70 ديواناً لأكثر من 50 شاعراً وشاعرة. ومِن خلال هذه النماذج حاول الكاتب في الباب الأوَّل قراءَة هذه النُّصوص تأويليَّاً؛ بُغية القبض على دَلالات تشكيلات الماء المُختلفة حقيقيَّةً كانت أو مجازيَّة، لينتقل في الباب الثَّاني إلى مُعالجة شِعريَّة الماء وتشكيلاته فنِّيًّا في ضوءِ المُعجم الشِّعري، والصُّورة، والرَّمز، والتَّناصّ. ويُضاف إلى أهمِّيَّة هذه الدِّراسة أنَّها ألقت الضَّوءَ على بعض تجارِب شاعِرات جازان من خلال تفاعُلهنَّ مع الماء وتشكيلاته.

وتوصلت الدراسة إلى نتائج تُؤكِّد شِعريَّةَ وحضُور الماء وتشكيلاته عند شعراء جازان وما يرتبطُ بِذلك من تشكيلٍ فنِّي، ومن هذه النتائج: حضور تشكيل البحر في سجل شعراء جازان وشاعراتها بشكل أكبر من بقية التشكيلات المائية، واشتراك معظم التشكيلات في الدلالات التي قصدها الشعراء، مع غلبة المعاني المجازية على الحقيقية، بالإضافة إلى أثر شعراء جازان في معجمهم، وخصوصية كل شاعر فيه، فضلاً عن تمايز هؤلاء الشعراء في شعرية الماء؛ إذْ يبدو الجيلان الثاني والثالث أكثر شعرية؛ بالنظر إلى عمق الصورة واستخدام الرمز.

back to top