«كامكو»: أسعار النفط تحركت ضمن نطاق محدود في يوليو

على خلفية المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد العالمي المعادلة لجهود الحد من الإنتاج

نشر في 16-08-2018
آخر تحديث 16-08-2018 | 00:05
No Image Caption
لعبت الأحداث الجيوسياسية دوراً مؤثراً على أسعار النفط، إذ هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز بما يهدد أحد اهم الممرات الملاحية للإمدادات النفطية. و أدى الهجوم على ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للسعودية خلال الأسبوع الأخير من يوليو الماضي إلى تعليق شحن النفط عبر مضيق باب المندب.
قال تقرير صادر عن شركة «كامكو» للاستثمار، إن تداولات أسعار النفط تحركت ضمن نطاق محدود في يوليو الماضي والنصف الأول من أغسطس الجاري، على خلفية المخاوف المتعلقة بتباطؤ الاقتصاد العالمي، التي عادلت آثار جهود منتجي النفط للحد من الإنتاج، على الرغم من تخطي أسعار النفط مستوى 70 دولاراً للبرميل.

إضافة إلى ذلك، حسب التقرير، فإن العقوبات المتوقعة على إيران كان لها تأثير مواز على انخفاض أسعار النفط، الذي يعزى إلى حد كبير لتوترات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ووفق تقرير صادر عن وكالة بلومبرغ، من المتوقع أن تؤدي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران اعتباراً من نوفمبر 2018 إلى تراجع الصادرات النفطية لإيران، التي تصل إلى 2.1 مليون برميل يومياً، بنسبة 50 في المئة تقريباً أو في حدود تتراوح ما بين 0.7 و1.0 مليون برميل يومياً.

بالإضافة إلى ذلك، أشار بيان صادر عن السعودية إلى قيامها بكبح إنتاج النفط خلال يوليو 2018 بعد الزيادة التي شهدتها الشهر السابق وذلك على الرغم من أن بيانات سوق النفط الصادرة عن وكالة بلومبرغ تشير إلى ارتفاع معدل إنتاج المملكة. ووفقاً لمصادر الأوبك الثانوية، خفضت المملكة إنتاجها بواقع 52.8 ألف برميل يومياً.

وساهمت العوامل سالفة الذكر في دعم أسعار النفط، لكن تلك المكاسب عادل تأثيرها المحادثات الجارية حول التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة والآثار المنعكسة جراء ذلك على التجارة العالمية. ووفقاً لما تشير إليه بعض التقارير الصادرة، من المقرر أن تفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار، في حين يشاع أن الصين فرضت رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات أميركية بقيمة 16 مليار دولار.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عامل آخر وان كان محدود التأثير، حيث يتوقع أن تتأثر التجارة الأميركية الأوروبية بفرض رسوم جمركية على البضائع المتبادلة بين الجهتين.

توقعات إيجابية

كما أشار تقرير صادر عن «World Trade Monitor» إلى تباطؤ حجم التجارة العالمية خلال الفترة الممتدة ما بين مارس ومايو 2018 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2017.

من جانب آخر، دعمت بيانات النمو القوي للاقتصاد الأميركي التوقعات الإيجابية للطلب على النفط. فوفقاً لبعض التقارير، سجلت الولايات المتحدة أقوى معدلات النمو الاقتصادي منذ حوالي أربع سنوات خلال الربع الثاني من عام 2018 على خلفية ارتفاع الانفاق الاستهلاكي.

ويعد منتجو النفط الأميركي أكبر المنتفعين من تحركات سوق النفط خلال الفترة الأخيرة، إذ أضافت شركات النفط العاملة في الولايات المتحدة 10 منصات حفر خلال الأسبوع الماضي فيما يعد أكبر إضافة جديدة إلى منصات الحفر منذ مايو 2018 بما دفع إجمالي عدد منصات الحفر للارتفاع إلى 869 منصة، الذي يعد أعلى المستويات منذ مايو 2015. علاوة على ذلك، دعم تذبذب سعر الدولار الأميركي في بادئ الأمر مكاسب أسعار النفط خلال النصف الثاني من يوليو 2018، لكن مع ارتفاع سعر الدولار في أغسطس 2018، بدأ اثر ذلك ينعكس على أسعار النفط.

كما لعبت الأحداث الجيوسياسية دوراً مؤثراً على أسعار النفط، إذ هددت إيران بمنع مرور شحنات النفط عبر مضيق هرمز بما يهدد أحد أهم الممرات الملاحية للإمدادات النفطية. إضافة إلى ذلك، أدى الهجوم على ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للسعودية خلال الأسبوع الأخير من يوليو 2018 إلى تعليق شحن النفط عبر مضيق باب المندب.

ولهذا المسار أهمية بالغة لتوريد النفط إلى أوروبا وأميركا الشمالية بما سيؤدي إلى تباطؤ الشحنات إلى هذين السوقين، على الرغم من أن تأكيدات وزير النفط السعودي أن الهجوم لن يبطئ النشاط الاقتصادي للمملكة أو يعطل إمدادات النفط عبر هذا المسار.

وظلت أسعار النفط تتحرك ضمن نطاق محدود في يوليو 2018 بما أدى إلى استقرار الأسعار دون تغير يذكر مقارنة بإغلاقات الشهر السابق. وتم تعويض التراجع الذي منيت به الأسعار خلال النصف الأول من الشهر تقريباً بالكامل على خلفية ارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من الشهر. ونتيجة لذلك، لم يشهد متوسط الأسعار الشهرية لفئات النفط الثلاث، الأوبك ومزيج برنت والنفط الكويتي، أي تغير على أساس شهري.

من جهة أخرى، أبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب لعام 2018 عند مستوى 1.4 مليون برميل يومياً، لكنها ذكرت أن المخاطر التي تهدد الافاق المستقبلية ما زالت قائمة بسبب النزاعات التجارية القائمة إضافة إلى عوامل جانب العرض. في حين تم تعديل توقعات الطلب لعام 2019 ورفعها بواقع 110 آلاف برميل يومياً لتصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً.

وذكرت الوكالة أن الطلب القوي الذي شهده الربع الأول من عام 2018 بدأ في التباطؤ في الربعين الثاني والثالث من عام 2018، لكن من المتوقع أن ينتعش في الربع الأخير من العام. أما من جانب العرض، فذكرت الوكالة أن شح المعروض النفطي الذي شهدته الأسواق قد خفت حدته إلى حد ما خلال الأسابيع القليلة الماضية مع استهداف السعودية ومنتجين آخرين زيادة الإنتاج لمواجهة النقص المرتقب للإمدادات الإيرانية.

back to top