فرنسا تعاقب استخبارات إيران... وتدهم «مركز الزهراء»

• على خلفية مخطط الهجوم على مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس وشرعنة الإرهاب
• وزيرة الدفاع الفرنسية بعد لقاء ماتيس: برنامج طهران البالستي تهديد للمنطقة

نشر في 03-10-2018
آخر تحديث 03-10-2018 | 00:05
إيرانيون بسوق الصرافة في طهران أمس	 (إرنا)
إيرانيون بسوق الصرافة في طهران أمس (إرنا)
جمدت السلطات الفرنسية أصولاً لأفرع الاستخبارات الإيرانية، واحتجزت موالين لطهران في باريس، بعد حملة مداهمات صادرت خلالها أسلحة غير مرخصة، على خلفية تحقيق بشأن مخطط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في يونيو الماضي، في حين شددت وزيرة الدفاع الفرنسية ونظيرها الأميركي على ضرورة مواجهة تهديد نفوذ وصواريخ طهران.
غداة موافقة ألمانيا على ترحيل دبلوماسي إيراني يدعى أسد الله أسدي إلى بلجيكا، لمحاكمته بتهمة المشاركة في تدبير اعتداء ضد المعارضة الإيرانية في فرنسا، أعلنت باريس تجميد أصول فرع الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية، إضافة إلى رجلين إيرانيين لمدة 6 أشهر، بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية، أمس.

وقالت وزارات الشؤون الخارجية والداخلية والاقتصاد، في بيان مشترك، إن التحرك جاء رداً على مخطط استهداف الحركة الإيرانية المعارضة في يونيو الماضي، في إشارة إلى اجتماع منظمة «مجاهدي خلق».

وأضافت الوزارات أن هذه الخطوة «لا تمس» الإجراءات الجنائية للقضية. وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على أن «الهجوم الفاشل يؤكد على الحاجة إلى نهج أقوى في علاقاتنا مع إيران».

كما أغلقت السلطات الفرنسية حسابات رسمية تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية.

وعُرف عن أحد الرجلين أنه أسد الله أسدي، المولود في 22 ديسمبر 1971 بإيران، والمتهم بأنه العقل المدبر للمخطط الذي تم احباطه. ووافقت ألمانيا، امس الأول، على تسليم اسدي الى بلجيكا.

وتشير التحقيقات إلى أن الدبلوماسي الإيراني المبتعث إلى النمسا كان كلف زوجين يعيشان في بلجيكا بشن الهجوم، وسلمهما جهازا يحتوي على 500 غرام من المواد المتفجرة.

مداهمات واحتجاز

وفي وقت سابق، أوقف أحد عشر شخصا، صباح أمس، خلال عملية لـ«مكافحة الإرهاب» قام بها مئتا شرطي، واستهدفت «مركز الزهراء»، المرتبط بوزارة الإرشاد الإيرانية، ومسؤوليه في بلدة غراند سانت بشمال فرنسا.

وذكرت مصادر في الشرطة قريبة من الملف، أن مئتي شرطي قاموا بـ12 عملية دهم وتفتيش في مقر المركز ومنازل أبرز مسؤوليه.

وأوضحت أنه تمت مصادرة أسلحة ومواد أخرى وتوقيف 11 شخصا، أبقي ثلاثة منهم محتجزين قيد التحقيق.

وذكر مصدر ثان قريب من التحقيق أن «بعض الأفراد الذين فتشت منازلهم يمتلكون أسلحة بطريقة قانونية».

وجمدت السلطات الفرنسية أموال المركز، وهو أحد المراكز الشيعية الرئيسية في أوروبا، ستة أشهر.

ويضم «الزهراء» عدة جمعيات بينها «الحزب ضد الصهيونية» و»الاتحاد الشيعي لفرنسا» و»فرنسا ماريان تيلي»، وكلها جمدت أموالها ستة أشهر أيضا، اعتبارا من أمس.

وتشتبه السلطات الفرنسية بأن الجمعيات «تشرعن الإرهاب» و«تمجد حركات متهمة بالإرهاب» مثل حركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني المدعومين من طهران.

وأفادت الشرطة أن نشاطات المركز «تجري متابعتها بدقة، بسبب تأييد قادته الواضح لمنظمات إرهابية عديدة وحركات تروج أفكاراً مخالفة لقيم الجمهورية» الفرنسية.

