ترامب يسلك مسار التصعيد ثم التهدئة في حربه مع الصين

بكين: لا نخشى... والإجراءات التجارية الأحادية الجانب لن تحل المشكلات
• ردة فعل «غريبة» لأسواق الأسهم العالمية مع تجاهل المخاوف

نشر في 20-09-2018
آخر تحديث 20-09-2018 | 00:04
No Image Caption
قالت وسائل إعلام رسمية في الصين، إن بكين لا تخشى «الإجراءات المتشددة» التي تتخذها الولايات المتحدة في الحرب التجارية بين البلدين وسوف تستغل الفرصة لإحلال الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي والتعجيل بتطوير منتجات التكنولوجيا الفائقة.
أبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الباب مفتوحاً أمام الصين للتفاوض من أجل إنهاء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وذلك بعد يوم من فرضه رسوماً جديدة على واردات صينية بقيمة نحو 200 مليار دولار وتهديده بفرض المزيد إذا ردت الصين.

وقال ترامب للصحافيين، إن الولايات المتحدة قد تبرم اتفاقاً مع الصين في وقت ما، وإن بلاده منفتحة دوماً على المحادثات.

وأضاف ترامب، قبل أن يؤكد على تهديده بفرض رسوم على سلع صينية بقيمة 267 مليار دولار إذا ردت بكين، «لنا تأثير هائل على الصين. ونقوم بعمل جيد جداً معها».

وردت بكين أمس الأول بفرض رسوم على واردات أميركية بقيمة نحو 60 مليار دولار.

وقال ترامب: «تريد الصين إجراء محادثات. ونحن منفتحون دوماً على النقاش. لكن علينا أن نفعل شيئاً».

دعم التعددية

في المقابل، قال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أمس، إن الإجراءات التجارية أحادية الجانب لن تحل أي مشكلات وإنه يجب دعم التعددية.

وأضاف لي في المنتدى الاقتصادي العالمي في تيانجين بالصين، أنه لا يمكن وقف اتجاه العولمة رغم وجود عيوب في هذا المسار، وأنه يجب أيضاً المحافظة على المبادئ الأساسية للتجارة الحرة.

وأشار إلى أن بكين لن تضعف اليوان من أجل تعزيز الصادرات، إذ اتهم الرئيس الأميركي ترامب الصين مراراً بالتلاعب في عملتها لمواجهة التعريفات الجمركية الأميركية.

وصرح بأن الصين تواجه عدداً من الصعوبات والتحديات فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، وأن حكومة بلاده قادرة على مساندة الاقتصاد المحلي للصمود أمام التحديات. مشيراً إلى أن الاقتصاد الصيني يتأثر بالتغيرات الملموسة في الاقتصاد العالمي والتجارة، وأن الحكومة تواجه صعوبات ضخمة للحفاظ على استقرار أداء الاقتصاد الصيني.

وشدد على استعداد بلاده بالأدوات اللازمة للتعامل مع المخاطر والتحديات، مضيفاً أن الأدوات السياسية سوف تدعم الصين للتعامل مع تحديات وصعوبات مختلفة.

في السياق، قالت وسائل إعلام رسمية في الصين، إن بكين لا تخشى «الإجراءات المتشددة» التي تتخذها الولايات المتحدة في الحرب التجارية بين البلدين وسوف تستغل الفرصة لإحلال الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي والتعجيل بتطوير منتجات التكنولوجيا الفائقة.

ونشرت صحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم هذه التعليقات في مقال على الصفحة الأولى في نسختها العالمية أمس.

وقالت الصحيفة، «ما يجب أن تفعله الصين فعلاً للتعامل مع الحرب التجارية هو أن تركز على إنتاج ما لديها جيداً».

وأضافت أن الصين «لا تخشى أن تزيد أسعار السلع الأولية محلياً زيادة كبيرة بسبب الإجراءات التجارية المضادة التي تأتي رداً على الولايات المتحدة، بل إنها ستستغلها كفرصة لإحلال الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي وتطوير صناعات تحويلية متطورة للتصدير».

