كارلوس عازار: «كلنا للوطن» مفصّل على مقاسي

نشر في 15-10-2018
آخر تحديث 15-10-2018 | 00:04
بعد غياب 10 سنوات عن تقديم البرامج والتفرّغ للغناء والتمثيل، عاد الفنان اللبناني كارلوس عازار إلى الشاشة الصغيرة في برنامج مسابقات يتمحور حول فريقين من منطقتين لبنانيتين يتنافسان على معلومات عامة حول لبنان.
كذلك يطلّ في البطولة المشتركة لمسلسل «ثورة الفلاحين» بدور «فايز بك» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج إيغل فيلمز).
عن البرنامج ودوره في المسلسل تحدث عازار إلى «الجريدة».
كيف بلغت تقديم برنامج «كلنا للوطن»؟

اتصلت بي شركة الإنتاج عارضة هذه الفكرة فوجدتها جيّدة جداً، خصوصاً أنني لم أقدّم برنامجاً منذ 10 سنوات بسبب نوعيّة البرامج التي عُرضت عليّ.

هل سعيت إلى العودة إلى مجال التقديم؟

لم أفكّر بتقديم البرامج راهناً، لكن الفكرة الجيّدة تستفزّ، وهذا البرنامج بعيد عن الجوّ السائد حالياً على الشاشات.

هدف البرنامج واضح من عنوانه، فهل حققتكم ذلك؟

طبعاً، هدف البرنامج الأساس تقريب وجهات نظر اللبنانيين عبر الإفساح في المجال إزاء الفريقين المتنافسين ليكتشف كل منهما منطقة الطرف الآخر ويتعرّف إلى ميزاتها وتقاليدها وعاداتها. فلمسنا لدى المشتركين والجمهور على حدّ سواء حماسة ومتعة في سياق البرنامج، كذلك قرأنا آراء إيجابية جداً على صفحات التواصل الإجتماعي.

هل تشارك في الإعداد؟

كلا، بل أقترح بعض الأفكار.

يرتكز البرنامج على معلومات عامة حول لبنان، ما يتطلّب حداً أدنى من الثقافة العامة لدى المقدّم.

لو لم يكن البرنامج يشبهني لما قبلت به أساساً. يظنّ بعضهم أن تقديم البرامج بمنزلة استظهار ما أُعدّ للمقدّم، الذي يقتصر دوره على أداء حركات بهلوانية إزاء الجمهور، إنما هذا غير صحيح. ثمة موقع أيضاً للمقدّم الرصين الراقي في أدائه، والقادر على التواصل مع الجمهور من دون جهد سخيف. فمن غير المقبول أن يكون جاهلاً، لكن الدخلاء إلى هذا المجال كثيرون.

تحافظ على هويتك الفنيّة من خلال أداء بعض الأغاني فيه.

هذا البرنامج مفصّل على مقاسي، لذا يشبهني من النواحي كافة.

برأيك، يقرّب تقديم البرامج الفنان من جمهوره بعيداً من الصورة النمطية للنجومية والشهرة؟

ليس بالضرورة، يرتبط ذلك بمدى نجاح المقدّم في برنامجه وفي تقريب المسافة مع الناس. التقديم لعبة خطيرة، إذا لم يكن المقدّم متمكنّاً منها انعكس ذلك سلباً على علاقته بالجمهور. كذلك هو لا يشبه تقمّص دور أو أداء أغنية على المسرح، بل يشكل علاقة تواصل مع الجمهور الذي يكتشف شخصية المقدّم ونفسيّته وطريقه كلامه وتصرفاته.

ألا يعيش بعض الإعلاميين أجواء النجومية أكثر من الفنانين؟

إنه أمر واضح لدى بعض الإعلاميين الذي، حين يستقبل نجماً ما، يحاول أداء دور النجومية وسرقة الأضواء منه. ثمة مرض متفشٍ في عصرنا هذا يتجلّى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو الـ»ego» الخطير جداً. إذ أصبحنا في زمن يعيش فيه أي شخص يحظى ببضع «likes» على منشوره، نجومية وهمية تجعله متعالياً على الآخرين. والأسوأ من ذلك، فنانون من قطاعات مختلفة، يتغزّلون بأنفسهم ويكتبون الشعر تحت صورهم إذا لم يجدوا من يتغزّل بهم!

