وجهة نظر

نشر في 13-10-2018
آخر تحديث 13-10-2018 | 00:06
 بشاير يعقوب الحمادي الكثير من الإدارات في قطاعات الدولة المختلفة والمنتشرة بالبلاد يتم بها عزل الموظفين عن الموظفات، بل تصل هيئات وإدارات ومدارس كبيرة إلى أنه لا يوجد بها جنس ذكري واحد، عدا حارس المكان، كما في المدارس وغيرها من بعض الوزارات والإدارات التابعة لها.

وما لوحظ أن أكثر الدوامات التي تكون أنثوية فقط تزداد فيها المشاكل بين النساء، فضلاً عن بعض السلوكيات والتصرفات المتمادية منهن بسبب عدم وجود رجال في الجوار أو المكتب ذاته، فالمحترم محترم سواء كان يعمل في جو مختلط أو منفصل، والعمل المشترك بين الجنسين نافع لكليهما في التعامل كزملاء عمل وإخوان في نفس المكان، مع تبادل الخبرات والاستفادة وخلق جو عمل صحي.

ومن خلال تجربتي في المكانين اكتشفت أن العمل المشترك بين الرجل والمرأة يجعل من الجنسين في "حشيمة" دائمة، مع الالتزام أكثر الأوقات، من حيث ارتفاع الصوت للموظفات ونوع الأحاديث وقلة المشاحنات والخلافات والشجار، كما أن مكان العمل لا يصبح كالخاص بالنساء فقط، كـ "جمعة" أو زيارة صديقات... فتعم الفوضى والصراخ وغيرها من السلوكيات الأخرى. أعلم أن الكثير سوف يخالفونني الرأي ووجهة النظر، إلا أن العمل مع سيدات في مكان واحد يزيد نسبة الخلافات والمشاكل، وهذا من واقع تجربة شخصية في المكانين، واستلام المرأة زمام العمل والرئاسة يزيدها بطشاً أحياناً بعكس الرجل وسلاسته مع الإنجاز المطلوب بأريحية تامة وتقديره للأمور. فعلى سبيل المثال، مديرات المدارس كثيرات منهن غير عادلات أو منصفات، وغير مريحات في العمل، يشرطن الشدة والصعوبة في المعاملة لإنجاز الأفضل، وهذا لا ينفي أن بعضهن عكس ذلك تماماً، كما أن قليلات من المديرات غير حريصات على عمل المعلمة داخل الفصل، وتصل الأمور إلى "الشخصانية" في العلاقة داخل العمل والتي يفترض ألا ترتبط بأي معيار غير العمل، وما يحدث هو فقط الاهتمام بالصيت والشكل الخارجي للمدرسة والحرص على تلميع اسم المديرة بوصفها قائدة المدرسة، بعيداً عن مستوى الطالب وراحة المعلمة، والإنجاز المحقق لهذه العلمية التربوية ونتائجها.

لست ضد المرأة ولا حقوقها في المجتمع، لكنني أعبر بصدق عما أراه في واقع الميدان والعمل في البلاد فأنا امرأة، ولم أتمنَّ أن أكون غير ذلك، لكنها كلمة حق تقال: فمن بين عشرين مسؤولة سيدة في العمل هناك اثنتان أو ثلاث يستحققن هذا المكان، ويُحسنّ التصرف والقيادة... ودمتم.

back to top