طهران وموسكو تفترقان في إدلب

الروس أجبروا سورية على تأجيل توقيع اتفاق يمنح الإيرانيين قواعد ثابتة فيها
• إيران لن تشارك في العملية ومنزعجة من سعي روسيا لـ«سرقة» عملائها النفطيين

نشر في 18-09-2018
آخر تحديث 18-09-2018 | 00:15
الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين قبيل لقائهما في سوتشي أمس لبحث ملف إدلب   (أ ف ب)
الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين قبيل لقائهما في سوتشي أمس لبحث ملف إدلب (أ ف ب)
بعدما تأكد خبر «الجريدة» عن تأجيل معركة إدلب، المحافظة الوحيدة في سورية (شمال) التي لا تزال كاملة خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، وخصوصاً بسبب «الانعطافة» الكبيرة في موقف تركيا، علمت «الجريدة» من مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجوم على إدلب واجه عرقلة من طهران بسبب 3 تحفظات منها.

وأوضح المصدر أن أول هذه التحفظات هو أن الخطة الروسية كانت ستؤدي إلى حمامات دم كبيرة، وأن القوات الإيرانية الموالية، رأس الحربة في القوات البرية المهاجمة، كانت ستتكبد خسائر فادحة، أما ثانيها فهو تخوف إيران من أن تكون موسكو عقدت اتفاقات خلف الكواليس مع الولايات المتحدة وإسرائيل للتضحية بها بعد انتهاء الحرب في سورية، وعليه فهي تريد ضمانات قبل معركة إدلب التي تعد آخر المعارك الكبرى.

ولفت إلى أن آخر تلك التحفظات يتمثل في وجود انزعاج إيراني كبير من التقارير التي تتحدث عن زيادة صادرات البترول الروسية ومحاولة موسكو «سرقة» زبائن النفط الإيراني، الأمر الذي من شأنه أن يدعم مشروع العقوبات الأميركية.

وبيّن أن ما أثار ريبة الإيرانيين هو تأجيل السوريين توقيع اتفاقات عسكرية مهمة تتضمن إعطاء إيران قواعد عسكرية ثابتة على غرار القواعد الروسية، وكان مقرراً توقيعها خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي الأخيرة لدمشق في 26 أغسطس الماضي.

وقال إن السوريين اكتفوا بإعطاء حاتمي وعوداً، وتذرعوا بأن الظروف الحالية غير مواتية لتوقيع اتفاق بشكل رسمي، لأن ذلك سيثير غضب تل أبيب وأميركا، ويمكن أن يؤدي الى تدخل عسكري في سورية أو عرقلة عملية إدلب، غير أنه تبين لاحقاً أن سورية تعرضت لضغوطات روسية لتأجيل التوقيع لعدم إثارة الولايات المتحدة أو إسرائيل.

وحسب المصدر، فإن الإيرانيين، وعلى ضوء هذه التطورات، أكدوا للسوريين والروس أن القوات الموالية لهم لن تشارك في معركة إدلب قبل أن يتم حسم بعض النقاط التي تهم إيران بشكل واضح وصريح تتمثل في:

1 - الوضعية الرسمية للقوات الإيرانية والحليفة لطهران في سورية بعد انتهاء الحرب.

2 - توقيع الاتفاقات العسكرية المتفق عليها، والتي تتضمن منح إيران قواعد عسكرية ثابتة منها قاعدة بحرية وأخرى جوية على غرار ما تم منحه لموسكو.

3 - إعطاء امتيازات خاصة للشركات الإيرانية في إعادة إعمار سورية.

4 – أن يضمن الروس إيجاد غطاء جوي للدفاع عن القوات الموالية لإيران ومواقعها وقواعدها على كل الأراضي السورية من أي ضربة إسرائيلية أو أميركية.

5 - إذا كان الروس لا يريدون التصادم مع الأميركيين أو الإسرائيليين في سورية فعليهم تسليم أجهزة دفاع جوي متطورة للإيرانيين أو السوريين كي يقوموا بهذا العمل.

وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، أن بلاده لا تعتزم المشاركة في العملية العسكرية المرتقبة للجيش السوري لاستعادة إدلب.

back to top