الأسد يواصل الحشد في إدلب و«داعش» يهاجم بدير الزور

• بومبيو يعيّن مستشاراً لسورية
• ماكرون وميركل يحذران من «مخاطر»
• طهران ودمشق لاتفاق طويل

نشر في 19-08-2018
آخر تحديث 19-08-2018 | 00:04
عناصر من كتائب صقور الشام بخنادق في ريف إدلب أمس الأول (أ ف ب)
عناصر من كتائب صقور الشام بخنادق في ريف إدلب أمس الأول (أ ف ب)
وسط توقعات باقتصار العمليات العسكرية على مناطق استراتيجية محدودة، أرسل الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من التعزيزات إلى مركز ثقل المعارضة في محافظة إدلب وخزانها البشري، في وقت شنّ تنظيم «داعش» هجوماً مباغتاً على مساكن الجنود الأميركيين والفرنسيين في ريف دير الزور.
مع وصول مدرعات ودبابات تركية مطورة إلى الحدود مع إدلب، واصلت قوات النظام السوري إرسال التعزيزات العسكرية نحو المحافظة، التي تتهيأ فيها الظروف لتكون ساحة المعركة الكبيرة المقبلة.

ورغم التعزيزات العسكرية، التي قالت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة إنها "الأضخم في تاريخ الحرب السورية"، توقع محللون أن تقتصر عمليات النظام في إدلب على مناطق استراتيجية فقط، وترك مصيرها لاتفاقات دولية ترسمها خصوصاً روسيا وتركيا، التي تعمل على توحيد صفوف الفصائل للمواجهة المحتملة.

ومنذ العاشر من أغسطس الجاري، تستهدف قوات النظام بالسلاح المدفعي وبوتيرة أقل بالغارات الجوية، مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل تمتد من جنوب إدلب إلى ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط).

وتأخذ الفصائل الهجوم المرتقب على محمل الجد. وانهمك مقاتلوها، بحفر الخنادق ووضع السواتر الترابية في مناطق قريبة من تلك الواقعة تحت سيطرة النظام.

ووفق المحللون، فإن مناطق عدة سيتم استهدافها عند الأطراف، بينها تلك الممتدة بين جسر الشغور وسهل الغاب الواصلة بين إدلب وشمال حماة، وأخرى تقع على جانبي جزء من الطريق الدولي حلب - دمشق.

وتطلق تسمية سهل الغاب على منطقة زراعية معظمها في شمال حماة وتمتد إلى جنوب غرب إدلب بمحاذاة جسر الشغور. وتكمن أهميتهما في قربها من محافظة اللاذقية ومنطقة الساحل، المعقل الأساسي للطائفة العلوية التي يتحدر منها الأسد.

أما الهدف الثاني من العملية فقد يكون استعادة وضمان أمن كامل الأوتوستراد الدولي حلب - دمشق، الذي يمر في جنوب وشرق إدلب. ومن أجل ضمان أمنه سيكون على النظام استعادة قرى جنوب غرب حلب وصولاً إلى جنوب إدلب.

القاعدة الأميركية

وبينما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقهما من الوضع الإنساني في إدلب وطالبا بعملية سياسية شاملة لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، هاجم تنظيم "داعش" ليلة الجمعة- السبت حقل "العمر النفطي في ريف دير الزور.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن مسلحي "داعش" شنوا أكبر هجوم من نوعه منذ تحويل الحقل لقاعدة للتحالف ودخلوه"، لكن القوات ذات الأغلبية الكردية المدعومة من واشنطن صدت هجومهم على مباني الجنود الفرنسيين والأميركيين، موضحاً أن حقل العمر الأهم في سورية شهد عمليات استنفار من قوات التحالف و"قسد".

ومع وصول تعزيزات النظام إلى المنطقة وتولي الشرطة الروسية إدارة معبر مورك، حلت "هيئة تحرير الشام" مجالس الشورى التابعة لها في ريف حماة الشمالي، وفوضت المجالس المحلية المدنية بإدارة المناطق. كما ألغت العمل بجميع الأختام التابعة لها، في بادرة لتلافي الانتقادات في بعض مناطق سيطرتها الممتدة بين ريف حماة ومحافظة إدلب، ومطالبة المدنيين بتسليم السلطات لهيئات مدنية وإبعاد الحكم العسكري.

مبعوث بومبيو

وبعد ساعات على إعلانها تعليق صرف مبلغ 230 مليون دولار مخصص لبرامج تحقيق الاستقرار في سورية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعيين السفير السابق لدى العراق جيم جيفري مستشاراً خاصاً لوزير الخارجية مايك بومبيو بشأن سورية، موضحة أن مهامه ستتمحور حول تنسيق عملية الانتقال السياسي، إضافة إلى بحث جميع جوانب النزاع السوري.

وفي حين أوضحت الناطقة باسم الخارجية هيذر نويرت أن بومبيو "أعاد توجيه" 230 مليون دولار وضعت لمساعدة المناطق المحررة من سيطرة "داعش" بعد التزم الشركاء في التحالف تخصيص 300 مليون دولار من أموالهم، ومنها 100 مليون دولار من السعودية و50 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة، أكد المبعوث الخاص للبيت الأبيض في التحالف بريت ماكغورك، بقاء الولايات المتحدة في سورية واستعدادها للمرحلة الأخيرة للقضاء على "داعش".

وأوضح ماكغورك أنه بعد إخراج التنظيم من 99 في المئة من مناطق سيطرته سابقاً في سورية، يتمّ العمل على تحقيق الاستقرار عبر نزع الألغام وجرّ المياه وتوليد الكهرباء واحتياجات أساسية أخرى، وأعطى مثالاً إعادة إمداد 26 منطقة في الرقّة بمياه الشفة.

اتفاقية طويلة

في المقابل، أعلن وزير الطرق وإعمار المدن الإيراني أمير أميني، أن طهران ودمشق بصدد التوقيع على اتفاقية اقتصادية استراتيجية طويلة الأمد، تساهم في توسيع التعاون الاقتصادي.

وقال أميني، على هامش زيارته لدمشق أمس الأول، "تم الأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدين في الاتفاقية الاقتصادية لكي يستفيد كل منّا من طاقات الآخر"، مضيفاً: "سورية على أعتاب فصل جديد من إعادة إعمارها من الحرب التي أنهكتها لـ 8 سنوات، والقطاع الخاص الإيراني يمكنه أن يساعد في ذلك بالقدرات والخبرات العالية التي يمتلكها".

ولفت إلى أنه بموجب الاتفاقية ستقوم شركات إيرانية خاصة بإعادة إعمار ما لا يقل عن 30 ألف وحدة سكنية متضررة في المناطق المحررة أو تلك التي ستحرر، مضيفاً أن تلك الشركات ستقوم كذلك بترميم الأماكن التاريخية السورية وإعادة بناء البنية التحيته المدمرة، مثل خطوط النقل وخطوط المياه والكهرباء.

«تحرير الشام» تتخلى عن إدارة ريف حماة لمصلحة المجالس المحلية
back to top