محمد قمبر: التنوع في طرح الفكرة يثري تجربة الفنان

يقدم 24 عملاً من خلال معرضه «نقوش على الجدران»

نشر في 16-10-2018
آخر تحديث 16-10-2018 | 00:04
تميزت أعمال الفنان محمد قمبر، المعروضة حالياً في غاليري «ذي هب»، بالعمق والإحساس الفني الصادق.
أطلق غاليري "ذي هب" معرض "نقوش على الجدران" للفنان التشكيلي محمد قمبر. وقد حضر المعرض النائب صالح عاشور، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة، وجمع كبير من الفنانين.

وبهذه المناسبة، قال قمبر إن هذا المعرض هو الـ 13 من رصيد معارضه المحلية، ويضم 24 عملاً تتفاوت أحجامها، واستطرد في حديثه: "عندما كنا صغارا، كانت الجدران هي أوراقنا ولوحاتنا، وكنا نهرع إليها، لنفرغ عليها أفكارنا وأحاسيسنا، وكانت هي تعلم أهميتها في قلوبنا، فكانت تستقبل كتاباتنا ورسوماتنا الساذجة بصبر وطيبة دون تذمر أو تأفف".

وتابع: "لقد رسمنا على تلك الجدران كل ما كان يخطر ببالنا من خطوط وأشكال مستوحاة من خيالنا وأحلامنا، ووقائع حياتنا اليومية، وكان هذا كفيلا في تلك المرحلة بالتعبير عن رغباتنا الطفولية البريئة، وعن المواقف التي كنا نمر بها في واقع حياتنا أو خيالات أحلامنا. كانت هذه الجدران كذلك وسيلتنا التي كنا نفضي إليها بولعنا بالشخصيات التي كانت تلعب دور البطولة في الأفلام التي كنا نشاهدها على التلفاز، أو القصص التي كنا نسمعها أو نقرأها".

وتحدث قمبر عن مفاجآت القدر، فقال: "الأقدار غريبة إلى حد أنها تذهلنا وتدهشنا بما تفاجئنا به أحيانا. فعندما كنت طالبا صغيرا في السن، وبالتحديد عام 1958، كنت أرسم على الجزء الخارجي من جدار المدرسة وأنا في طريقي إليها، ولم يخطر ببالي حينها أن هذه المدرسة ستتحوَّل إلى متحف للفن المعاصر، وسيكون هذا المتحف مكانا لعرض أعمالي أنا الذي كنت طالبا في هذه المدرسة".

من جانب آخر، أوضح قمبر أن الفنانين لديهم جزء من أعمالهم يركز على حياتهم حينما كانوا أطفالا، وهو ما أحبَّ أن يعبر عنه من خلال من معرضه هذا، الذي استغرق التجهيز له أربع سنوات.

وعن سبب مشاركاته الخارجية الكثيرة، علَّق قمبر: "تختلف الرؤية عندما تعرض أعمالك في الخارج، فالبيئة الأوروبية تختلف عن الأميركية، وعند تقديم الأعمال وعرضها، نجد أن هناك تنوعا كبيرا من حيث الموضوع والأشكال والأساليب، ما يعود بالنفع على الفنان المشارك، فمن الممكن أن يستعين ببعض الأفكار، ويقوم بإضافتها إلى أعماله".

وعما إذا كان يفضِّل أن يتبنى فكرة واحدة ويستمر عليها، أم أنه يحب التنويع في أعماله، أوضح: "في كل معرض أشارك فيه أتبنى فكرة جديدة. أنا أتفق أن يكون الأسلوب واحدا، لكن يتوجب أن يكون هناك اختلاف وتنوع في طرح الفكرة والمواضيع، لإثراء التجربة الفنية".

وتميَّزت الأعمال الفنية للفنان قمبر في معرضه بكونها عفوية بالفطرة، وعميقة، وذات إحساس صادق، مانحة تأثيرا جماليا وبانوراميا مذهلا. ورغم العفوية التي قد تبدو للعيان، فإن أعماله تحوي أغراضا عميقة ذات معنى في كل خط وقالب ولون معروض.

وتُعْلِي أعمال قمبر من قيمة الحرية في التعبير، حينما يمنح الناس الفرصة والحرية لكي يعبِّروا بصدق عن أنفسهم وأحلامهم وآمالهم، في مساحة آمنة ومقبولة، حيث بإمكانهم استكشاف ذواتهم، والوصول في النهاية إلى حالة من الرضا والتناغم.

تاريخ الفن

وُلد محمد قمبر بالكويت عام 1950، وهو حاصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، وقد قضى فترة من عمره في تدريس تاريخ الفن خلال بدء رحلته نحو الشهرة كفنان معروف. كما عُهد إليه تصميم وتنفيذ العديد من الجداريات في أماكن عدة، مثل: قصر المؤتمرات بالكويت، ومدينة توريمولينوس في إسبانيا، ومدينة أصيلة بالمغرب. وتُعرض أعماله اليوم في الكويت وإسبانيا وفرنسا والصين وإيطاليا، وبالعديد من البلدان.

ويمكن أن تجد أعمال قمبر الفنية في أماكن، مثل: مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، وبمكتبة جورج بوش في تكساس بالولايات المتحدة الأميركية، وفي مقر الديوان الأميري بالكويت.

المشاركات الخارجية تعود بالنفع على الفنان
back to top