السكتة الدماغية تزيد خطر الإصابة بالخرف

نشر في 15-10-2018
آخر تحديث 15-10-2018 | 00:00
No Image Caption
برهنت الدراسات سابقاً وجود رابط بين السكتة الدماغية وارتفاع خطر الإصابة بالخرف. ولكن لم تتمكن أي منها حتى اليوم من تقييم مدى الزيادة التي تطرأ على هذا الخطر. كلما عمقنا فهمنا للعوامل التي تؤثر في هذا الداء، ازدادت فرصنا في التوصل إلى طرائق للحدّ منه.

حلل باحثون أخيراً مجموعة من الدراسات السابقة بغية التوصل إلى خلاصات أكثر دقة عن الروابط المحتملة بين السكتة الدماغية وبين الخرف. نشر علماء من كلية الطب في جامعة إكسيتر في المملكة المتحدة أخيراً ما توصلوا إليه في مجلة «ألزهايمر والخرف: مجلة مؤسسة ألزهايمر».

اعتمد الفريق بقيادة الدكتورة ليانا لوريدا على معلومات من 48 دراسة ضمت بيانات من نحو 3.2 ملايين مشارك. وقد أدت الدراسة، التي تُعتبر أكبر تحليل بعدي من نوعه، إلى روابط واضحة بين الحالتين.

توضح الدكتورة لوريدا: «اكتشفنا أن امتلاك تاريخ مع السكتة الدماغية يزيد خطر الإصابة بالخرف بنحو 70%، فضلاً عن أن السكتات الدماغية الحديثة ترفع الخطر بأكثر من الضعف».

وظلت هذه النتائج مهمة حتى بعد ضبط عوامل خطر الخرف المعروفة الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية الوعائية، والداء السكري.

تضيف الدكتورة لوريدا متحدثةً عن الأسباب التي تجعل هذه الاكتشافات مهمة: «نظراً إلى مدى شيوع السكتة الدماغية والخرف، يُعتبر هذا الرابط القوي بالغ الأهمية. فقد تؤدي سبل الوقاية من السكتة الدماغية والرعاية ما بعد السكتة الدماغية دوراً مهماً في تجنب الخرف».

خلاصات وأبحاث مستقبلية

لاحظ معدو الدراسة اختلافات في الخطر بين الدراسات المنفصلة، ويعتقدون أنها قد تعود إلى منطقة الدماغ التي تصيبها السكتة الدماغية ومدى التلف الذي يصيب الأنسجة.

يعتقد الفريق أيضاً أن ارتفاع خطر الخرف بعد الإصابة بالسكتة الدماغية قد يكون أكثر بروزاً بين الرجال. لكن هذه النقطة تحتاج إلى المزيد من البحث بغية توضيحها.

يأمل الباحثون بأن يتعمّق العلماء أكثر في خط البحث هذا ليحددوا عوامل خطر أخرى قد يكون لها تأثير. على سبيل المثال، نعرف أن الانتماء الإثني والتعليم يؤديان دوراً في خطر الخرف. لذلك من المفيد أن نفهم كيفية تبديل السكتات الدماغية الخطر في فئات المجتمع المختلفة.

يستخلص الدكتور ديفيد لوولين، باحث شارك في وضع تقرير الدراسة: «يسود الاعتقاد بأن من الممكن تفادي نحو ثلث حالات الخرف، مع أن هذا التقدير لا يأخذ في الاعتبار الخطر المرتبط بالسكتات الدماغية».

يضيف: «تشير اكتشافاتنا إلى أن هذا الرقم أعلى في الواقع، وتعزِّز أهميةَ حماية تدفق الدم إلى الدماغ عند محاولة الحدّ من عبء الخرف العالمي».

لما كان كل من السكتة الدماغية والخرف باتا راهناً واسعي الانتشار، فيُعتبر فهم العلاقة بينهما بالغ الأهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى. وما زال إزاء العلماء الكثير ليتعلموه، إلا أن الدراسة الجديدة تغني معرفتنا.

back to top