تمثيل

ألا تستعين بخبرتك كممثل في تقديم البرامج؟

لا أمثّل دور المقدّم بل أكون على سجيّتي، أي أقف بشخصيتي الحقيقية وطباعي إزاء الجمهور، مستعيناً بخبرتي التقنية فقط في التعاطي مع الكاميرا. فإذا تقبّل الجمهور شخصيتي الحقيقية أكون نجحت في مهامي الإعلامية.

خلطة متنوّعة هذا العام ما بين السينما (ملّا علقة) والدراما (ثورة الفلاحين) والتقديم (كلنا للوطن)، هل سعيت إلى تحقيق هذا التنوّع؟

لا ألهث وراء الظهور والعمل ولو اعتمدت هذه الطريقة لما تغيّبت عامين عن الشاشة باستثناء بعض الإطلالات القليلة. لو أردت، لاحتللت الشاشة بكمّ الأدوار الدرامية المعروضة عليّ ولكنني لم أجد عملاً مقنعاً. لدي إحساس معيّن يدفعني إلى معرفة التواقيت المناسبة لكل عرض.

هل تعتمد الإحساس في خياراتك الفنيّة؟

اعتمد إستراتيجية معيّنة في تحديد ما أريد وموقعي مما أريد. أعتبر أنني إذا رفضت عرضاً ملائماً أرغب حقاً في خوضه، كما لو أن الله وهبني موهبة ما قابلتها بجحود ورفض. ورداً عمن يعتبر أنني لا أعرف موقعي الحقيقي، أطلب إليه أن يلتفت إلى عمله ويُطمئن نفسه، لأنني أعرف تماماً موقعي وما أقوم به.

«ثورة الفلاحين»

شخصية «فايز» في «ثورة الفلاحين» متأرجحة ما بين قساوة الإقطاعية والتعاطف مع الفلاحين، فكيف تصفها أنت؟

تجمع شخصية «فايز بك» ما بين الظاهر والباطن كما شخصية غالبية الناس، إذ تعيش صراعاً بين موقعه المفروض عليه كوريث لعائلة إقطاعية، وبين إحساسه الداخلي المتعاطف مع الفلاحين ورفضه منطق الإقطاعية التي كانت سائدة آنذاك، خصوصاً أنه مُغرم بفلاحة.

هل تتطلب هكذا شخصية تعاطفاً منك لأدائها بصدق؟

أبداً، ما من شخصية تحتاج إلى تعاطفي أو اقتناعي بها أو تبنّي موقفها لأدائها بصدق. ففي خلال شهر رمضان الماضي أديّت دور مجرم مريض نفسي في مسلسل «ألمازا»، فلا يمكن أن أكون مقتنعاً أو متعاطفاً مع هكذا شخصية.

قيل إن «ثورة الفلاحين» نقلة درامية نوعية، فهل تقاطعت ردود الفعل مع هذا الرأي؟

في رأيي، لا عمل كاملاً، سواء محلياً أو عربياً أو حتى عالمياً وهذا أمر منطقي. انتظر الجمهور هذا المسلسل بتوقعات إيجابية جداً، وحين عُرض رأينا أنه عند مستوى هذه التوقعات والدليل تحقيقه نسبة مشاهدين مرتفعة مقارنة مع المسلسلات المعروضة في توقيته.

رغم أن المسلسل يضمّ نخبة الممثلين اللبنانيين فلا منافسة ظاهرة في ما بينكم.

لسنا في صدد التنافس ضمن العمل الواحد، إذ لكل منا دوره الذي تحضّر له ويؤديه كما يجب تاركين الحكم النهائي للجمهور.

