معركة إدلب إلى أجل غير مسمى

بعد فشل روسيا في إجبار إردوغان على قبول شروطها ورفضها التمييز بين فصائل المعارضة

نشر في 14-09-2018
آخر تحديث 14-09-2018 | 00:15
سوري يحتمي بكهف في قرية الحبيط أمس الأول (أ ف ب)
سوري يحتمي بكهف في قرية الحبيط أمس الأول (أ ف ب)
• «انعطافة تركيا» تحرج موسكو وتفتح الباب لعودة الحرارة إلى خط أنقرة ـــ واشنطن
• أنقرة جهّزت 30 ألف مقاتل بمختلف الأسلحة ونشرت حماية جوية في مطارات حدودية
بعد تطورات ميدانية وسياسية رافقت وتلت اندلاع الخلاف بشكل علني بين أطراف مجموعة أستانة، وخصوصاً تركيا وروسيا، قد يكون حسْم الوضع في إدلب أُجّل إلى أمد غير معروف.

واعتبرت مصادر سياسية وعسكرية أميركية المقالة، التي نشرها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في صحيفة «وول ستريت جورنال»، رسالة علنية ودعوة مباشرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب إلى مراجعة ملف العلاقات، وعرضاً للتعاون بعد التباعد الذي طرأ بين أنقرة وموسكو، بسبب «الهجوم» الذي تستعد له الأخيرة مع إيران والنظام السوري على منطقة نفوذ تركيا في شمال سورية.

وقالت المصادر إن العملية العسكرية في إدلب، التي كان يتوقع أن تشهد زخماً الأسبوع الجاري، توقفت عملياً بعد فشل روسيا في إجبار تركيا على قبول شروطها، ورفضها التمييز بين «هيئة تحرير الشام» أو «جبهة النصرة» سابقاً، وباقي فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.

اقرأ أيضا

وبحسب المصادر، فإن روسيا فوجئت برد فعل تركيا الميداني والسريع، وإرسالها نحو 30 ألف عسكري مدعومين بشتى أنواع الأسلحة والآليات والدبابات، فضلاً عن الحماية الجوية التي نشرتها في مطارات قريبة من الحدود مع سورية.

وأضافت أن إدارة ترامب نفسها لم تتوقع هذه الانعطافة التركية في الملف السوري، رغم اعتقادها بأن إردوغان اضطر لها تحت ضغط عوامل مختلفة، ليس أقلها الوضع الاقتصادي والسياسي، وعلاقته بالغرب، وعدم قدرته على احتمال موجات جديدة من اللاجئين، بعدما أيقن أن أبواب أوروبا أقفلت هذه المرة، مما حرمه من إمكانية توظيف ذلك في خلافاته مع دولها، وخصوصاً ألمانيا وفرنسا.

وأكدت أن موقف الإدارة الأميركية من الوضع في إدلب لم يتغير لناحية إنهاء الوضع الشاذ الذي تمثله «النصرة»، غير أنها ليست مستعدة لتغطية العملية العسكرية كيفما كان، فشراكتها الميدانية على الأرض لا تحتاج إلى تعقيدات إنسانية إضافية، في ظل الخسائر المتوقعة، والأسلوب الروسي الدامي المختبر في المعارك، التي شهدتها سورية في مناطق خفض التصعيد السابقة.

واعتبرت المصادر أن تصعيد الخطاب الروسي ضد واشنطن وباقي الأطراف الغربية هو رد فعل متوقع بعد الانعطافة التركية المفاجئة، وتشديد واشنطن لهجتها بالشراكة مع فرنسا وبريطانيا حول تبعات استخدام السلاح الكيماوي من جانب دمشق.

وأكدت أن الكرة الآن في ملعب موسكو لتأمين مخرج ملائم من المأزق، الذي وجدت نفسها فيه، بعدما حاولت استغلال التطورات الميدانية التي حققتها، بهدف إطاحة «ستاتيكو» مناطق النفوذ التي رست عليها المعادلة في سورية.

روسيا كانت تعتقد أن تركيا غير قادرة على رد طلباتها أو مواجهة خطتها العسكرية على الأرض بعدما ابتعدت كثيراً عن واشنطن، واعتقدت أن اللحظة باتت مناسبة لإنهاء نفوذها في إدلب، عبر محاولتها أيضاً استغلال اعتراض أنقرة الاستراتيجي على الحماية الأميركية لـ«الدويلة الكردية» في شمال سورية.

وقالت المصادر إن تركيا أعادت الحرارة إلى اتصالاتها مع واشنطن، متوقعة فتح ملفاتها الخلافية معها قريباً لحلحلة عدد منها، وإعادة الاستقرار إلى أسواقها الاقتصادية والمالية خصوصاً.

back to top