الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة ودَّع الدنيا في فرنسا

الراحل قدَّم عشرات المعارض بمدن عربية وعالمية

نشر في 18-08-2018
آخر تحديث 18-08-2018 | 00:00
رحل الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة عن الدنيا، بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من 5 عقود، وأقيمت له أخيراً سلسلة معارض في مدن الضفة الغربية.
غيَّب الموت الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة، بعد حرب باسلة خاضها في مواجهة السرطان، أمس الأول، عن عمر ناهز 74 عاما في أحد المستشفيات شمال غرب فرنسا، بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من خمسة عقود أقام خلالها عشرات المعارض في مدن عربية وعالمية.

توفي سلامة فجر الخميس، الذي صادف أيضا ذكرى مولده الـ74، بمستشفى في بلدة سان فانسان دو لورويه بمنطقة سارت شمال غرب فرنسا.

ومن المقرر أن تتم مراسم التشييع مطلع الأسبوع "لاستكمال الإجراءات الإدارية"، كما كتب الفنان أحمد داري على حسابه بـ"فيسبوك".

وتعلم سلامة، المولود في مدينة صفد عام 1944، الرسم في سن مبكرة بالمدرسة، ثم تخصص في دراسة الفنون الجميلة في جامعة دمشق، قبل أن يقيم أول معرض له في عام 1963 بالمركز الثقافي في مدينة درعا جنوب سورية.

وبعد أن أنهى دراسته الجامعية عام 1972، انتقل إلى بيروت، حيث التحق بدائرة الإعلام الموحد التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أسس قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام بالمنظمة.

وانتقل عام 1975 لمتابعة دراساته العليا في كلية الفنون الجميلة بالعاصمة الفرنسية باريس. كذلك عمل خلال مسيرته الحافلة في منظمة يونسكو.

وتنقل سلامة خلال حياته بين مدن كثيرة في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسورية، قبل أن يحط رحاله في فرنسا، التي استقر فيها منذ أكثر من أربعة عقود.

وقدَّم سلامة عشرات المعارض في مدن عربية وعالمية عدة، بينها بيروت وعمَّان والقاهرة وباريس. وأقيمت له أخيرا قبل أقل من شهرين سلسلة معارض في مدن الضفة الغربية.

وقال سلامة في معرضه الأخير، الذي أقيم في يونيو الماضي، في رام الله، بصوت أنهكه المرض: "ردت لي الحياة حين وجدت نفسي في فلسطين. أيها الموت هزمتك الفنون كلها. لم أخضع لمرض السرطان، ولم أعطه أي اهتمام، ورفضته باستمرار، لكن القدر أقوى منا جميعا، وبالنسبة لي، فإن وجودي سيتواصل عبر أعمالي، وهذا ما يهمني".

وقد نعت وزارة الثقافة الفلسطينية، في بيان، الفنان الراحل، لافتة إلى أن "الحركة الثقافية الفلسطينية عامة، والتشكيلية منها على وجه الخصوص، خسرت برحيل سلامة واحدا من أبرز روادها ورموزها".

وأشارت الوزارة إلى أن سلامة "حمل رسالة فلسطين عبر لوحاته إلى العالم، وعُرف بانحيازه للجمال، كما انحيازه لقضية وطنه وشعبه، وبعمله الدؤوب على التجديد، حتى شكل مدرسة بحد ذاته".

وأضافت: "هو الفنان الذي حمل رسالة فلسطين عبر لوحاته إلى العالم، وعبر المنافي المتعددة التي حط فيها، وكان آخرها باريس، وقبلها درعا في سورية وبيروت".

كذلك، وصف وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو من ناحيته وفاة سلامة بأنها "خسارة كبيرة"، مشيرا إلى أن الفنان التشكيلي الراحل "واحد من قامات ومؤسسي الفن الفلسطيني المعاصر"، ومن "أعمدة الفن الفلسطيني على المستوى العالمي".

إيهاب بسيسو: من أعمدة الفن الفلسطيني على المستوى العالمي
back to top