الفساد والفشل وجهان لعملة واحدة

نشر في 01-09-2018
آخر تحديث 01-09-2018 | 00:03
 غازي لطيف وصل الفساد إلى منتهاه في معظم أركان الدولة، فمن أين نبدأ وإلى أين ننتهي؟ من التعليم إلى الصحة، أم من الوزارات إلى الهيئات والمؤسسات؟ ومن بيت الأمة إلى الشعب، أم من مسؤول يتخبط بقراراته التي يصدرها وهو قادم من السفر بعد إجازة خاصة وطويلة إلى مسؤول يصدر قراراته دون سند قانوني؟

أصبح الفساد متفشيا ويتمدد دون مبالاة، وكأن شيئا لم يحدث، والخوف أن يصبح عادة للمجتمع وللدولة، وعندها لا نستطيع حتى أن نشير إليه ولا إلى مسببه، وإذا أردنا أن ننهض من جديد فإن أقدامنا المثقلة بالغش والزور والاختلاسات وأكل مال الشعب لا تتحمل النهوض.

تجاوز الفساد الحدود لينخر في كيان الدولة، فوصل إلى تزوير شهادات العلم الذي هو أساس تقدم المجتمع، فالذي رضي لنفسه أكل مال حرام بعلمه المزوَّر سيكون آخر اهتمامه مصلحة المجتمع والدولة، فهو يستنشق الفساد مع الهواء الذي يتنفسه.

وأصبحنا نأكل لحم الفساد من تجاوزات الفاسدين الذين يقتلون البشر للانتفاع وتقديم مصالحهم على مصلحة البلد، والخوف الأكبر ألا نستطيع أن نشكو يوما ما الفساد لأحد، لأن كل ما حولنا فاسد فنصل إلى الفشل.

فالفشل والفساد وجهان لعملة واحدة، في كل قطاعات الحكومات المتعاقبة، ومن غير المعقول تدخل الديوان الأميري لحفظ ماء الوجه لإنجاز منشآت ومستشفيات وبنى تحتية، فالفساد الذي نعانيه خصوصا عندما يكون المسؤول ليس من أهل الاختصاص كبير، وقس على ذلك، حتى أنه وصل إلى بيت الأمة وقاعة عبدالله السالم، فالتهى بعض النواب بجمع المال غير المشروع تحت غطاء الهدايا المغلفة بالرشا.

نقطة آخر السطر:

كلما مرت بي كلمة "فساد" أتذكر المسؤول الذي صحا من نومه بقرار صادم للشعب، أو المسؤول الذي قضى إجازته في أوروبا وعندما وصل صدم الشعب بقرار عجيب.

أين دراسة الموضوع؟ وأين التحقق منه قانونا؟ إننا ننظر إلى الفشل دائما دون معرفة المتسبب، وهذا هو الخطأ الذي نقع فيه، وكأننا نعيش الاستسلام واليأس من الفساد والفشل الذي وصل منتهاه في كل المجالات.

فعلى الحكومات وأعضاء مجلس الأمة أن يعوا ما يفعلون، وأنهم مستأمنون على البلاد والعباد، ورضوا بحمل الأمانة على عاتقهم فليكونوا أهلاً للثقة التي منحهم الشعب وسمو الأمير إياها، وعلينا نحن أن نتصدى للفاسدين بالقول والعمل.

back to top