آمال : «عشانكم»… التي سقطت تحت الكرسي

نشر في 19-08-2018
آخر تحديث 19-08-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي يعتب النائب الحكومي البصام على صاحب إحدى الديوانيات، بعد أن قال له الأخير: "استح على وجهك وتحدث في المجلس، واعترض على أخطاء الحكومة، ولو مرة واحدة في حياتك قبل أن تموت"… يعتب "الواد بتاع الحكومة" ويبرر مواقفه: عشانكم والله.

ويوضح وهو على حدود البكاء: عشانكم، ابتعدت عن مصادمة الحكومة. عشانكم، وعشان معاملاتكم ومصالحكم أيدت الحكومة في قوانينها. عشانكم، وعشان تسجيل عيالكم في الكليات العسكرية وقفت هذه المواقف.

نسي معاليه بعضاً من "عشانكم"، أو سقطت منه تحت الكرسي ولم ينتبه إليها. وبدافعٍ أخوي ساعدته في البحث عنها ووجدت عدداً منها.

وجدت؛ عشانكم تضخمت أرصدتي. عشانكم خنت القسم. عشانكم انهمرت الصفقات الحادة على رأسي حتى سالت دمائي. عشانكم امتلكت القصور في الريڤييرا وماربيا ومالاقا ولندن وباريس، وفي بيروت، فوق البيعة.

عشانكم، اشتريت "بلوك" كاملاً متكاملاً من البنايات في المدن الجديدة بالمنطقة العاشرة والجهراء.

عشانكم، قبل أن يسافر ابني الصيف الماضي للسياحة، شحن ثلاث سيارات إلى ثلاث عواصم أوروبية، ليستمتع بالأموال التي حصلت عليها بعرق "تصويتي".

عشانكم، اتخذت مواقف جعلت الحكومة، الحكومة ذاتها، لا تحترمني. عشانكم، استطعت أنا وأمثالي تحويل دور نائب الأمة إلى تابع ذليل، ليس للوزراء فقط، بل حتى للوكلاء والمديرين ورؤساء الأقسام. عشانكم، اتهمت الشرفاء بالخيانة. عشانكم ساومت الشركات الكبرى في بعض القوانين، فخضعت لي ودفعت الملايين.

عشانكم وعشانكم وعشانكم، بذلت المستحيل، ووضعت علم الكويت "باجة" على جيب دشداشتي. فماذا تريدون مني أكثر من ذلك؟!

back to top