الطرق المقوية للجهاز المناعي

نشر في 17-08-2018
آخر تحديث 17-08-2018 | 00:03
 د. روضة كريز أثار المقال عن النظام الغذائي للروماتويد أسئلة كثيرة عن الأغذية المنشطة للجهاز المناعي! وما هو الجهاز المناعي حتى يتحكم فينا صحياً ويحيل الأمراض إلى "اللاعلاجية" برأي الكثيرين من المعالجين!

لقد ذكرنا في المقالات السابقة أهمية الجهاز المناعي الصحي كخط دفاع أول في الجسم ضدّ الكائنات المعدية والجراثيم والكائنات الدقيقة الأخرى المسببة للأمراض، من خلال سلسلةٍ من الخطوات التي تُسمّى الاستجابة المناعية، فهو عبارة عن خلايا دموية وغدد خاصة (ليمفاوية وجذعية وغيرها من الأنسجة الخاصة) يهديها الله تعالى لافتراس كل ما هو ضار حين يدخل الجسم، أو اصطياد كل المفسدات الناتجة عن موت بعض الخلايا الحيوية في الدم والجسم بعد انتهاء أجلها، وهو يعمل كشبكة دفاعية متكاملة لحماية الجسم.

كما أن كل "عدو" مثير ويسبب اضطراباً "مرضياً" للجهاز المناعي يتكون له رمز إلكتروني على (DNA) يتعرف عليه في كل مرة ويتم القضاء عليه بسهولة بواسطة خلاياه الدموية المقاتلة، والتي تستمد طاقتها من التغذية والحالات الجسمية الصحية الصحيحة.

فإذا عدنا بالطب الغذائي إلى قبل آلاف السنين وجدنا أنهم كانوا يعتمدون على العسل وزيت الزيتون والخل ويعتبرونها من إكسيرات الحياة ومضادات التأكسد القوية عند الرومان والفراعنة، حتى وصلنا إلى زمن النبوة المحمدية، فزادت هذه العلاجات قداسة وقوة شفائية كما وصفها ربنا في القرآن الكريم.

كما أن الخضار بأنواعها، خصوصاً الورقية والفواكه العضوية الطازجة، وتحديداً الفئة التوتية (التوت الأزرق والأحمر والأسود مثلاً)، كلها تعتبر من أهم الأطعمة الواجب توافرها على المائدة، نيئة قدر الإمكان، كما أن الثوم والبصل معروفان في الطب القديم بقوتهما المضادة للالتهابات والجراثيم، لتكون المجموعة السابقة طبقاً مشهياً مقوياً للدم والجهاز المناعي بأكمله.

وتتحدث كل المنظمات والجمعيات المعنية بالصحة عن أهمية الرياضة ولو لعشر دقائق بمجهود يومي كالمشي، وهي من الطرق الأساسية التي تقوي الجهاز المناعي كله كشبكة متكاملة، وتجدد الدورة الدموية والخلايا السليمة مع ضرورة الإكثار من شرب الماء لحياة نسيجية أفضل كما يقول ربنا تبارك وتعالى "وجَعلنا مِنَ الماءِ كُلّ شَيءٍ حَيّ"، هذا بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين والشيشة والمشروبات الغازية، خصوصاً ما يُسمى "الطاقة".

وإن النوم الكافي خلال ساعات الليل يعطي الجسم قسطاً من الراحة، وساعة القيلولة بعد الظهر تعيد شحن الساعة البيولوجية اللازمة لإكمال دورة هضم الطعام، وكل ذلك يسمح لكثير من الغدد والخلايا المناعية بالعمل في جدية تامة لحماية الجسم من الأمراض، والقضاء على كل ما هو ضار ومرضِيّ قد يبيت في الجسم لأيام، مستمداً الطاقة اللازمة لذلك من الأغذية الصحية خلال اليوم.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top