آمال : سيحطمون آلهتكم

نشر في 18-09-2018
آخر تحديث 18-09-2018 | 00:17
 محمد الوشيحي الانتفاضة التي قام بها بعض المتدينين (هكذا يُظهرون أنفسهم أمام الرأي العام) على مجسمات 3D وادعاؤهم أنها أصنام، وبالتالي قد تُتخذ آلهة فتُعبد… هي مجرد فرصة لإثبات الوجود، ومحاولة للظهور على شاشة الشأن العام بعد غياب طويل عنها. وإلا فحتى الطفل في الإعدادية يعرف أنها مجرد مجسمات تم تصميمها تكنولوجياً، لا علاقة لها بالتدين ولا الإلحاد ولا الإيمان ولا الشرك. لكنهم صوروا المدافعين عنها وكأنهم يدافعون عن الأصنام كما كان يفعل أبو جهل وزمرته، وكأن المجسمات آلهة تُعبد لا يقبلون تحطيمها.

هذه الأمور وما شابهها هي ما يعشقه هؤلاء "المتدينون". هذه هي نوعية القضايا التي يستمتعون بالتفاعل معها والنقاش حولها. وكلما كانت القضية سطحية وشكلية كان تفاعلهم معها أكثر. فعلى سبيل المثال؛ لعبة أطفال على كتفها شعار شركة على شكل مكعب، هنا سيصرخون ويملأون الكون ضجيجاً: المكعب يرمز إلى الكعبة المكرمة، ولن نقبل المساس بمقدساتنا، وكل شيء إلا مقدساتنا، وهيهات هيهات. وتجدهم يمزقون قمصانهم، ويحثون التراب على وجوههم، إن ظهر زند المغنية نانسي عجرم، أو فخذ الممثلة هند صبري، ويطلقون حناجرهم بالصرخات المعتادة: يا لجزيرة العرب التي تم انتهاكها وتلويثها بالعاهرات الداعرات… وما شابه من مصطلحاتهم الحربية الاستعراضية.

ومع ذلك لن تجد أكثرهم في القضايا التي تمس الإسلام والمسلمين فعلاً لا قولاً، مثل: قضايا الاعتداء على أموال المسلمين، وحرياتهم، ودمائهم، وكراماتهم، وكل ما له صلة حقيقية بالإسلام. بل على العكس، بعضهم يغضب على الناس إن هم غضبوا على الفاسدين، ويرميهم بكل قذائفه الإقصائية والتخوينية والتحريضية والتشويهية والافترائية.

لذلك، هذه القضية وأمثالها هي خبزتهم التي يأكلونها، ورزقهم الذي يحرصون على عدم انقطاعه، فلا تستغربوا صرخاتهم واستعراضاتهم.

back to top