ماتيس وبارلي

وفي وقت تتزايد هوة الخلافات بين الدول الأوروبية وإيران، التي تواجه ضغوطا أميركية مكثفة لإرغامها على تغيير سياساتها بالمنطقة وتقديم تنازلات ببرنامجها النووي والصاروخي، أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، خلال مؤتمر مشترك مع نظيرها الأميركي جيمس ماتيس أن برنامج طهران للصواريخ البالستية النووية يمثل تهديدا، وأن نفوذ البلاد في منطقة الشرق الأوسط مبعث قلق كبير.

وجاء الموقف قبل شهر من دخول الحزمة الأشد من العقوبات الاقتصادية الأميركية على الجمهورية الإسلامية حيز التنفيذ، بحلول الرابع من نوفمبر المقبل.

تفاصيل جديدة

عنوان فرعي

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني، بهروز نعمتي، أمس، تفاصيل جديدة بشأن هجوم الأهواز الذي تسبب في مقتل 25 شخصا وإصابة العشرات، خلال عرض عسكري أقيم في البلاد 22 سبتمبر الماضي.

وقال نعمتي إن «هناك تقصيرا في التعامل مع هجوم الأهواز الإرهابي»، مضيفاً في تصريحات أنه «تمت إحالة عدد من المقصرين إلى المحكمة».

وتحدث عن حضور قادة افرع الأمن لجلسة عقدها مجلس الشورى الإيراني لمناقشة هجوم الأهواز، وقال إن «المسؤولين قدموا تقاريرهم، وكذلك طرح 3 من نواب خوزستان حسب القرعة أسئلتهم، وتمت مناقشة الحادث، وانتهت الآراء إلى وجود تقصير».

وتابع: «تم التصدي لعدد من المقصرين، وتم تقديم عدد منهم إلى المحكمة»، معتبرا أنه «نظرا لأجواء البلاد، ونظرا لوجود الجماعات التكفيرية في العراق وسورية وفي أطراف إيران، لذلك لا ينبغي أن تكون مثل هذه الثغرات. فالأمر يتطلب التعامل الجاد».

واختتم نعمتي حديثه بالقول: «تقرر خلال الجلسة غير العلنية، اليوم، أن يعد وزير الداخلية تقريرا مفصلا شاملا، وكذلك يقوم المسؤولون المعنيون بتقديم تقاريرهم في هذا المجال، ليتم إبلاغه للمواطنين»، حسب وكالة «فارس» الإيرانية.

إعدام كردية

على صعيد منفصل، أعدمت السلطات الأمنية في سجن مدينة «أرومية المركزي» شمالي غرب إيران، أمس، فتاة كردية تدعى زينب سكانوند متهمة بقتل زوجها قبل نحو 7 أعوام.

وأعربت منظمة «العفو الدولية» عن شعورها بـ»الفزع لأن السلطات الإيرانية أعدمت زينب البالغة من العمر 24 عاما»، مؤكدة أن الفتاة «اعتقلت وأدينت بعد محاكمة جائرة، وأن رجال الشرطة عذبوها أثناء الاحتجاز».

تقلبات وضحايا

من جهة أخرى، شهدت المصارف الإيرانية إقبالاً كبيراً من الإيرانيين لبيع الدولارات والمقتنيات الذهبية التي بحوزتهم، جراء تحسن كبير طرأ على سعر صرف الريال الذي شهد انهيارا تاريخيا منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي في مايو الماضي.

وأفادت تقارير بإصابة 30 شخصا بسكتة دماغية بمحافظة يزد، وسط البلاد، أمس، نتيجة تقلبات سعر العملة.

وارتفع سعر الريال الايراني خلال ليل الاثنين ــ الثلاثاء من سعر يعادل نحو 190 الف ريال ايراني للدولار الواحد لما يصل إلى 120 الف ريال ايراني للدولار الواحد، أي بنسبة تصل الى 40 بالمئة خلال ليلة واحدة، ليسجل الاقتصاد الايراني علامة سؤال واستفهام اقتصادية جديدة في وضعيته.

تكذيب ذري

من جهة ثانية، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، أنها قامت بتفتيش جميع المواقع التي يجب عليها تفتيشها في إيران، وأنها لا تزال على تقييمها القاضي بعدم امتلاك طهران لأي أنشطة أو مواد نووية سرية.

وأكد مدير الوكالة الدولية يوكيا أمانو أن الوكالة ستتخذ قراراتها بشأن ما يتم تفتيشه في إيران، حسب الضرورة، وذلك بعد مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة لمستودع نووي مزعوم.

ورد أمانو على نتنياهو بالقول إنه يتعين على المنظمة ألا تنحاز لأي دولة.

«الوكالة الذرية» تنفي اتهامات نتنياهو لطهران... وإعدام فتاة كردية وسط تنديد وانتقادات
back to top