قمة الفرنكفونية بأرمينيا تستعد اليوم لانتخاب أمينة عامة رواندية

ماكرون: الإنكليزية باتت لغة استهلاك أما الفرنسية فلغة ابتكار

نشر في 12-10-2018
آخر تحديث 12-10-2018 | 00:04
No Image Caption
تستعد الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكفونية، التي افتتحت قمتها امس في يريفان، لتعيين رواندية على رأسها، لتكرس بذلك انتصارا لإفريقيا، ولكن أيضا للرئيس ايمانويل ماكرون المؤيد لرؤية متعددة اللغات في الدفاع عن الفرنسية.

وبالنسبة لأرمينيا، البلد الصغير الذي يقطنه ثلاثة ملايين شخص يمثل الفرنكفونيون 6 في المئة منهم، وان هذه القمة تشكل أكبر حدث دولي تشهده أراضيها.

وقال رئيس وزراء ارمينيا نيكول باشينيان في خطابه بافتتاح القمة "مرحبا بكم في أرض ارمينيا الخالدة"، موجها تحية تكريم لروح المغني الفرنسي الارمني شارل ازنافور، الذي توفي أخيرا قائلا "انه حمل اسم ارمينيا".

وزار الرئيس الفرنسي يريفان، وقد حقق نصراً من خلال تعيين مرشحته لويز موشيكوابو المقرر بعد ظهر الجمعة على رأس المنظمة التي تضم 84 دولة وحكومة.

وبات طريق وزيرة خارجية رواندا موشيكوابو سالكا لرئاسة المنظمة منذ إعلان كندا سحب دعمها للامينة العامة المنتهية ولايتها الكندية من أصول هايتية ميكاييل جين، التي كانت ترشحت لولاية جديدة.

وأكد رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو أن "إفريقيا فرضت نفسها كمحرك للفرنكفونية"، مؤكداً أن "كندا تنخرط أكثر فأكثر في افريقيا".

بيد أنه أشار إلى أن بلاده "ستواصل العمل على النهوض والدفاع بقوة عن القيم الغالية على المنظمة الدولية للفرنكفونية وكندا، وهما حقوق الأفراد واللغة الفرنسية"، في إشارة مبطنة الى النقد الذي أثاره ترشح وزيرة خارجية رواندا لمنصب الأمين العامة للمنظمة.

ونالت كوشيكوابو التي كانت مرشحة فرنسا أولا، الدعم الأساسي للاتحاد الإفريقي، الذي ترأسه رواندا هذا العام.

وستمثل افريقيا التي تضم 27 من الدول الأعضاء الـ54 في المنظمة الدولية للفرنكفونية، 85 في المئة من الناطقين كليا او جزئيا باللغة الفرنسية في 2050 من اجمالي 700 مليون حينئذ، مقابل 274 مليونا حاليا، بحسب منظمة الفرنكفونية.

من ناحيته، دعا ماكرون في كلمته في افتتاح القمة الى مراجعة ميثاق المنظمة، لإعادة النظر في مقاييس الانضمام اليها.

وتساءل "هل يجب ان نكتفي بقطع بعض الالتزامات في مجال احترام حقوق الإنسان؟" للانضمام الى المنظمة الدولية للفرنكفونية.

من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي امام أربعين من قادة الدول الأعضاء أن الفرنكفونية "ليست ناديا سطحيا أو فضاء منهكا" بل "موقعا لاستعادة" مكانة، داعيا إلى "اعادة ابتكار" الفرنكونية.

وأشار خصوصا في هذا الإطار الى النهوض باللغة الفرنسية "في المبادلات" والمؤسسات الدولية على غرار الأمم المتحدة او الاتحاد الأوروبي، وقال "يجب ان نتمكن من التبادل والتفاوض واقتراح مبادرات بلغتنا"، معتبرا أن "الإنكليزية باتت لغة استهلاك، والفرنسية لغة ابتكار"، داعيا الى اقامة مؤتمر للكتاب الفرنكفونيين، كما تقترح الكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني ممثلة ماكرون للفرنكفونية.

لكنه أكد أن "المعركة الأولى للفرنكفونية، هي الشباب، وخصوصا في افريقيا (...) مركز ثقل" الفرنكفونية، داعيا أيضا إلى مكافحة "الظلامية وقمع النساء وتراجع التربية خصوصا بين الشابات".

ويكرس التعيين المقبل لموشيكوابو أمينة عامة للمنظمة "عودة" القارة الافريقية على رأس المنظمة الدولية للفرنكفونية، التي كانت دائما تحت ادارة افارقة قبل توليها من السيدة جين الكندية. وانتصر هذا المعطى على انتقادات وجهت خصوصا الى العلاقة البعيدة لموشيكوابو بالفرنكفونية.

وكانت رواندا عوضت في 2008 الإنكليزية بالفرنسية كلغة اجبارية في المدرسة قبل ان تنضم الى الكومنولث. وبعد ذلك بعام أعلن الرئيس الرواندي بول كاغيما (ناطق بالإنكليزية) في مايو 2009 من باريس ترشح وزيرته للخارجية للمنصب.

وكتب أربعة وزراء فرنسيين سابقين كانوا مكلفين الفرنكفونية في مقال بصحيفة لوموند منتصف سبتمبر "هل هناك بلد أقل أهلية من رواندا لتولي مقاليد الفرنكفونية اللغوية؟" وأجابوا "بالتأكيد لا".

back to top