وقالت صحيفة غلوبال تايمز التابعة للشعب اليومية، إن الحرب التجارية فرصة لاكتساب المزيد من الاعتراف بأسواقها المالية، وإنها قد تفتح سوقها لأسهم الفئة الأولى أمام إدراج المزيد من الشركات الغربية.

وفرضت الولايات المتحدة إلى الآن رسوماً جمركية على منتجات صينية قيمتها 50 مليار دولار للضغط على الصين لكي تجري تعديلات كبيرة على سياساتها ذات الصلة بالتجارة ونقل التكنولوجيا ودعم صناعات التكنولوجيا الفائقة.

وشهدت الأسواق العالمية، ردة فعل عكسية لمؤشرات الصين واليابان وكوريا الجنوبية مع فرض إدارة ترامب جولة جديدة من الرسوم الجمركية على الصين.

«ردة فعل أسواق الأسهم الآسيوية كانت غريبة».. هذا ما وصف به المحللون التفاعل العكسي لمؤشرات الصين واليابان وكوريا مع فرض إدارة ترامب جولة جديدة من الرسوم الجمركية على الصين.

وارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الثلاثاء بدعم من مكاسب قطاعي التكنولوجيا والطاقة تزامناً مع انتعاش أسعار النفط وتجاهل المستثمرين القلق حيال تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وصعد «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.7 في المئة أو 185 نقطة إلى 26247 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 0.7 في المئة أو 60 نقطة إلى 7956 نقطة، في حين ارتفع «S&P 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.5 في المئة أو 15 نقطة إلى 2904 نقاط.

وعلى صعيد التداولات، انخفض سهم «تسلا» بنسبة 3.3 في المئة إلى 284.9 دولاراً بعد أنباء عن تحقيقات حول تغريدة المدير التنفيذي «إيلون ماسك» بشأن تحويل «تسلا» إلى شركة خاصة.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنسبة 0.11 في المئة إلى 378 نقطة.

وتراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني بنحو نقطتين إلى 7300 نقطة، وارتفع مؤشر «داكس» الألماني (+ 61) نقطة إلى 12157 نقطة، وصعد المؤشر الفرنسي «كاك» (+ 15) نقطة إلى 5363 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية في تداولات أمس، مع استقرار الين، بعدما ثبت بنك اليابان معدلات الفائدة دون تغيير خلال اجتماع سبتمبر، ورغم المخاوف من تأثير الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.

وأنهى مؤشر «نيكي» الجلسة مرتفعاً 1.2 في المئة عند 23692 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقاً «توبكس» 1.5 في المئة إلى 1785 نقطة. واستقر الين عند 112.3 مقابل الدولار.

وأظهرت بيانات أولية من وزارة المالية صادرة امس، نمو صادرات اليابان 6.6 في المئة على أساس سنوي الشهر الماضي، وارتفعت الواردات 15.4 في المئة متجاوزة التوقعات لتسجل البلاد عجزاً تجارياً بقيمة 444.6 مليار ين (3.96 مليارات دولار) خلال أغسطس.

أيضاً، ارتفعت الأسهم الصينية خلال تعاملات أمس، لليوم الثاني على التوالي، رغم النزاعات المتصاعدة مع الولايات المتحدة، في ظل تفاؤل المستثمرين حول احتمالية تذليل التوترات التجارية بين البلدين.

وأغلق مؤشر «شنغهاي المركب» مرتفعاً بنسبة 1.14 في المئة إلى 2731 نقطة، وارتفع مؤشر «شنتشن المركب» 1.4 في المئة عند 1423 نقطة.

وارتفع اليوان بنسبة طفيفة 0.13 في المئة إلى 6.8527 مقابل الدولار.

هذا وقلصت الصين حيازاتها من السندات الأميركية إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر عند 1.17 تريليون دولار خلال يوليو.

back to top