موسكو تحذر ترامب من «خطورة» ترك المعاهدة النووية

نشر في 21-10-2018 | 18:17
آخر تحديث 21-10-2018 | 18:17
No Image Caption
حذرت موسكو الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ان نيته الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى المبرمة خلال الحرب الباردة هي خطوة "خطيرة جدا".

وندد آخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف الذي يقف وراء توقيع هذه المعاهدة المهمة، بافتقار الرئيس الاميركي الحالي الى "الحكمة" داعيا "جميع من يسعون الى عالم خال من الاسلحة النووية" الى اقناع واشنطن بالعودة عن قرارها بهدف "حماية الحياة على الارض".

وأعلن ترامب السبت أنّ واشنطن ستنسحب من "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى" التي وقعها في 1987 الرئيس الأميركي في حينه رونالد ريغان ورئيس الاتحاد السوفياتي يومذاك ميخائيل غورباتشيوف.

ووصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف هذا القرار بانه "خطوة بالغة الخطورة لن يفهمها المجتمع الدولي وستثير ادانات شديدة".

واعربت برلين عن "اسفها" لانسحاب واشنطن من المعاهدة معتبرة انها "مكون مهم في مراقبة الاسلحة". وقال متحدث باسم الحكومة الالمانية ان "تداعيات القرار الاميركي سيتم بحثها بين شركاء الحلف الاطلسي".

واتهم ترامب روسيا بعدم احترام هذه المعاهدة "منذ اعوام عدة"، معلنا ان الولايات المتحدة ستضطر تاليا الى "تطوير هذه الاسلحة".

ونفى ريابكوف الاحد هذه الاتهامات مشددا على "أننا لم ننتهكك المعاهدة ونتقيد بها بدقة".

وأكد "كنا نتحلى بالصبر على مر السنين أمام الانتهاكات الصارخة للمعاهدة من قبل الولايات المتحدة نفسها".

وقال ريابكوف لوكالة ريا نوفوستي إذا استمرت الولايات المتحدة بالتصرف "بشكل أخرق وفظ" والانسحاب من طرف واحد من المعاهدات الدولية "فلن يكون لدينا خيار آخر سوى اتخاذ إجراءات مضادة ومنها ما يتعلق بالتكنولوجيا العسكرية".

ووصل مستشار البيت الابيض للامن القومي جون بولتون بعد ظهر الاحد الى موسكو، بحسب ما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن مصدر.

وقال ريباكوف "نأمل بان يشرح لنا بطريقة جوهرية وواضحة، خلال لقائنا غدا وبعد غد، ما هي الاجراءات التي تنوي الولايات المتحدة اتخاذها" .

ومن المقرر أن يلتقي بولتون في موسكو الإثنين وزير الخارجية سيرغي لافروف، للتحضير للقاء متوقع بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية العام.

وسيلتقي ايضا سكرتير مجلس الامن نيكولاي باتروشيف ومستشار بوتين يوري أوشاكوف. وقال الكرملين ان لقاء مع بوتين هو "قيد الاعداد".

وذكرت صحيفة ذي غارديان أن بولتون هو من ضغط على الرئيس الأميركي من أجل الانسحاب من "معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى". كما انه يعيق المفاوضات حول توسيع معاهدة "ستارت الجديدة" للحدّ من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية التي ينتهي العمل بها في 2021 وترغب روسيا بتمديدها.

واعتبر الخبير السياسي الروسي اليكسي ارباتوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس للانباء ان القرار الاميركي قد يخلف "تداعيات كارثية"، ملاحظا ان "جولة جديدة من سباق التسلح" هي امر ممكن.

وتأخذ إدارة ترامب على موسكو نشرها منظومة صاروخية من طراز 9إم729 يتجاوز مداها بحسب واشنطن 500 كلم، ما يشكّل انتهاكا للمعاهدة.

ووضعت المعاهدة التي ألغت فئة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5000 كلم، حدّاً لأزمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ إس.إس-20 النووية التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية.

وبادلت موسكو الولايات المتحدة الاتهام وتحدثت عن "ابتزاز" وذلك غداة اعتبار مصدر في الخارجية الروسية أنّ واشنطن "اقتربت من هذه الخطوة على مدى سنوات عديدة من خلال تدميرها أسس الاتفاق عمدا وبالتدريج".

وأضاف أنّ "هذا القرار يندرج في إطار السياسة الاميركية الرامية للانسحاب من الاتفاقيات القانونية الدولية التي تضع مسؤوليات متساوية على عاتقها كما على عاتق شركائها وتقوّض مفهومها الخاص لـ+وضعها الاستثنائي+".

من جهته اعتبر السناتور الروسي أليكسي بوشكوف في تغريدة أنّ قرار ترامب الانسحاب من المعاهدة هو "ثاني ضربة قوية تتلقّاها منظومة الاستقرار الاستراتيجي في العالم" بعد انسحاب واشنطن من "معاهدة الصواريخ المضادة للبالستية" (إيه بي إم) في 2001.

وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة إلى توجيه الأنظار نحو الصين التي يمكن ان تطور دون قيود أسلحتها النووية المتوسطة المدى بما انها لم توقع على الاتفاق.

back to top