الأسد يعفو عن الفارّين من التجنيد في الداخل والخارج

• «النصرة» تلتحق باتفاق إدلب
• الأردن: فتح الحدود «بعد الترتيبات»
• موسكو للتريث في اللجنة الدستورية

نشر في 10-10-2018
آخر تحديث 10-10-2018 | 00:05
مقاتلان بجبهة التحرير على خط المواجهة مع قوات النظام في إدلب أمس (أ ف ب)
مقاتلان بجبهة التحرير على خط المواجهة مع قوات النظام في إدلب أمس (أ ف ب)
منح الرئيس السوري بشار الأسد المنشقين والفارّين من الخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش عفواً عاماً من العقوبة، مشترطاً أن يسلموا أنفسهم خلال أربعة أشهر بالنسبة للمقيمين في الداخل، وستة أشهر بالنسبة للفارين إلى الخارج.
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، عفواً عاماً عن الجنود الفارين من الجيش، لا يستفيد منه المتخلفون عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية أو "الفارين من العدالة" إلا إذا سلموا أنفسهم خلال أربعة أشهر بالنسبة للفرار الداخلي وستة أشهر بالنسبة للفرار الخارجي" من تاريخ صدور المرسوم التشريعي.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن المرسوم يقضي "بمنح عفو عام عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية والمرتكبة قبل تاريخ 9 أكتوبر" الجاري.

وعلى الفور، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مرسوم الأسد خطوة نحو المصالحة الوطنية مرحب بها، مؤكداً أنها تهيئ ظروفاً مقبولة لعودة اللاجئين بل وللنازحين داخلياً، ونحن نرحب بهذا التوجه للقيادة السورية".

ومنذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011، انشق عشرات الآلاف من الجنود عن الجيش والتحق بعضهم بصفوف الفصائل المقاتلة وهاجر آخرون.

وسبق للأسد أن أصدر مراسيم عفو عديدة مشابهة منذ بدء النزاع. وخسر الجيش خلال سنوات الحرب وفق محللين، أكثر من نصف عديده الذي كان يبلغ 300 ألفاً جراء مقتلهم أو إصاباتهم أو انشقاقهم أو سفرهم للخارج.

وتزامناً مع معارك مدينة حلب في ديسمبر 2016، أكد الأسد أن الجيش تكبد "خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح"، موضحاً أن "لديه الكثير من الجرحى الذين خرجوا عن إطار العمل العسكري بسبب عدم قدرتهم الآن على القيام بمثل هذه الأعمال".

ويتخلف عشرات الآلاف من الشبان عن تأدية الخدمة الإلزامية. وغالباً ما تحثّ السلطات هؤلاء على الالتحاق بها. ويقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد المتخلفين بـ 150 ألفاً على الأقل منذ اندلاع النزاع.

وحول اللجنة الدستورية، قال لافروف، عقب مباحثات مع نظيرة السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك، "لا نرى سبباً لاستعجال هذه العملية وعرض مواعيد مصطنعة لبدء العمل"، مضيفاً": المهم هنا هي الجودة. وكما الحال في معظم النزاعات، لا تحاول الأمم المتحدة تشكيل الأحداث بشكل مصطنع، فمحاولات صياغتها اللجنة الدستورية بهذا الشكل، عادة ما تؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف الموضوعة وتصنع ضجة غير مرغوب فيها".

البعث والرحيل

وفي وقت سابق، عيُن الأسد بمنصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم، الذي ظل شاغراً منذ رحيل والده حافظ الأسد عام 2000، كما تم استحداث منصب أمين سر للجنة المركزية للحزب وتقلده هيثم سطايحي.

في الأثناء، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن مسألة رحيل الأسد عن السلطة كشرط مسبق لبدء أي عملية سياسية، باتت خارج الأجندة الدولية الراهنة، مشيراً إلى أن "أياً من وزراء خارجية الدول المشاركة في أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يثر الموضوع وهذا جيد جداً".

