مقاومة المضادات الحيوية:

8 آلاف خلطة دوائية جديدة أثبتت فاعليتها!

نشر في 15-10-2018
آخر تحديث 15-10-2018 | 00:00
No Image Caption
تنشأ مشكلة مقاومة المضادات الحيوية أو الميكروبات حين تخوض الجراثيم أو الفيروسات (تُسمّى أحياناً «جراثيم خارقة») تحولاً جينياً وتصبح محصّنة ضد آثار الأدوية. تعتبر منظمة الصحة العالمية أن هذه الظاهرة «تطرح تهديداً خطيراً متزايداً على الصحة العامة عالمياً وتتطلب التحرك في جميع القطاعات الحكومية والمجتمعات». وعلى عكس القناعات التقليدية الشائعة في الأوساط الطبية، كشف بحث جديد أن أربع أو خمس خلطات دوائية قد تكون فاعلة لمعالجة أية حالة مرتبطة بالتقاط جراثيم مقاوِمة للعلاج.
مقاومة المضادات الحيوية مشكلة مقلقة بارزة في مجال الصحة العامة. كل سنة، يلتقط ملايين الناس جرثومة مقاومة للعلاج ويموت عدد كبير منهم نتيجةً لذلك.

لكن توصّل الباحثون الآن إلى استراتيجية لمعالجة الوضع. كشف بحث جديد بقيادة علماء من جامعة كاليفورنيا أن الجمع بين أربعة أو خمسة أنواع من المضادات الحيوية قد يكون فاعلاً على نحو مفاجئ للقضاء على الجراثيم المقاومة للأدوية أو إبطاء تطورها.

تتعارض النتائج الأخيرة مع الفكرة الشائعة التي تعتبر أن هذا النوع من الخلطات الدوائية غير فاعل أو أن خلط مضادات حيوية مختلفة يؤدي إلى إلغاء منافع تلك الأدوية. تولّت باميلا ياه، أستاذة مساعِدة في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، الإشراف على الدراسة الجديدة بالتعاون مع فان سافاج، أستاذ في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري وعلم الأحياء الرياضي في الجامعة نفسها.

علّقت ياه على النتائج قائلة: «عموماً، يُستعمَل دواء واحد أو نوعان من الأدوية معاً كحد أقصى. لكننا نقدم الآن خياراً بديلاً يبدو واعداً جداً. يجب ألا نحصر أدواتنا الطبية بالأدوية الفردية أو الخلطات المؤلفة من دواءين. نتوقع أن يعطي عدد من هذه الخلطات مفعولاً أفضل من المضادات الحيوية المستعملة راهناً».

خلطات فاعلة

أجرى فريق البحث تجارب عدة في المختبر وصمّم إطاراً رياضياً اسمه «التحليل الرياضي لتفاعلات المكوّنات العامة» أو «ماجيك» للتمكن من دراسة خلطات دوائية متعددة وتوقّع نتائجها.

يظن الباحثون أن أداة «ماجيك» قابلة للتعميم ويمكن تطبيقها على أمراض أخرى، بما في ذلك السرطان، وعلى مجالات مختلفة أيضاً عبر استعمال ثلاثة مكوّنات أو أكثر كي تتفاعل في ما بينها وتسمح بفهم طريقة عمل هذا النظام المعقد.

من خلال استعمال تلك الأدوات، حلل الباحثون طريقة تأثير كل خليط محتمل من أربعة أو خمسة مضادات حيوية في سلالة الإي كولاي. في المحصّلة، اختبر الباحثون 18278 خلطة.

توقع العلماء أن يكون جزء من تلك الخلطات فاعلاً ضد الجراثيم، لكنهم فوجئوا حين اكتشفوا أن 1676 خلطة مؤلفة من أربعة أدوية و6443 خلطة مؤلفة من خمسة أدوية كانت فاعلة بالقدر نفسه.

يقول سافاج: «دُهشتُ من كمّ الخلطات الفاعلة حين كنا نزيد عدد الأدوية». لكن في المقابل، اكتشف الباحثون أن 2331 خلطة مؤلفة من أربعة أدوية و5199 خلطة مؤلفة من خمسة أدوية كانت أقل فاعلية مما توقعوا. استعمل سافاج أسلوب المقارنة لتفسير السبب، فقال: «يهاجم بعض الأدوية جدران الخلايا بينما يهاجم البعض الآخر الحمض النووي في داخلها. قد يكون الجمع بين وسائل هجومية مختلفة أكثر فاعلية من استعمال مقاربة واحدة».

خلطات واعدة من المضادات الحيوية

علّق مايكل كوريلا، مدير قسم الابتكار العيادي في «المعاهد الوطنية للصحة»، على أهمية تلك النتائج بالنسبة إلى أزمة مقاومة المضادات الحيوية قائلاً: «لما كان نطاق مقاومة المضادات الحيوية بات يُهدد بإرجاع مجال الرعاية الصحية إلى حقبة ما قبل ظهور تلك المضادات، فلا بد من التشجيع على تحسين طريقة استعمال خلطات المضادات الحيوية التي تُستخدَم راهناً وبدأت تخسر فاعليتها عند استعمالها وحدها. ستسهم هذه العملية في تسريع مسار اختبار خلطات المضادات الحيوية الواعدة على البشر لاستهداف أية عدوى جرثومية نعجز عن التعامل معها راهناً».

أخيراً، تلفت ياه إلى أن عملية أخذ النتائج الجديدة من المختبر وتحويلها إلى علاجات قابلة للتطبيق في العيادات تتطلب على الأرجح سنوات عدة.

back to top