«حلف بغداد» ولكن بشكل آخر

نشر في 14-08-2018
آخر تحديث 14-08-2018 | 00:10
في ظل ما يتم تناقله من أخبار حول قرب لقاء الرئيس الأميركي ترامب والرئيس الإيراني روحاني، الذي ربما يأتي تتويجا لحلف قديم بين أميركا وإيران وإسرائيل، وربما منذ نظام الشاه في إيران، والذي كان يطلق عليه "شرطي الخليج"، فإنه يمكن التكهن بتحضير الساحة العربية، لفتح بعض السفارات العربية في "القدس".
 يوسف عبدالله العنيزي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية برز إلى الوجود قطبان تمثلا في الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، أو ما اصطلح على تسميته "المعسكر الرأسمالي"، والاتحاد السوفياتي وحلفائه أو ما اصطلح على تسميته "المعسكر الاشتراكي أو الشيوعي"، وقد سعى كلا الطرفين إلى بسط نفوذه في أنحاء متفرقة من العالم، فقام الاتحاد السوفياتي بإنشاء "حلف وارسو"، ومد نفوذه إلى عدد من دول العالم بما فيها بعض الدول العربية التي انتهجت النظام الاشتراكي، كما قامت أميركا بإنشاء "حلف الناتو" الذي ضم الدول الأوروبية.

ونظرا لامتداد النفوذ الاشتراكي وتنامي المد القومي العربي في منطقة الشرق الأوسط فقد قامت بريطانيا عام 1955 وبدعم قوي من أميركا بإنشاء "حلف بغداد" الذي كان يضم كلاً من بريطانيا والعراق وإيران وباكستان وتركيا، ولكن هذا الحلف لم يستمر طويلاً، وذلك بعد انسحاب العراق منه بعد ثورة عام 1958.

والآن وفي ظل هذا الكم من الأخبار حول رغبة الولايات المتحدة الأميركية في إنشاء حلف "ناتو عربي" في المنطقة العربية، وخصوصاً منطقة الخليج، فهل سيقتصر هذا الحلف على بعض الدول العربية أم سيضم دولاً أخرى مثل إيران، وتركيا، وباكستان، وربما إسرائيل في وقت لاحق؟

في اعتقادي أن هناك تحضيراً لمثل هذا الحلف أو لنقل "اتفاق سلام" بين دول المنطقة مدعوماً من بعض الدول الكبرى، ولكن كيف سيتم ذلك في ظل خلافات حادة بين أميركا وإيران، وأميركا وتركيا، وكذلك الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني؟ وفي اعتقادي أننا في سباق مع الزمن لتجاوز هذه الأحداث، فالقضية الفلسطينية تدخل الآن مراحلها الأخيرة لنرى قيام "دولة فلسطين" التي تضم الضفة الغربية وغزة، وربما بعض أجزاء من القدس لتكون عاصمة للدولة الناشئة بقيادة مشتركة بين "فتح" و"حماس"، وقد لا يكون مفاجئا أن المصالحة بين المنظمتين الفلسطينيتين سيتم بوساطة إسرائيلية.

وفي ظل ما يتم تناقله من أخبار حول قرب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ربما يأتي تتويجا لحلف قديم بين أميركا وإيران وإسرائيل، وربما منذ نظام الشاه في إيران، والذي كان يطلق عليه "شرطي الخليج"، وما نراه من إعادة سيطرة النظام السوري وشبه تلاشي الجيش الحر والمعارضة والجماعات المتشددة، وكذلك الوفود التركية إلى واشنطن، فإنه يمكن التكهن بتحضير الساحة العربية، بعد قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس والاعتراف بهذه المدينة عاصمة أبدية لإسرائيل "العبرية"، لفتح بعض السفارات العربية في "القدس"، وغير ذلك من مؤشرات تدل على أن المنطقة مقبلة على تغيرات غير عادية، والأيام حبلى بالأحداث.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top