ترامب يصعِّد الضغط على طهران ويبقي الباب مفتوحاً لروحاني

وعد بعقوبات إضافية بعد 5 نوفمبر وشدد على ضرورة التعامل مع الوجود الإيراني في سورية

نشر في 26-09-2018
آخر تحديث 26-09-2018 | 00:05
معارضون ينددون بسياسات النظام الإيراني خلال وقفة احتجاجية في نيويورك أمس (رويترز)
معارضون ينددون بسياسات النظام الإيراني خلال وقفة احتجاجية في نيويورك أمس (رويترز)
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم وجود نية لديه للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك، لكنه لم يستبعد حدوث لقاء في المستقبل مع مواصلة «البيت الأبيض» ضغوطه على طهران.
حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب التكهنات بشأن عقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس في نيويورك، وقال إنه ليست لديه نية للقاء الأخير، لكنه أشار إلى أنه ربما يكون مستعداً لذلك في المستقبل في استراتيجية تثير قلقا في إيران، خصوصاً بسبب حالة عدم الثقة بين المعتدلين المنفتحين بالمبدأ على الحوار مع واشنطن والمحافظين الرافضين للفكرة من الأصل.

وكتب ترامب على "تويتر": "رغم الطلبات، ليست لدي خطط للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني. ربما يوماً ما في المستقبل. أنا متأكد أنه رجل لطيف جداً".

وقبل ساعات من تصريح ترامب، قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، إن إيران لن تقبل أبداً عرضاً تقدمت به واشنطن للقاء زعماء إيرانيين بينهم خامنئي.

وقال ولايتي رداً على سؤال عن عروض من ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو: "لن يتحول حلم ترامب وبومبيو أبدا إلى واقع". وكان بومبيو قال إن واشنطن لا تمانع الحوار للتوصل الى حلول للمشاكل بين البلدين.

وجاء تغريدة ترامب لتنهي توقع أوساط أميركية بتحقيق اختراق بعد محاولة أطراف إقليمية ودولية دفع مفاوضات بين واشنطن وطهران لتبريد حالة التوتر عقب انسحاب سيد "البيت الأبيض" من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادته فرض عقوبات اقتصادية متدرجة على طهران.

وبعد سنة من تعبئة المجموعة الدولية بنجاح ضد كوريا الشمالية مستخدما استراتيجية "الضغوط القصوى"، يحاول الرئيس الاميركي استهداف إيران بحملة مماثلة على أمل حملها بدورها إلى طاولة المفاوضات.

لكن احتمال نجاح نقل الاستراتيجية نفسها إلى وضعين مختلفين يبدو غير أكيد.

وبحسب دبلوماسي أوروبي، فإن ترامب مقتنع بأن "حملة الضغوط القصوى" التي تجمع بين عقوبات مشددة وعزلة دبلوماسية وتهديدات عسكرية، هي التي حملت الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون على قبول التفاوض حول نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف الدبلوماسي، أن الرئيس الأميركي يعتزم بالتالي "تطبيق الأمر نفسه مع إيران: الضرب بقوة شديدة"، ومن ثم التفاوض من موقع قوة.

وفي الحالة الإيرانية، تريد واشنطن الذهاب أبعد من الشق النووي فقط. فمن خلال اتهامها إيران بلعب دور "مزعزع للاستقرار ومسيء" في الشرق الأوسط، إنما تريد إدارة ترامب منها "تغييرات عميقة في مجال السلوك".

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال ترامب إن "قادة إيران يمولون الإرهاب في الشرق الأوسط، وينشرون الفوضى والموت والدمار"، وجدد الانتقاد للاتفاق النووي مؤكدا ان واشنطن أطلقت: "حملة ضغط اقتصادي لحرمان إيران من تمويل سلوكها الخبيث في المنطقة".

وأكد أنه سيفرض المزيد من العقوبات على طهران بعد استئناف العقوبات النفطية عليها في الخامس من نوفمبر المقبل، داعيا الدول الى عزل النظام الإيراني.

وأشار الى أن أي "حل في سورية يجب أن يتضمن خطة للتعامل مع إيران"، لافتا الى أن "أميركا سترد إذا استخدم نظام (الرئيس بشار) الأسد في سورية أسلحة كيماوية".

«الحرس» والشرير

إلى ذلك، وصف "الحرس الثوري" الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "شرير ومتهور"، واتهمه بشن حرب اقتصادية.

وقال "الحرس الثوري" في بيان: "الرئيس الأميركي الشرير المتهور يركز على حرب اقتصادية وعقوبات قاسية كي تحيد الأمة الإيرانية عن القيم الثورية ومصالحها الوطنية".

وأضاف أن الهجوم الذي وقع السبت الماضي على عرض عسكري وأسقط 25 قتيلاً كان "سوء تقدير من جانب الأعداء، فقد وطدت الجريمة من اتحاد الأمة الإيرانية".

انفصالية تكفيرية

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن هجوم الأهواز نفذته مجموعة مرتبطة بـ "انفصاليين تكفيريين".

وقالت الوزارة: "بعد عمليات استخباراتية جرت في الدقائق الأولى بعد الاعتداء، تم التعرف على خمسة أعضاء من مجموعة إرهابية مرتبطة بجماعات انفصالية تكفيرية تدعمها دول عربية رجعية".

وأضافت أنه "تم العثور على مخبأ الإرهابيين وتوقيف 22 شخصا تورطوا في الهجوم، كما عثر على متفجرات ومعدات عسكرية وأجهزة اتصالات، وتمت مصادرتها في المخبأ".

وأكدت الوزارة أن "المدبرين والداعمين الأجانب لهذا العمل الإرهابي تم التعرف عليهم أيضا".

وفي وقت سابق، رفض وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أمس الأول، تهديدات إيران بالانتقام من المسؤولين عن الهجوم الدموي الذي استهدف عرضاً عسكرياً بمدينة الأهواز ذات الاغلبية العربية، قائلاً إنه من "السخف أن تزعم طهران تورط الولايات المتحدة".

وعندما سئل هل أثارت تهديدات إيران أي قلق لديه، قال ماتيس: "لا. لم تثر قلقي. كنا واضحين تماماً بأنه لا ينبغي أن يدفعونا للانجرار لذلك. وأتمنى أن تسود عقول أهدأ وأكثر حكمة".

وأردف قائلاً: "ألقوا باللوم حتى الآن على ثلاث دول وأعتقد جماعة إرهابية. وسنرى إلى أي مدى ستطول القائمة. لكن سيكون من الأفضل أن يعلموا عن أي شيء يتحدثون قبل أن يبدأوا الحديث".

طهران تؤكد أن جماعة «انفصالية تكفيرية» وراء هجوم الأهواز... وماتيس يسخر من اتهامها 3 دول
back to top