لكننا اعتدنا أن نرى هيمنة ممثل على آخر من ضمن البطولة المشتركة.

عندما يُكتب مسلسل البطولة الجماعية بطريقة صحيحة تعطي كل دور قيمته وموقعه وخطّه الدرامي المستقلّ، عندها لا نرى هيمنة لأحد الممثلين على الآخرين. على صعيد دور «فايز بك»، ثمة خطوط تصاعدية منتظرة لهذه الشخصية.

تلتقي مجدداً مع الممثلة إيميه صيّاح، ما رأيك بهذه الثنائية؟

إنه لقاء عظيم بيننا، لاحظ الجميع انسجامنا مثنياً على نجاح ثنائيتنا. أعزو ذلك إلى الصدق في الأداء، وهذا أمر ضروري جداً.

إنتاجات محلية

رغم وفرة الإنتاجات المحلية فإن ثمة تفاوتاً في النوعية، فهل يؤثر ذلك في معايير قبول العروض وانتقاء أهم إنتاج؟

في الواقع لن يتوافر عمل بضخامة «ثورة الفلاحين» سنوياً، لأن المنتج جمال سنّان خاض مغامرة كبيرة جداً بهذا العمل، لذا من غير المنطقي انتظار عرض مماثل. إذا رفع الممثل سقف معاييره إلى هذا الحد سيقتصر عمله على مسلسل كل سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا غير منطقي بالنسبة إلى الممثلين اللبنانيين.

ما رأيك في الإنتاجات الراهنة؟

لو كنت مدير محطّة تلفزيونية، لرميت غالبية الانتاجات في سلة المهملات كاتباً على تقاريرها «غير صالح للعرض». ثمة مسلسلات مرفوضة تماماً!

لكنّ الجمهور يتابعها؟

صحيح، إنما يميّز الأعمال وفق نوعيّتها ويفرّق بينها. يتابع الجمهور ما يُعرض له وما هو متوافر له، لذا ننادي دائماً بتحسين المستوى، سواء النص أو الإخراج أو الإنتاج وحتّى على صعيد الممثلين، لأننا نشهد على دخلاء في المهنة في ظل تغييب المتخصصين.

عندما تتخطى نسبة الأعمال السيئة، نسبة الأعمال النوعية ألا ينعكس ذلك سلباً على سيرة الدراما اللبنانية في الخارج؟

طبعاً، لذا ننادي بإنتاج أعمال جيّدة، وذلك لا يعني بالضرورة صرف أموال طائلة إنما اختيار نصٍّ جيّد ومخرجين وممثلين متخصصين.

تلقيت عروضاً عربية ولكنك لم تقبل أياً منها، ما السبب؟

لم أجد عرضاً مناسباً. لا أولي أهمية للمشاركة العربية بحد ذاتها إنما لكيفية الظهور في العمل العربي.

غياب عن الغناء

حول أسباب غيابه عن ساحة الغناء يقول كارلوس عازار: «يحتاج الغناء إلى تمويل ودعم مادي كبير لطرح الأغنية وصناعة الفيديو الكليب وتسويقه عبر الإذاعات ومحطات التلفزة التي تنهشنا ونحن نعمل باللحم الحيّ. لذا فإن التصادم مع الواقع يدفعنا إلى تغيير الإستراتيجية المتبعة، فثمة حسابات غير متوقعّة لا تشبهني ولا تشبه تربيتي وعائلتي تعرقل دربي».

يتابع: «لدي عدد من الأغاني الجاهزة ولكنني أفكّر في كيفية طرحها بأقل كلفة ممكنة وبأقلّ أضرار. في النهاية، أعمل في الفنّ والإعلام لمتعتي الشخصية وبشغف، من ثم لست مضطراً إلى قبول ما لست مقتنعاً به أو التنازل عن قناعاتي».

غالبية المسلسلات غير صالحة للعرض

«كلنا للوطن» بعيد عن الجوّ السائد على الشاشات
back to top