الحضانة النموذجية... الحكومية

نشر في 13-10-2018
آخر تحديث 13-10-2018 | 00:02
 سليمان القناعي التعليم زينة في الرخاء وملاذ في الشدة... ''أرسطو''.

التعليم الأساسي ذو المسار الصحيح يتناول جوانب الحياة ويعزز مفهوم الإشراق والنور، وهو السلاح لمواجهة الأخطار والجهل.

من هنا أصبحت هناك حاجة ملحة إليه منذ فترة الحضانة لصقل الطفل وترسيخ موهبته وتطويرها بالشكل الصحيح وصولاً إلى جيل يخدم الوطن، لاسيما أن التعليم في هذه المرحلة هو مفتاح النجاح.

وقد اهتمت الكويت اهتماما منقطع النظير بالقضية التعليمية وسخرت إمكاناتها في هذا الجانب، وبرز هذا الاهتمام واضحاً من خلال الدستور الذي نص في مادته الأربعين على أن التعليم حق للكويتيين تكفله الدولة، وهو إلزامي مجاني في مراحله الأولى، ولا يوجد شيء أجمل من هذا الاهتمام، لما للتعليم من دور كبير في تقدم المجتمعات ورقيها.

بصدور أحكام القانون 22 لسنة 2014، واللائحة التنفيذية لقانون دور الحضانات الخاصة، تم تعزيز ذلك الاهتمام الذي يجب أن تكون بدايته من وجهة النظر المنطقية التعليم الحكومي، بدعم الخطة الأساسية لتشجيع هذا التعليم، ويأتي هذا بالطبع في موضعه الملائم مع الاهتمام وتوجيه الناشئة، والحرص على العناية بنمو أجسادهم وأخلاقهم وعقولهم، وذلك في حدود إمكانيات الدولة وطاقاتها.

التعليم في مرحلة الحضانة جوهري ومحوري بحيث يتم التركيز على الطفل واكتشاف إمكانياته وتطويرها لتكون بداية تكوين أفكاره، وجعلها تأخذ الطابع النموذجي من حيث طرق التدريس، فما نشاهده في الحضانات الخاصة من تعليم الطفل على المهارات والأمور الاجتماعية والتواصل مع الآخرين وتقوية مهارات الرسم والكتابة والتعامل مع البيئة المحيطة وتنمية السلوكيات الخاصة بالتغذية والنظافة والمحافظة على الصحة العامة أبلغ تأكيد على ذلك.

ولا شك أن دور الوالدين في هذا النجاح الشخصي للطفل مهم عبر توفيرهما البيئة الصحية الملائمة للتعليم واكتساب العادات السليمة، فدخول الطفل الحضانة يمثل بداية لانفصاله الجزئي عن مجتمع منزلي اعتاده، وهنا ينبغي على الوالدين تعويض هذا الانفصال الجزئي بغرس مفهوم إكمال الصورة في ذهن الطفل بأنه جزء أساسي من المجتمع.

ويجب عدم إغفال دور المعلم في الحضانة، بالصبر على تعليم الطفل، وتنمية واكتشاف مهاراته ومحاولة صقلها بأفضل الطرق.

هذه العوامل كفيلة بالتفكير الجدي لاستحداث تلك المرحلة في سلم التعليم الحكومي، فالإمكانيات المادية متاحة والقدرة متوفرة على إبراز جيل تعليمي جديد يتم تدريبه على أحدث الوسائل التعليمية والخطط الحديثة في علم النفس والتعليم الحديث.

back to top