الفيل كبر يا ناس (2)

نشر في 09-10-2018
آخر تحديث 09-10-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي بتاريخ 8 /12/ 2015 كتبت في هذه الجريدة الغراء مقالا بالعنوان المذكور أعلاه نفسه، جاء فيه أن الإدارة العامة للإحصاء قد أجرت عام 2014 التعداد السكاني لدولة الكويت، حيث جاءت النتائج بأن العدد الإجمالي للسكان بلغ 4.000.052، وقد بلغ عدد المواطنين الكويتيين 1.000.205 وعدد الوافدين 2.789.300 وكان عددهم 1.860.000 في عام 2006.

بمعنى أن هناك زيادة في أعداد الوافدين بما يقارب المليون خلال سبع سنوات في ظل تراجع حاد في الخدمات العامة، فغدا ذلك الفيل الصغير (أعداد الوافدين) أكبر من الديناصور، وبدأ بتدمير أركان الدولة بالعديد من السلبيات والعادات، والقائمة طويلة.

في ظل ما يتردد الآن بأن الحكومة ومجلس الأمة بصدد إعداد دراسة لمعالجة التركيبة السكانية دخلت في نقاش مع أحد الأعزاء ممن أعتز بالحوار معه، لما فيه من جدية وإخلاص عميق لهذا الوطن، مع معايشة يومية للترهل والتكدس الوظيفي الذي يعانيه شخصيا، وأشار إلى أن هناك فيلاً آخر أكبر حجماً من الفيل الأول، وينافسه في مساحة التدمير والتخريب، ألا وهو «الجهاز الوظيفي الحكومي».

فالعمل الذي يتطلب موظفاً واحداً أو اثنين على أبعد تقدير نرى أنه تم تعيين عشرة موظفين أغلبهم لا يعرفون طبيعة عملهم أو مكانه، وتم تعيينهم بطرق متعددة منها انتخابية أو ترضيات، وأصبح لدينا الآلاف من الوكلاء والوكلاء المساعدين والمديرين، أما رؤساء الأقسام فحدّث ولا حرج، وأصبح الفساد لا يحتاج إلى مجهر ليرى، بل أصبح يرى بالعين المجردة، وفي كل أجهزة الدولة حتى الترقيات تتم بالوساطة، فلا مكان للكفاءة.

أما الشوارع التي أكل الدهر عليها وشرب فغدت تلتهم البشر، أما التعليم فما زال «حمد» هو من يكتب المناهج «بقلمه»، والقائمة طويلة لا تحتاج إلى التذكير، وما زال هذا الترهل والتكدس مستمرين في ظل آلاف المنتظرين في طوابير ديوان الخدمة المدنية.

أما ديوان المحاسبة فيبدو أنه وصل إلى مرحلة صعبة في المتابعة بعد تفشي الرشوة، واستمرأ البعض التجاوز على المال العام، والآن وبعد أن أثبت الواقع أن الحكومة ومجلس الأمة غير قادرين على إنجاز المشاريع بهذا الجهاز الوظيفي المترهل والذي شابه فساد ينخر في جسده، فغدا عليلاً، إذاً لا بد من البحث عن طرق وسبل جديدة، ولنا في تجارب الدول «المتقدمة.. ونكرر المتقدمة» دروس وعبر مع التأكيد بإعطاء القطاع الخاص دوره الرائد فى قيادة التنمية كما كان في فترة الستينيات والسبعينيات.

حفط الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

في مسرحية طماشة أدى نخبة من الممثلين أغنية رائعة لعلها تعبر عن واقعنا الذي نعيشه، تقول كلماتها:

«في واحد هدوله فيل

ما عنده مكان يشيل

خلاه فى الفريج يدور

يحليله فيل اصغير

الفيل كبر يا ناس

قام يكسر في بيتي

قلت أنا أروح أشكيله

أقوله فيلكم شيله

جاني اليوم يتعذر

يقول يا خوي سامحني

تراني الفيل يغلبني

ما أقدر أنا أشيله».

والآن من ينقذ الكويت من هذه الأفيال؟

back to top