المنطقة العازلة

وعلى الأرض، باتت المنطقة العازلة في محيط إدلب شبه خالية من السلاح الثقيل بعد إتمام فصائل المعارضة والجهادية على حد سواء سحب الجزء الأكبر من على خطوط التماس، عشية انتهاء المهلة المحددة اليوم بموجب الاتفاق الروسي التركي ليصبح الجزء الأول منه نافذاً "بحكم الأمر الواقع".

ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، فإن الفصائل الجهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) حذت حذو المعارضة المعتدلة في سحب السلاح بشكل غير علني إلى الخطوط الخلفية.

وإذ لم تعلن "النصرة"، التي تسيطر مع مجموعات متشددة أقل نفوذاً على نحو ثلثي المنطقة العازلة أي موقف من الاتفاق الروسي التركي، شدد المرصد على أن "كافة الفصائل لا تستطيع أن تتحمل تبعات أي تصعيد قد ينتج عن عدم تطبيق بنوده".

وبحسب مصدر مقرب من "النصرة" فإن "الجميع اضطر للموافقة على هذه المبادرة وعلى مضض، لكي ينعم الأهالي بشيء من الأمن والأمان بعدما عانوا ولسنوات طويلة من همجية النظام وحلفائه"، موضحاً أن الفصائل حصلت على "تعهدات تركية بأنه ليس لدى روسيا أو النظام أو إيران نية بالانقلاب على الاتفاق، وبأن وجود القوات التركية ونقاطها سيحول دون أي عمل عسكري" ضد مناطق سيطرتها.

منبج ونصيب

وفي ظل استمرار إرساله قوات وآليات إلى نقاط المراقبة في إدلب ومحيطها، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أمس، بدء التدريبات المشتركة بين تركيا والولايات المتحدة على تسيير دوريات مشتركة في مدينة منبج.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس، أن إعادة فتح معبر (جابر - نصيب) الحدودي الرئيسي مع سورية المغلق منذ نحو ثلاث سنوات "سيتم بعد الاتفاق على جميع الترتيبات اللازمة والإجراءات بما يخدم المصلحة المشتركة.

وتأمل السلطات السورية مع استعادة السيطرة على معبر نصيب إعادة تفعيل هذا الممر الاستراتيجي وإعادة تنشيط الحركة التجارة مع الأردن ودول الخليج، مع ما لذلك من فوائد اقتصادية ومالية.

كما كان المعبر قبل الحرب شرياناً مهما لاقتصاد الأردن، إذ كانت تصدر عبره بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول، ناهيك عن التبادل السياحي.

S300

وفي روسيا، أفادت وسائل إعلام بأن موسكو سلمت دمشق في أول أكتوبر 3 بطاريات لمنظومات S300 كل واحدة تضم 8 قواذف معها أكثر من 100 صاروخ، موضحة أنها كانت في حوزة أحد أفواج الصواريخ المضادة للطيران التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية الذي حصل أخيراً على منظومات S400.

الرياض والسويداء

في غضون ذلك، استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض أمس الأول مع المبعوث الأميركي للشأن السوري جيمس جيفري العلاقات الثنائية وأبرز المستجدات الدولية والإقليمية وتطورات الأوضاع على الساحة السورية.

وفي الجنوب، علق أهالي مختطفات السويداء اعتصامهم أمام مبنى المحافظة لمدة 48 ساعة، مؤكدين على سلمية مطالبهم، وخلو ساحتهم من أي مظاهر مسلحة.

ويأتي تعليق الاعتصام بعد تهديدات قوات شيخ الكرامة الدرزي الراحل وحيد البلعوس، أمس الأول، بالسيطرة على مبنى محافظة السويداء في حال لم تحل قضية المختطفات خلال 24 ساعة.

بدء التدريبات التركية الأميركية بمنبج وتعليق اعتصام السويداء 48 ساعة
back to top