تناول الطعام قبل الرياضة... كيف يؤثِّر في جسمك؟

نشر في 25-08-2018
آخر تحديث 25-08-2018 | 00:00
No Image Caption
هل تفضّل تناول الفطور قبل ممارسة تمارينك الصباحية الاعتيادية أم أنك تفوّت وجبة الفطور أصلاً؟ حلَّل باحثون بريطانيون طريقة تأثير الأكل أو الامتناع عنه قبل الرياضة في الأيض ومسار الحصة الرياضية.
عمد علماء في مؤسسات أكاديمية بريطانية مرموقة مثل جامعتَي «باث»، نيوكاسل، و«ستيرلينغ» إلى تحليل طريقة تأثير وجبة الفطور الصباحية في الجسم قبل ركوب الدراجة الهوائية طوال ساعة مقارنةً بآثار الامتناع عن الأكل قبل ممارسة النشاط نفسه.

نُشرت النتائج في «المجلة الأميركية لعلم وظائف الأعضاء: الغدد الصماء والأيض» وذكرت أن الأكل أولاً يساعد الجسم على حرق كمية إضافية من الكربوهيدرات خلال التمارين الجسدية.

لا تتوقف المنافع عند هذا الحد، بل ذكرت الدراسة أيضاً أن تناول الفطور قبل ركوب الدراجة الهوائية في الفترة الصباحية يسمح بتسهيل الهضم بعد الحصة الرياضية.

يقول الباحث خافيير غونزاليس الذي شارك في الإشراف على الدراسة: «إنها أول دراسة تُحلل طريقة تأثير الفطور قبل الرياضة في تفاعلاتنا مع وجبات الطعام بعد الحصص الرياضية. مقارنةً بآثار تفويت الفطور، اكتشفنا أن أكل هذه الوجبة قبل الرياضة يُسرّع هضم الكربوهيدرات المستهلكة بعد الرياضة ويُسهّل امتصاصها وتفكيكها».

لإجراء هذه الدراسة، استعان غونزاليس وزملاؤه باثني عشر مشاركاً من فئة الذكور. وللحصول على القياسات المرجعية اللازمة، طلب الباحثون إلى المشاركين في الدراسة أن يتناولوا الفطور ثم يستريحوا طوال ثلاث ساعات.

خلال التجربة، تناول المشاركون فطوراً مؤلفاً من العصيدة والحليب ثم انضموا بعد ساعتين إلى حصة رياضية تقضي بركوب الدراجة الهوائية طوال ساعة من الوقت.

بعد فترات الراحة والرياضة معاً، قاس العلماء معدّل غلوكوز الدم لدى المشاركين ومستويات الغليكوجين في عضلاتهم (نوع من الكربوهيدرات).

كشف الباحثون أن تناول الفطور قبل الرياضة سرّع حرق الكربوهيدرات في أجسام المشاركين خلال الحصة الرياضية. كذلك، تبيّن أن الأكل الذي يسبق الرياضة ينشّط عملية الهضم بعد انتهاء الحصة ويُسهّل حرق المأكولات.

قال روب إدنبيرغ الذي شارك بدوره في الإشراف على الدراسة: «اكتشفنا أن تناول الفطور قبل الرياضة يُسهّل هضم الكربوهيدرات وهي لا تشتق حصراً من الفطور المُستهلك، بل من تلك المُخزّنة في العضلات على شكل غليكوجين أيضاً. قد تُفسّر هذه الزيادة في استعمال غليكوجين العضلات السبب الكامن وراء تصريف السكر من الدم سريعاً بعد وجبة الغداء عند استهلاك الفطور قبل حصة الرياضة».

دراسات سابقة غير وافية

ذكر الباحثون أيضاً أن اكتشافاتهم الأخيرة تسلّط الضوء على جانب مهم في ما يخص استخلاص الاستنتاجات بشأن الآثار الصحية بناءً على الدراسات المرتبطة بمفعول الرياضة.

بحسب رأيهم، تحلل دراسات كثيرة أثر الرياضة في الناس الذين امتنعوا عن الأكل قبل الحصة الرياضية وتستخلص استنتاجاتها بناءً على هذه المعطيات. لكنهم يوضحون أن النتائج تختلف حين يُسمَح للمشاركين بالأكل قبل الرياضة.

أضاف غونزاليز: «صحيح أن الامتناع عن الأكل قبل التجارب المخبرية سلوك شائع للسيطرة على وضع الأيض الأساسي، لكن قد تمنع هذه الظروف تطبيق النتائج على مواقف أقرب إلى الحياة اليومية الواقعية لأن معظم الناس لا يمتنع عن الأكل على مر اليوم».

في ما يخص هذه الدراسة، يعتبر فريق البحث اكتشافاته مثيرة للاهتمام لكنه يؤكد على ضرورة إجراء أبحاث إضافية لتقييم آثار الرياضة على المدى الطويل بعد تناول وجبة طعام.

يقول إدنبيرغ: «بما أن هذه الدراسة اكتفت بتقييم ردود الفعل تجاه الفطور والرياضة على المدى القصير، لم تتضح تداعيات هذا السلوك على المدى البعيد. لذا تستمر الدراسات التي تُحلل تأثير أكل الفطور بانتظام قبل الرياضة أو بعدها في الصحة».

في الوقت الراهن، يريد الباحثون أن يحللوا طريقة تأثير مختلف أنواع الأغذية على الرياضة، لا سيما لدى المصابين بأمراض أيضية متنوعة مثل السكري.

يختم إدنبيرغ قائلاً: «ثمة حاجة واضحة إلى إجراء أبحاث إضافية لتحليل أثر ما نأكله قبل الرياضة في الوضع الصحي، لكن يجب أن تستهدف تلك الأبحاث أصحاب الوزن الزائد لأنهم قد يكونون أكثر عرضة للنوع الثاني من السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. سنحاول الإجابة عن بعض الأسئلة في هذا المجال».

back to top