بومبيو للأسد: لن تحصل على دولار بوجود إيران وميليشياتها

• إردوغان: اتفاق منبج مع الأميركيين تأجل • «الائتلاف» يلقي بثقله لإنجاح «سوتشي»

نشر في 12-10-2018
آخر تحديث 12-10-2018 | 00:05
عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد تلتقط أمس الأول سيلفي مع جرحى ومتطوعي جمعية نادي جرحى الجيش بالقصر الجمهوري في ظهور جديد بعد خضوعها لعلاج سرطان الثدي (أ ف ب)
عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد تلتقط أمس الأول سيلفي مع جرحى ومتطوعي جمعية نادي جرحى الجيش بالقصر الجمهوري في ظهور جديد بعد خضوعها لعلاج سرطان الثدي (أ ف ب)
مع رجوع اتفاقها مع الأتراك إلى المربع الأول، ربطت الولايات المتحدة بشكل متزايد استراتيجيتها في المنطقة بموقفها من طهران، مع تأكيدها أنها لن تموّل عملية إعادة إعمار سورية طالما أنّ القوات الإيرانية وميليشياتها موجودة فيها.
حذّر وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، مرة جديدة، نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أنه «لن يحصل على دولار واحد لإعادة الإعمار إذا لم يضمن الانسحاب الكامل لإيران والقوّات المدعومة منها»، معتبراً أن «الوضع الجديد على الأرض» يتطلب تقييم واشنطن لمهمتها.

وقال بومبيو، في خطاب أمام المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، «اليوم، النزاع في سورية بات عند منعطف بعد أن عزز الأسد سيطرته على الأرض بفضل روسيا وإيران، في حين أنّ تنظيم داعش رغم عدم القضاء عليه بعد بالكامل، إلّا أنه بات ضعيفاً»، مضيفاً أنّ هذا «الوضع الجديد يتطلّب إعادة تقييم لمهمّة أميركا في سورية».

وشدد بومبيو على أنه إن كانت هزيمة التنظيم هي الهدف الأوّل، فهي «ليست هدفنا الوحيد»، مشيراً إلى أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تُريد حلاً سياسياً وسلمياً بعد سبع سنوات من النزاع، كما تريد «أن تخرج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانياً من سورية».

ونقل مصدر دبلوماسي أن ترامب بات يقول لمحاوريه الدوليين إنه «باق بسبب إيران». ويؤكد بومبيو بحسب المصدر ذاته أنه بالرغم من «الصعوبات القانونية» على خلفية تحفظ الكونغرس حين تعمد الإدارة بشكل أحادي إلى توسيع الدوافع خلف تدخلاتها العسكرية، فإن الولايات المتحدة «ستجد وسيلة للبقاء».

وقال دبلوماسي غربي مؤخراً: «لدينا ورقتا ضغط في سورية هما وجودنا على الأرض» و»كون دمشق وروسيا بحاجة إلى أموال دولية من أجل إعادة الإعمار»، التي كانت شروط الأميركيين والأوروبيين للمساهمة فيها تقتصر على تسوية سياسية للنزاع برعاية الأمم المتحدة.

في المقابل، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في أن يصبح العمل على إعادة إعمار سورية مهمة مشتركة للمجتمع الدولي، مشدداً على أهمية المسار الإنساني في الجهود الجماعية المنشودة.

وإذ أكد أن روسيا دولة محبة للسلام وتعمل على سياسة خارجية مسؤولة، أوضح بوتين أنها وجهت ضربة قاضية للإرهاب الدولي وتعمل على تشكيل لجنة دستور سورية.

اتفاق منبج

إلى ذلك، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس تأجيل تطبيق خريطة الطريق مع الولايات المتحدة في مدينة منبج، مؤكداً أن الاتفاق «لم يمت تماماً».

وقال إردوغان، لصحافيين رافقوه في رحلة العودة من زيارة للمجر الثلاثاء إن «وزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع جيمس ماتيس يقولان إنهما سيتخذان خطوات ملموسة».

وبعد شهور من الخلافات بين عضوي حلف شمال الأطلسي، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق في مايو يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من منبج وتسيير القوات التركية والأميركية دوريات مشتركة للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمدينة.

وفي ظل استمرار الدوريات المنسقة والمنفصلة في المنطقة في إطار الاتفاق، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الثلاثاء عن تدريب مشترك لجنود تمهيداً لبدء الدوريات في منبج.

الائتلاف وسوتشي

في هذه الأثناء، اعتبر رئيس ائتلاف المعارضة عبدالرحمن مصطفى أمس الأول أن تنفيذ اتفاق سوتشي وسحب السلاح الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب خطوة في الاتجاه الصحيح تقوي مكانة المعارضة المؤمنة بالحل السياسي، مشدداً على ضرورة العمل على إعداد خطة عملية ومحددة ولها أهداف واقعية وقابلة للتنفيذ لإدارة المنطقة.

وقال مصطفى، في تصريحات أوردتها وكالة «الأناضول، «قمنا بجولة ميدانية بالمناطق المشمولة باتفاق إنشاء منطقة خالية من السلاح الثقيل وتحققنا من أن النقاط التي يتمركز فيها مقاتلو الجيش الحر ستظل فعالة وأن خطوط المواجهة ستظل على حالها وفق الاتفاق مع الالتزام بالبند المتعلق بسحب السلاح الثقيل لنقاط دفاعية تقع خارج حدود المنطقة المتفق عليها».

ومع سحب فصائل المعارضة والجهادية سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة ومحيطها في المهلة المحددة لذلك يوم العاشر من أكتوبر، تشكل المرحلة الثانية من الاتفاق الروسي - التركي والمتمثلة في إخلاء مقاتليها خلال الأيام الخمسة المقبلة أي بحلول يوم الخامس عشر من الشهر ذاته المهمة الأصعب.

«داعش» و«قسد»

وعلى جبهة أخرى، شن «داعش» أمس الأول هجوماً مضاداً على مواقع قوات سورية الديمقراطية (قسد) في آخر جيب تحت سيطرته في محيط مدينة هجين وبلدات مجاورة بمحافظة دير الزور، وتمكن من أسر 35 من مقاتليها وقتل 10 آخرين.

ووفق المرصد السوري، فإن التنظيم استغل عاصفة رملية تتعرض لها منطقة دير الزور ذات الطبيعة الصحراوية لشن هجومه «الأعنف» منذ بدء العمليات العسكرية في المنطقة قبل شهر، ما مكّنه من التقدم إلى مواقع «قسد»، المدعومة أميركياً.

وإذ أكد التنظيم عبر حساباته على تطبيق «تلغرام» شن «جنود الخلافة هجمات على ثكنات» القوات المدعومة أميركياً، قال مسؤول مكتب «قسد» الإعلامي مصطفى بالي: «لم يتعرض أي من مقاتلينا للأسر على يد داعش في محور دير الزور»، مضيفاً أن «هذه المعلومات غير صحيحة».

بدرها، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ «قسد» مقتل مقاتل فرنسي في صفوفها خلال المعارك قرب بلدة هجين السبت.

back to top